أسماء بنت أبي بكر الصديقبسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ,أما بعد
نسبها:
أسماء بنت أبي بكر الصديق أخت عائشة وزوج الزبير بن العوام أم عبد الله ذات النطاقين
أسلمت بعد إسلام 17 إنساناً أمها قتله
روت عن النبي أحاديث كثيرة
أخلاقها:
تقول أسماء بنت أبي بكر لما خرج رسول الله أتانا نفر من قريش منهم أبو
جهل بن هشام فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم فقالوا : أين أبوك قالت
قلت لا ادري والله أين أبي قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشاً خبيثاً فلطم
خدي لطمه خر منها قرطي قالت ثم انصرفوا.
وقفه
هذا الخلق هو كتمان السر
وقد قيل
ما يكتم السر إلا كل ذي فطر والسر عند خيار الناس مكتوم
والسر عندي في بيت له غلق قد ضاع مفتاحه والباب مختوم
ورد عن عمر بن عبد العزيز انه قال:
القلوب أوعية الأسرار
والشفاه اقفالها
والألسن مفاتيحها فليحفظ كل امرئ مفتاح سره
وقال قيس بن الحطيم:
إذا جاوز الاثنين سر فأنني ببث وتكثير الحديث ضمين
أي انا ضامن نشر السر لو جاوز اثنين
ومن الناحية التربوية:
لابد من حسن التصرف مع الأبناء خاصة إذا تلفظ ألفاظ مزعجه, من ذلك:
1- عدم الاهتمام بشكل مثير بهذه الألفاظ حتى لا يجعلها الطفل سلاحاً يشهره الطفل متى ما أراد.
2- لابد من البعد عن الرد عليه بعنف وغضب.
3- لابد من البعد عن تعليمه كلاماً غير لائق في صغره من اجل ان يقول أي شيء
4- لابد من البعد عن معاقبته واللجوء إلى حرمانه بعد تكرار الغلط 4 مرات يحرم من شيء يحبه.
5- من الخطأ أيضاً قبول اللفظ الخطأ أحياناً ورفضه أحياناً أخرى.
وقد اجمع أهل الحق انه لأفضل مثل الكتمان
والقائل:
استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فان كل ذي نعمة محسود.
وقال احدهم:
ويستر عيب صاحبه ويستر انه ستره
أي : استره واستر أني استره
وأخيراً قال الإمام الشافعي:
إذا المر افشي سره بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع أضيق
ومن أخلاقها:
تقول رضي الله عنها لما توجه رسول الله من مكة إلى المدينة ومعه أبو بكر حمل أبو بكر معه جميع ماله والقصة معروف
وقفة:
دورها في الهجرة:
تقول أسماء صنعت سفرة النبي في بيت أبي بكر حين أراد إن يهاجر إلى
المدينة قالت فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما تربطهما به فقلت لأبي بكر والله
ما أجد شيئاً اربطه به إلا نطاقي قال فشقيه فاربطي بواحد السقا وبالأخر
السفرة ففعلت فلذلك سميت ذات النطاقين.
ثم قال لها النبي "إن لك بهما نطاقين في الجنة"
انفق انفق عليك
من بنى لله بيتاً بنى الله له بيتاً في الجنة
من هنا تعلم حديث النبي من صنع لكم معروفاً فكافئوه....
إبطال سحر اليهود:
تقول أسماء أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت فخرجت وأنا على قرب
ولادة فأتيت فنزلت قباء فولدت بقباء ثم أتيت به رسول الله فوضعته في حجره
وكان أول مولود في الإسلام ففرحوا به فرحاً شديداً لأنهم قيل لهم "إن
اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم" فكبرا المسلمون وسماه رسول الله عبد الله.
وليس يضر السحر ولا غيره إلا بإذن الله.
استجابتها لله وللرسول:
1- جاءت أسماء بنت أبي بكر إلى النبي فقالت يا نبي الله ليس في بيتي شيء
إلا ما ادخل علي الزبير فهل علي جناح إن انفق مما ادخل علي فقال انفقي ما
استطعت ولا تبخلي فيبخل الله عليك.
هو عطاء الله لك والزوج سبب وعطاء الله يحتاج إلى شكر.
2- وعن أسماء "ان امرأة قالت: يا رسول الله إن لي ضره فهل علي جناح ان
تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني فقال رسول الله المتشبع بما لم يعط كلابس
ثوبي زور"
قال العلماء: معناه المتكثر عنده بان يظهر إن عنده ما ليس عنده غيظ.
نداء للنساء اللاتي يصدقن كل شيء أن تحكم عقلها
ليس هذا الفعل بين الزوجات وإنما حتى مع الصديقات والجارات تشتري وتقول زوجي اشتراه لي ابني جلبه لي وهكذا
3- مر رسول الله بأسماء وهي تحصي أكلاً وتكيله فقال يا أسماء لا تحصي
فيحصي الله عليك, قالت: فما أحصيت شيئاً بعد قول رسول الله, ثم لم ينفذ رزق
الله من عندي إلا جاء خلفه.
4- كانت أسماء بنت أبي بكر تحت الزبير بن العوام وكان شديداً عليها فاتت
أباها فشكت ذلك إليه فقال "يا بنيه اصبري فان المرأة إذا كان لها زوج صالح
ثم مات عنها فلم تتزوج بعده جمع الله بينهما في الجنة"
هذا هو فعل الأب الصائب يكسب ود ابنته بتصبيرها وحثها على التقوى لان هذه الدنيا دار ابتلاء وليست دار جزاء.
حياؤها
أخبرنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت
تزوجني الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه قالت فكنت
أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه وأدق النوى الناضجة وأعلفه وأسقيه الماء
وأخرز غربه وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن
نسوة صدق قالت وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على
رأسي وهي على ثلثي فرسخ قالت فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله
ومعه نفر من أصحابه فدعا لي ثم قال إخ إخ ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع
الرجال وذكرت الزبير وغيرته قالت وكان من أغير الناس قالت فعرف رسول الله
أني قد استحييت فمضى فجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله وعلى رأسي النوى
ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب معه فاستحييت وعرفت غيرتك فقال والله لحملك
النوى كان أشد علي من ركوبك معه قالت حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم
فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقني . إسناده صحيح ويقال في الزبير أورد رسول
الله حديثه "انه ليس شيء أغير من الله عزوجل"
قال : كل سلامي من الناس عليه صدقة إلى إن قال وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة"
وكانت أسماء بنت أبي بكر تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي وما يغفر الله أكثر.
قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }الشورى30
ورعها:
اخبرنا اسماعيل بن عبد الله بن ابي اويس حدثني ابي عن هشام بن عروة ان
المنذر بن الزبير قدم من العراق فارسل الى اسماء بنت ابي بكر بكسوة من ثياب
مروية وقوهية رقاق عتاق بعدما كف بصرها, قال فلمستها بيدها ثم قالت:اف
ردوا عليه كسوته, قال فشق ذلك عليه وقال: ياامه انه لايشف قالت: انها ان لم
تشف فإنها تصف.
راجعي شريط: كفى عبثاً باللباس/عبد العزيز السويدان
فتوى:
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
"لقد شوهد أخيراً في مناسبات الزواج قيام بعض النساء بلبس الثياب التي خرجن
بها عن المألوف في مجتمعنا معللات بأن لبسها إنما يكون بين النساء فقط
وهذه الثياب فيها ما هو ضيق تتحدد من خلالها مفاتن الجسم ومنها ما يكون
مفتوحاً من أعلى بدرجة يظهر من خلالها جزء من الصدر أو الظهر ومنها ما يكون
مشقوقاً من الأسفل إلى الركبة أو قريباً منها. أفتونا عن الحكم الشرعي في
لبسها وماذا على الولي في ذلك ".؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله-صلى
الله عليه وسلم : "صنفان من أهل النار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذناب
البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة
البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا
وكذا". فقوله-صلى الله عليه وسلم كاسيات عاريات يعني أن عليهن كسوة لا تفي
بالستر الواجب إما لقصرها أوخفتها أو ضيقها، ولهذا روى الإمام أحمد في
مسنده بإسناد فيه لين عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "كساني رسول
الله-صلى الله عليه وسلم قبطية- نوع من الثياب- فكسوتها امرأتي فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك لم تلبس القبطية قلت: يا رسول الله
كسوتها امرأتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مرها فلتجعل تحتها
غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها". ومن ذلك فتح أعلى الصدر فإنه خلاف أمر
الله تعالى حيث قال: { وليضربن بخمرهن على جيويهن}!، قال القرطبي في تفسيره
وهيئة ذلك أن تضرب المرأة بخمارها على جيبها لتستر صدرها ثم ذكر أثراً عن
عائشة: "أن حفصة بنت أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما دخلت
عليها بشيء يشف عن عنقها وما هنالك فشقته عليها وقالت: إنما يضرب بالكثيف
الذي يستر".
ومن ذلك ما يكون مشقوقاً من الاسفل اذا لم يكن تحته شيء ساتر فان كان تحته
شيء ساتر فلا حرج إلا أن يكون على شكل ما يلبسه الرجال فيحرم من اجل
التشبه بالرجال
وعلى ولي امر المراة ان يمنعها من كل لباس محرم ومن الخروج متبرجه او
متطيبه لانه وليها فهو مسؤول عنها يوم القيامة في يوم لا تجزي نفس عن نفس
شيئا ولا تقبل منها شفاعة ولا ياخذ منها عدل ولا هم ينصرون وفق الله الجميع
لما يحب ويرضى كتبه محمد صالح العثيمين في 15/2/1411هـ
من كرمها:
ان اسماء قال: كنت أخدم الزبير خدمة البيت وكان له فرس وكنت أسوسه فلم يكن
من الخدمة شيء أشد علي من سياسة الفرس كنت أحتش له وأقوم عليه وأسوسه قال
ثم إنها أصابت خادما جاء النبي صلى الله عليه وسلم سبي فأعطاها خادما قالت
كفتني سياسة الفرس فألقت عني مؤنته فجاءني رجل فقال يا أم عبد الله إني رجل
فقير أردت أن أبيع في ظل دارك قالت إني إن رخصت لك أبى ذاك الزبير فتعال
فاطلب إلي والزبير شاهد فجاء فقال يا أم عبد الله إني رجل فقير أردت أن
أبيع في ظل دارك فقالت مالك بالمدينة إلا داري فقال لها الزبير مالك أن
تمنعي رجلا فقيرا يبيع فكان يبيع إلى أن كسب فبعته الجارية فدخل علي الزبير
وثمنها في حجري فقال هبيها لي قالت إني قد تصدقت بها
"صحيح مسلم"
انها ورثت عن اختها عائشة رضي الله عنهما لما توفيت وكان قد ورثها اختاها
اسماء وام كلثوم و اولاد اخيها عبد الرحمن ولم يرثها اولاد اخيها محمد لانه
ليس اخا شقيقا لعائشة وكان اسماء اردات جبر خاطر القاسم وابن ابي عتيق
الذي لم يرث ايضا لوجود ابيه واعطتهم نصيبها الذي بلغت قيمته مائة الف ومن
كرمها ما روته عنها فاطمة كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها.
وكانت أسماء تقول لبناتها ولأهلها "أنفقوا أو أنفقن وتصدقن ولا تنتظرن
فأنكن إن انتظرتن الفضل لم تفضلن شيئاً وان تصدقن لم تجدن فقده"
ثباتها على الحق:
واما مضاء عزيمتها وعزة نفسها وشجاعتها فتنبؤنا عنها كلماتها لابنها عبد الله
دخل عليها, وهي عمياء, وقد بلغت مائة سنة , وقال لها لما
يا أماه ما ترين !!
قد خذلني الناس , وخذلني أهل بيتي . فقالت :
لا يلعبّن بك صبيان بني أمية , عش كريماً , ومت كريماً , والله إني لأرجو
أن يكون عزائي فيك حسناً بعد أن تقدمتني , أو تقدمتك , فان في نفسي منك
حرجاً , حتى أنظر الى مايصير أمرك .
ثم قالت: اللهم ارحم طول ذاك النحيب والظماء في هواجر المدينة وبره بامه
اللهم اني قد سلمت فيه لأمرك , ورضيت فيه بقضائك , فأثبني في عبد الله ثواب
الشاكرين, فرد عنها وقال: يااماه لا تدعي الدعاء لي قبل قتلي ولا بعده ,
قالت: لن ادعه لله, فمن قتل على باطل فقد قتلت على حق فخرج.
ثم قال لها إني أخاف أن يمثل الحجاج بي قالت إن الكبش إذا ذبح لم يأمن السلخ.
وفعلاً صلبه الحجاج وكانت تمر به وتقول أما آن لهذا الراكب إن ينزل وتقول
للحجاج من شدة جرأتها : رايتك أفسدت عليه دنياه وافسد عليك آخرتك
وكانت تدعو وتقول اللهم لا تمتني حتى أوتي به فأحنطه واكفنه فأتيت به بعد ذلك قبل موتها فجعلت تحنطه بيدها وتكفنه بعد ما ذهب بصرها.
وصلت عليه فما أتت عليها إلا جمعه حتى ماتت.
وقيل إنها بلغت 100 سنه ولم يقع لها سن ولم ينكر من عقلها شيء.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله..