ارحــــــــبو يــــــــــــالله حيـــــــــــهم أقلطــــــــــو فيــــــــذا
[IMG]
اهلا وسهلا بك عزيز الضيف في :+:{منتديات رفيده}:+: نتمنى لك الاستفاده بصحبتنا
والاستمتاع اذا رادت التسجيل والانظمام لينا اتفضل بالضغط على زر التسجيل اسفل هذه الرساله
تحياتنا وتقديرنا
:+:{أداره رفيده}:+:
ارحــــــــبو يــــــــــــالله حيـــــــــــهم أقلطــــــــــو فيــــــــذا
[IMG]
اهلا وسهلا بك عزيز الضيف في :+:{منتديات رفيده}:+: نتمنى لك الاستفاده بصحبتنا
والاستمتاع اذا رادت التسجيل والانظمام لينا اتفضل بالضغط على زر التسجيل اسفل هذه الرساله
تحياتنا وتقديرنا
:+:{أداره رفيده}:+:
ارحــــــــبو يــــــــــــالله حيـــــــــــهم أقلطــــــــــو فيــــــــذا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ارحــــــــبو يــــــــــــالله حيـــــــــــهم أقلطــــــــــو فيــــــــذا



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولخروج
فضلآ ,,, لا تشوه المكــــــــــان ولا تسكب حبرآ أسود على رأي غيرك فلتكن لك لمسه جميلة  ومروررررررر عذب ,, احترم جهد الأخرين ولا ترد على مواضيعهــم بسىء أو بذيء ,, ولا تـــرد عليهم بنقاط  أو علامـــات تكون كالمساميـــر في قلوبهم الطيبة ,, ليس خطأ أن لا تملك التعليق على كل موضوع ,, ولكن الخطأ  أن تجر هذا الموضوع إلى طريق لم ترد انت المشي فيه أو أن تلف حول عنقه حبل ردودك السيئة فــــتخــنقــه
اعضاء ابدعت فستحقت الشكر

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 36 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 36 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 580 بتاريخ الجمعة نوفمبر 01, 2024 6:34 am
مواضيع مماثلة
    دعاء عند دخول المنتدى
    اللـــــــــــــهم من أرادنا بسوء
     من الـــــجن والانـــس فارددهم
    في انتكاس وقلوبـــــــــــهم في
     وسواس وأيديـــــهم في إفلاس
     وأوبقهم من الرجـــــــــل إلى
     الـــــرأس بمائة ألف ألف ألف
    لاحـــــــــــــــــــــــــول ولا قوة
     إلا بالله الــــــــــــــعلي العظيم.
    اللــــــــــهم بتلألؤ نور عرشك
     من عدونا استترنــــــا وبسطوة
     الجبروت مــــــــــــــمن يكيدنا
    اســــــــــــتجرنا وبإعزازعزتك
    من كل شيـــــطانٍ رجيمٍ استعذنا
    .وبمكنونسر الله من كل هم وغم
    وضر وكرب وحادث وظالم وجار
     سوء تحصنا.وبسمو رفعتك ممن
     يطلـــــــــــــــبنا بسوء استجرنا
    يالله     ياالله     ياالله     ياالله.



    بحـث
     
     

    نتائج البحث
     
    Rechercher بحث متقدم
    برااااامج تهمني
     

     

     

     

     

      

     

     

     

     

     

     
    لخدمة أسرع
    Share |
    سحابة الكلمات الدلالية

     

     ماذا تعرف عن التوحيد ؟!

    اذهب الى الأسفل 
    انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
    كاتب الموضوعرسالة
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:04 am

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


    بسم الله الرحمن الرحيم



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    سيتم تخصيص هذا الموضوع لكل ما يتعلق
    بالتوحيد إن شاء الله .. سائلين الله أن يعيننا ، وأن يبارك بهذا الموضوع ،
    ويجعل فائدته تعود على الجميع .




    يظن البعض بأنه يعرف كل شيء أو الكثير من المعلومات عن التوحيد ولكن :
    سيفاجأ بأنه يجهل الكثير الكثير الكثير من المعلومات عن التوحيد وسيتعرف على أمور قد تدخله في الشرك الأصغر
    ( تابعونا لتعرفوا معنى الشرك الأكبر و معنى الشرك الأصغر ) .



    ملاحظة :



    الكثير من المعلومات سيكون مصدرها هو :



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




    وأيضاً سنقدم لكم إن شاء الله كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد
    للشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان



    تابعونا حفظكم الله



    سيكون الموضوع مغلقاً لأنه سيكون متجدداً إن شاء الله .
    وأسأل الله أن يبارك بكل من سيساعد على نشر هذا الموضوع .



    فهرس الموضوع



    1 ... الفهرس
    2 ... تعريف التوحيد
    3 ... أقسام التوحيد
    4... توحيد الربوبية
    5 ... توحيد الألوهية
    6 ... توحيد الأسماء والصفات
    7 ... مقدمة الشيخ صالح الفوزان
    8 ... نبذة موجزة عن حياة المؤلف الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
    9 ... كتاب التوحيد 1 (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
    10 ... يتبع كتاب التوحيد 2 ...
    {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ
    وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}




    11 ... كتاب التوحيد 3 .. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
    12 ... كتاب التوحيد 4 ... : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا...}
    13 ... كتاب التوحيد 5 ... {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}
    14 ... كتاب التوحيد .6.. قال ابن مسعود
    15 ... كتاب التوحيد 7 ... حديث معاذ بن جبل
    16 ... باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
    17 ... باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
    18 ... باب الخوف من الشرك
    19 ... باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله
    20 ... باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله



    21 ... باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
    22 ... باب ما جاء في الرقي والتمائم
    23 ... باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما
    24 ... باب ما جاء في الذبح لغير الله
    25 ... باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
    26 ... باب من الشرك النذر لغير الله
    27 ... باب من الشرك الاستعاذة بغير الله
    28 ... باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره





    29
    ... باب قول الله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ
    يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ
    يَنصُرُونَ}

    30 ... باب
    قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا
    قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}




    31 ... باب الشفاعة
    32 ... باب قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
    33 ... باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
    34 ... باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده
    35 ... باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تعبد من دون الله
    36 ... باب ما جاء في حماية المصطفى –صلى الله عليه وسلم- جناب التوحيد وسده كل طريق يوصّل إلى الشرك
    37 ... باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
    38 ... باب ما جاء في السحر
    39 ... باب بيان شيء من أنواع السحر
    40 ... باب ما جاء في الكهّان ونحوهم



    41 ... باب ما جاء في النُّشْرَة
    42... باب ما جاء في التطيُّر
    43 ... باب ما جاء في التنجيم
    44 ... باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
    45 ... باب قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ}
    46 ... باب قول الله تعالى:
    {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ
    تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}

    47 ... باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
    48 ... باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}
    49 ... باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
    50 ... باب ما جاء في الرياء
    [/size]





    51 ... باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
    52 ... باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً
    53 ... باب قول الله تعالى: {أَلَمْ
    تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ
    إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى
    الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ
    أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا...}

    54 ... باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات
    55 ...باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا} الآية.
    56 ... باب قول الله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
    57 ... باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
    58 ... باب قول: ما شاء الله وشئت
    59 ... باب من سب الدهر فقد آذى الله
    60 ... باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه





    61 ... باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك
    62 ... باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
    63 ... باب قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي}
    64
    ... باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ
    شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}

    65 ... باب قول الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}"\
    66 ... باب لا يقال: السلام على الله
    67 ... باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت
    68 ...باب لا يقول: عبدي وأمتي
    69 ... باب لا يرد من سأل بالله
    70 ... باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة




    71 ... باب ما جاء في الّلو
    72 ... باب النهي عن سب الريح
    [size=9]73 ...باب قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ
    بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا
    مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}

    74 ... باب ما جاء في منكري القدر
    [size=16]75 ... باب ما جاء في المصورين[/size]
    [size=16]76 ... باب ما جاء في كثرة الحلف[/size]
    [size=16]77 ... باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه[/size]
    [size=16]78 ... باب ما جاء في الإقسام على الله[/size]
    [size=16]79 ... باب لا يستشفع بالله على خلقه[/size]
    [size=12]80 ... باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك

    81 ... باب قول الله
    تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
    قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
    سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
    [/size]




    82 ... [size=25]نواقض التوحيد[/size]



    83 ... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    84 ... [size=16][size=25][size=16][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    [/size][/size]
    [/size]85 ... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    86 ... الناقض
    الرابع : من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه وأن
    حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر

    87 ... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

    88 ... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    89 ...
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    [/size]
    90 ... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    91 ...الناقض
    التاسع : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه
    وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر

    92 ... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    [/size]





    [size=21]93 ... شبهات فى التوحيد
    [size=16]94 ... الشبهة (1): قول المشركين: الأولياء والصالحين لهم جاه عند الله. ونحن نسأل الله بهم
    95 ... الشبهة (2) قول المشركين :الكفار كانوا يدعون الأصنام ونحن ندعوا الصالحين
    [/size]





    96 ... فرق مخالفة
    [size=16][size=21]97 ... بدع مخالفة[/size]






    [size=21]98 ... مرئيات فى التوحيد[/size]
    [size=21]99 ... [size=21]تراجم العلماء والشيوخ[/size][/size]
    [size=21]100 ... [size=25]مواقع العلماء[/size][/size]
    [size=21][size=25]101 ... مواقع صديقة [/size][/size]



    [/size][/size]



    دمتم بحفظ الله


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com

    كاتب الموضوعرسالة
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:22 am

    باب ما جاء في النُّشْرَة
    عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن النشرة فقال: "هي من عمل الشيطان""1" رواه أحمد بسند جيد، وأبو داود، وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله.
    [size=21]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    لمّا ذكر المصنف
    حكم السحر والكهانة، ذكر في هذا الباب ما جاء في النُّشرة؛ لأنها قد تكون
    من قبَل الشياطين والسحرة، فتكون مضادة للتوحيد.

    النُّشْرة: نوع من العلاج والرقية يعالَج به من كان يظن أن به مسّاً من السحر؛ سميت بذلك لأنها ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يُكشف ويزال.
    سئل عن النشرة: أي: النشرة التي كان أهل الجاهلية يعملونها.
    هي من عمل الشيطان: لأنهم ينشرون عن المسحور بأنواع من السحر واستخداماتٍ شيطانية.
    يكره هذا كله: أي: النشرة التي هي من عمل الشيطان.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    أن
    النبي –صلى الله عليه وسلم- سئل عن علاج المسحور على الطريقة التي كانت
    تعلمها الجاهلية ما حكمه، فأجاب –صلى الله عليه وسلم- بأنه من عمل الشيطان
    أو بواسطته؛ لأنه يكون بأنواع سحرية واستخداماتٍ شيطانيةٍ، فهي شركية
    ومحرمة.

    مناسبة الحديث للباب:

    أنه دل على تحريم النشرة التي هي من عمل الشيطان وهي نُشرة الجاهلية.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- النهي عن النشرة على الصفة التي تعملها الجاهلية؛ لأنها سحر والسحر كفر.
    2- مشروعية سؤال العلماء عما أشكل حكمه؛ حذراً من الوقوع في المحذور.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود برقم "3868" وأحمد في المسند "3/294".

    وفي
    البخاري عن قتادة: قلت لابن المسيّب: رجل به طِبّ أو يؤَخَّذ عن امرأته،
    أيُحَلُّ عنه أو يُنَشَّر؟ قال لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما
    ينفع فلم يُنه عنه.

    ورُوي عن الحسن أنه قال: لا يَحُلُّ السحر إلا ساحر.
    قال ابن القيم: النُّشْرة: حل السحر عن المسحور -وهي نوعان:
    إحداهما:
    حلٌّ بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يُحمل قول الحسن، فيتقرب
    الناشر والمُنْتَشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور.

    والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ترجمة قتادة: هو ابن دُعامة السدوسي البصري ثقة من أحفظ التابعين، مات سنة بضع عشرة ومائة.

    به طبٌّ: بكسر الطاء أي سحرٌ –كنوا عنه بالطب تفاؤلاً.
    يؤَخَّذ: بفتح الواو مهموزة وتشديد الخاء –أي: يُحبس عن امرأته ولا يصل إلى جماعها.
    لا بأس به: أي: بمعالجته بأمور مباحة لم يُرد بها إلا المصلحة ودفع المضرة.
    لا يَحُل السحر إلا ساحر: أي: لا يقدر على حلِّه إلا من يعرف السحر.
    المعنى الإجمالي للأثرين:

    أن
    ابن المسيب سُئل عن حكم النشرة فأفتى بجوازها؛ نظراً لأن المقصود منها
    النفع وزوال الضرر، ولم يُنه عما كان كذلك، ومقصوده نوعٌ من النشرة لا
    محذور فيه: كالرقى بأسماء الله وكلامه.

    وأما
    الحسن فمقتضى كلامه منع النشرة؛ لأنه لا يقدر على حل السحر إلا من له
    معرفةٌ بالسحر. وهذا محمولٌ على حل السحر بسحرٍ مثله، وهو من عمل الشيطان.
    وفي التفصيل الذي ذكره ابن القيم جمعاً بين القولين –حاصله:

    أن علاج المسحور بأدوية مباحة وقراءة قرآن أمر جائز – وعلاجه بسحر مثله محرم. والله أعلم.
    مناسبة الأثرين للباب:

    بيان التفصيل في حكم النشرة وبيان الجائز والممنوع منها.



    يتبع باب ما جاء في التطيُّر

    [/size]



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ


    باب ما جاء في التطيُّر

    وقول الله تعالى: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 131] وقوله: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} [يس: 19].
    [size=21]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية الثانية: {أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} [يس: 19].
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
    لما كانت الطيرة نوعاً من الشرك الذي يتنافى مع التوحيد أو ينقص كماله عقد المصنف لها هذا الباب في كتاب التوحيد تحذيراً منها.
    ما جاء في التطير: أي: من الوعيد –والتطير: مصدر تطيرَ- وهو التشاؤم بالشيء المرئي أو المسموع.
    ألا: أداة تنبيه.
    إنما: أداة حصر.
    طائرهم: ما قُضي عليهم وقُدِّر لهم.

    عند الله: أي: إنما جاءهم الشؤم من قبله وبحكمه الكوني القدري بسبب كفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله.
    لا يعلمون: وصفٌ لهم بالجهالة وعدم العلم وأنهم لا يدرون.
    طائركم: أي: حظكم وما نابكم من شرّ.
    معكم: أي: بسبب أفعالكم وكفركم ومخالفتكم الناصحين.
    أئن ذكرتم: أي: من أجل أنا ذكرناكم قابلتمونا بقولكم: {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} [يس: 18].
    بل أنتم قوم مسرفون: عادتكم الإسراف في العصيان فمن ثمّ جاءكم الشؤم. والسرف: الفساد وهو مجاوزة الحد في مخالفة الحق.
    المعنى الإجمالي للآيتين:

    الآية
    الأولى: لمّا كان قوم فرعون إذا أصابهم غلاء وقحط قالوا: هذا أصابنا بسبب
    موسى وأصحابه وبشؤمهم –رد الله تعالى عليهم بأن ما أصابهم من ذلك إنما هو
    بقضائه وقدره عليهم بكفرهم، ثم وصف أكثرهم بالجهالة وعدم العلم، ولو فهموا
    وقلوا لعلموا أن موسى ما جاء إلا بالخير والبركة والفلاح لمن آمن به
    واتبعه.

    2-
    الآية الثانية: أن الله سبحانه رد على من كذّب الرسل فأصيب بالبلاء، ثم
    ادعى أن سببه جاء من قبل الرسل وبسببهم، فبيّن الله سبحانه أن سبب هذا
    البلاء من قِبَل أنفسهم، وبسبب أفعالهم وكفرهم، لا من قبَل الرسل كما
    ادَّعوا. وكان اللائق بهم أن يقبلوا قول الناصحين ليسلموا من هذا البلاء؛
    لكنهم قومٌ متمادون في المعاصي فمن ثَم جاءهم الشؤم والبلاء.

    مناسبة الآيتين للباب:

    أن الله ذكر أن التطير من عمل الجاهلية والمشركين، وقد ذمهم الله تعالى ومقَتهم.
    ما يستفاد من الآيتين:
    1- أن التطير من عمل الجاهلية والمشركين.
    2- إثبات القضاء والقدر والإيمان بهما.
    3- أن المصائب بسبب المعاصي والسيئات.
    4- في الآية الأولى: ذمٌّ للجهل؛ لأنه يؤدي إلى عدم معرفة الشرك ووسائله، ومن ثمّ الوقوع فيه.
    5- في الآية الثانية: وجوب قبول النصيحة؛ لأن عدم قبولها من صفات الكفار.
    6- أن ما جاءت به الرسل فهو الخير والبركة لمن اتبعه.




    عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا عدوى، ولا طِيَرة، ولا هامة، ولا صَفَر" أخرجاه"1".
    زاد مسلم: "ولا نَوْء، ولا غُول""2".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لا عدوى:
    العدوى اسمٌ من الإعداء، وهو مجاوزة العلة من صاحبها إلى غيره، والمنفيّ
    ما كان يعتقده أهل الجاهلية أن العلة تسري بطبْعها لا بقدر الله.

    ولا طيَرة: الطيرة هي: التشاؤم بالطيور والأسماء والألفاظ والبقاع والأشخاص و-ولا- يحتمل أن تكون نافية أو ناهية والنفي أبلغ.
    ولا هامة: الهامة بتخفيف الميم: البُومة كانوا يتشاءمون بها، فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله.
    ولا صفر: قيل المراد به:
    حيةٌ تكون في البطن تصيب الماشية والناس، يزعمون أنها أشد عدوى من الجرب،
    فجاء الحديث بنفي هذا الزعم، وقيل المراد: شهر صفر كانوا يتشاءمون به، فجاء
    الحديث بإبطال ذلك.

    ولا نَوْءَ: سيأتي بيان ذلك في بابه إن شاء الله.
    ولا غُول:
    الغُول جنسٌ من الجن والشياطين، يزعمون أنها تضلهم عن الطريق وتهلكهم،
    فجاء الحديث بإبطال ذلك، وبيان أنها لا تستطيع أن تضل أحداً أو تهلكه.


    المعنى الإجمالي للحديث:
    ينفي
    –صلى الله عليه وسلم- ما كانت تعتقده الجاهلية من اعتقادات باطلة من
    التشاؤم بالطيور وبعض الشهور والنجوم وبعض الجن والشياطين، فيتوقعون الهلاك
    والضرر منها؛ كما كان يعتقدون سريان الأمراض من محل الإصابة إلى غيرها
    بأنفسها. فيرد –صلى الله عليه وسلم- كل هذه الخرافات، ويغرس مكانها التوكل
    على الله وعقيدة التوحيد الخالص.

    مناسبة الحديث للباب:
    أنه يدل على إبطال الطيرة، وأنها اعتقادٌ جاهليٌّ.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- إبطال الطيرة.

    2- إبطال اعتقاد الجاهلية أن الأمراض تُعدي بطبيعتها لا بتقدير الله تعالى.
    3- إبطال التشاؤم بالهامة وشهر صفر.
    4- إبطال اعتقاد تأثير الأنواء.
    5- إبطال اعتقاد الجاهلية في الغيلان.
    6- وجوب التوكل على الله والاعتماد عليه.
    7- أن من تحقيق التوحيد الحذر من الوسائل المفضية إلى الشرك.
    8- إبطال ما يفعله بعض الناس من التشاؤم بالألوان، كالأسود والأحمر، أو بعض الأرقام والأسماء والأشخاص وذوي العاهات.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "5757" ومسلم برقم "2220" "102".
    "2" أخرجه مسلم برقم "2220" "106".


    ولهما عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل" قالوا: وما الفأل؟ قال: "الكلمة الطيبة""1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الفأل: مهموزٌ فيما يُسِرّ ويسوء بخلاف الطيرة، فلا تكون إلا فيما يسوء.
    الكلمة الطيبة: كأن يكون الرجل مريضاً فيسمع من يقول: يا سالم. فيؤمل البرء من مرضه.
    مناسبة ذكر الحديث في الباب:
    أن فيه بيان أن الفأل ليس من الطيرة المنهي عنها.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- أن الفأل ليس من الطيرة المنهي عنها.
    2- تفسيرُ الفأل.
    3- مشروعية حسن الظن بالله والنهي عن سوء الظن به.
    الفرق بين الفأل والطيرة:
    1- الفأل يكون فيما يسر.
    2- الفأل فيه حسن ظنٍّ بالله، والعبد مأمورٌ أن يحسن الظن بالله.
    3- الطيرة لا تكون إلا فيما يسوء.
    4- الطيرة فيها سوء ظن بالله، والعبد منهيّ عن سوء الظن بالله.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "5756" ومسلم برقم "2224".


    ولأبي
    داود بسند صحيح عن عروة بن عامر، قال: ذُكِرت الطيرة عند رسول الله - صلى
    الله عليه وسلم- فقال: "أحسنها الفأل، ولا تَردّ مسلماً, فإذا رأى أحدكم ما
    يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا
    حول ولا قوة إلا بك""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ترجمة عروة: هو: عروة بن عامر القرشي، وقيل: الجهَني المكي. ذكره ابن حبان في الثقات.
    ولا ترد مسلماً: بخلاف الكافر فإنها تردّه عن قصده.
    لا يأتي بالحسنات... إلخ: أي: ولا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع السيئات.
    ولا حول: الحول: التحول والانتقال من حالٍ إلى حالٍ.
    ولا قوة: على ذلك.
    إلا بك: وحدك.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    يذكر
    الراوي أن الطيرة ذُكرت عند النبي –صلى الله عليه وسلم-؛ ليبين حكمَها وما
    يُعمل حيالَها، فأبطل النبي –صلى الله عليه وسلم- الطيرة، وأخبر أن الفأل
    منها؛ ولكن خيرٌ منها –وأخبر –صلى الله عليه وسلم- أن الطيرة لا تردُّ
    مسلماً عن قصده؛ لإيمانه أنه لا ضارّ ولا نافع إلا الله، وإنما ترد المشرك
    الذي يعتقدها –ثم أرشد –صلى الله عليه وسلم- إلى العلاج الذي تدفع به
    الطيرة وهو هذا الدعاء المتضمن تعلق القلب وحده في جلب النفع ودفع الضر
    والتبري من الحول والقوة إلا بالله.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه إبطال الطيرة وبيان ما تُفع به واستثناء الفأل منها.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- إبطال الطيرة وبيان ما تدفع به من الدعاء والذكر.
    2- أن ما يقع في القلب من الطيرة لا يضر بل يُذهِبه الله بالتوكل.
    3- أن الفأل من الطيرة وهو خيرُها.
    4- وجوب التوكل على الله والتبرّي من الحول والقوة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود برقم "3719".


    وعن ابن مسعود مرفوعاً: "الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل""1" رواه أبو داود والترمذي وصححه، وجعل آخره من قول ابن مسعود.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الطيرة شرك: لما فيها من تعلق القلب على غير الله.
    وما منا إلا: فيه إضمارٌ تقديره: وما منا إلا وقع في قلبه شيءٌ منها.
    يذهبه بالتوكل: أي: التوكل على الله في جلب النفع ودفع الضر يذهب الطيرة.

    آخره من قول ابن مسعود: وهو قوله: "وما منا... إلخ" وهو الصواب؛ لأنها شركٌ، والنبي معصومٌ من الشرك.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    أن
    الرسول –صلى الله عليه وسلم- يخبر ويكرر الإخبار؛ ليتقرر مضمونه في
    القلوب، أن الطيرة شرك؛ لما فيها من تعلق القلب على غير الله وسوء الظن به.

    مناسبة الحديث للباب:
    أنه يدل على أن الطيرة شركٌ.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- أن الطيرة شركٌ؛ لأن فيها تعلق القلب على غير الله.
    2- مشروعية تكرار إلقاء المسائل المهمة؛ لتحفظَ وتستقر في القلوب.
    3- أن الله يذهب الطيرة بالتوكل عليه، فلا تضر من وجد في نفسه شيئاً منها ثم توكَّل على الله ولم يلتفت إليها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود برقم "3910" والترمذي برقم "1614" وقال: هذا حديث حسن صحيح.


    ولأحمد
    من حديث ابن عمرو: "من ردته الطيَرة عن حاجته فقد أشرك"، قالوا: يا رسول
    الله، ما كفارة ذلك؟ قال: "أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا
    طيرك، ولا إله غيرك""1".

    وله من حديث الفضل بن عباس: "إنما الطيَرة ما أمضاك أو ردك""2".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:
    1- ابن عمرو هو: عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- أحد السابقين المكثرين.
    2- الفضل هو: الفضل بن العباس بن عبد المطلب ابن عم النبي –صلى الله عليه وسلم-.
    فقد أشرك: لأنه لم يُخلص توكله على الله بالتفاته إلى غيره.
    كفارة ذلك: أي: ما يقع من الطيرة.
    لا إله غيرك: أي: لا معبود بحقٍّ سواك.
    إنما الطيرة: أي: المنهي عنها.
    ما أمضاك: أي: حملك على المضيّ فيما أردت.
    أو ردّك: عن المضي فيه.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- أن الطيرة المنهي عنها والتي هي شركٌ، حقيقتها
    وضابطُها ما حمل الإنسان على المضيّ فيما أراده أو رده عنه اعتماداً عليها،
    فإذا ردته عن حاجته التي عزِم عليها كإرادة السفر ونحوه فقد ولَج باب
    الشرك وبرئ من التوكل على الله وفتح على نفسه باب الخوف. ومفهوم الحديث أن
    من لم تثنِه الطيرة عن عزمه فإنها لا تضره. ثم أرشد –صلى الله عليه وسلم-
    إلى ما تدفع به الطيرة من الأدعية فيما فيه الاعتماد على الله والإخلاص له
    في العبادة.

    مناسبة الحديثين للباب:
    أن فيهما بياناً لحقيقة الطيرة الشركية.
    ما يستفاد من الحديثين:
    1- أن الطيرة شركٌ.
    2- أن حقيقة الطيرة الشركية ما دفعت الإنسان إلى العمل بها.
    3- أن ما لم يؤثِّر على عزم الإنسان من التشاؤم فليس بطيَرة.
    4- معرفة الذكر الذي تُدفع به الطيرة عن القلب وأهميته للمسلم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أحمد "2/220".
    "2" أخرجه أحمد "1/213".



    يتبع باب ما جاء في التنجيم
    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:22 am

    باب ما جاء في التنجيم
    قال
    البخاري في صحيحه: قال قتادة: "خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء،
    ورجوماً للشياطين، وعلامات يُهتدى بها. فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع
    نصِيْبَه، وتكلّ‍ف ما لا علم له به""1" انتهى
    .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    لمّا
    كان بعض التنجيم باطلاً، لِما فيه من دعوى مشاركة الله في علم الغيب،
    وتعلُّق القلب بغير الله، ونسبة التصرف إلى النجوم، وذلك ينافي التوحيد،
    ناسب أن يُعقد له بابٌ هنا يبين فيه الممنوع والجائز منه، ليكون المسلم على
    بصيرةٍ من ذلك.

    ما جاء في التنجيم: أي: ذكرُ ما يجوز منه وما لا يجوز منه وذمُّه وتحريمه وما ورد من الوعيد فيه. والتنجيم هو: الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، وهو ما يسمّى بعلم التأثير.
    قال البخاري في صحيحه: أي: تعليقاً.
    خلق الله النجوم لثلاثٍ: هذا مأخوذٌ من القرآن الكريم.
    زينةً للسماء: إشارة إلى قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك: 5].

    ورجوماً للشياطين: إشارة إلى قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ} [الملك: 5].
    وعلامات: أي دلالات على الجهات والبلدان وغير ذلك.
    يُهتدى بها: أي: يهتدي بها الناس إشارة إلى قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الأنعام: 97].
    فمن تأول فيها غير ذلك: أي: من زعم فيها غير ما ذكره الله تعالى في هذه الثلاث فادعى علم الغيب.
    فقد أخطأ: حيث تكلم رجماً بالغيب.
    وأضاع نصيبه: أي: حظّه من عمره؛ لأنه اشتغل بما لا فائدة فيه، بل فيه مضرّة.
    المعنى الإجمالي للأثر:

    أن
    قتادة رحمه الله يذكر الحكمة التي خلق الله من أجلها النجوم –كما ذكره
    الله في كتابه- رداً على الذين ظهروا في عصره، ويعتقدون في النجوم غير ما
    ذكره خالقها في كتابه. وهؤلاء قالوا بلا علمٍ، وأفنوا أعمارهم فيما يضرّهم،
    وكلّفوا أنفسهم ما ليس في مقدورها الحصول عليه. وهكذا كل من طلب الحق من
    غير الكتاب والسنة.

    مناسبة الأثر للباب:
    أن فيه بيان الحكمة في خلق النجوم –كما ذكرها الله في كتابه- والرد على من زعم في النجوم حكمةً تخالف ما ذكره الله فيها.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- بيان الحكمة في خلق النجوم كما دلّ عليها القرآن.
    2- الرد على من زعم أن النجوم خُلقت لحكمة غير ما ذكر الله فيها.
    3- أنه يجب الرجوع إلى كتاب الله؛ لبيان الحق من الباطل.
    4- أن من طلب الهدى من غير الكتاب والسنة فقد الصواب وضيّع وقته وتكلّف ما لا قدرة له في الوصول إليه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري معلقاً في كتاب بدء الخلق، باب في النجوم "ص 614" ط بيت الأفكار الدولية.

    وكره قتادة تعلم منازل القمر، ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما، ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:

    1- ابن عيينة: أي: سفيان بن عيينة.
    2- حربٌ: أي: حربٌ الكرمانيّ من جلة أصحاب أحمد.
    3- أحمد: أي الإمام أحمد بن حنبل.
    4- وإسحاق: أي: إسحاق بن راهَوَيْه.
    منازل القمر: التي ينزل القمر في كل ليلة منزلة منها، وهي ثمانٍ وعشرون منزلة، ومعرفة ذلك تسمى بعلم التسيير.
    الغرض من هذا السياق:

    بيان
    خلاف العلماء في حكم تعلم منازل القمر الذي هو: "علم التسيير" الذي الغرض
    منه الاستدلال به على القبلة، وأوقات الصلوات، ومعرفة الفصول. فإذا كان هذا
    اختلافهم في هذا النوع الذي لا محذور فيه حسْماً للمادة؛ -لئلا يتوصل إلى
    الممنوع- فما بالك بمنعهم من تعلُّم علم التأثير الذي هو ضلالٌ وخطَرٌ.



    وعن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدِّق بالسحر""1" رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ترجمة أبي موسى: هو أبو موسى الأشعريّ عبد الله بن قيس، صحابي جليل مشهور، مات بالكوفة سنة 50 هـ.
    لا يدخلون الجنة: هذا من نصوص الوعيد التي تُمر كما جاءت.
    مدمن الخمر: المداوم على شربها حتى مات ولم يتب.
    قاطع الرحم: أي: الذي لا يقوم بواجب القرابة.
    ومصدِّقٌ بالسحر: الذي من أنواعه التنجيم، كما مر في الحديث: "من اقتبس شُعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر".
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر –صلى الله عليه وسلم- على وجه التحذير أن ثلاثةً من العصاة لا يدخلون الجنة:
    الأول: المداوم على شرب المسكر من أيّ شيء كان.
    الثاني: الذي لا يقوم بواجب القرابة التي أمر الله بصلتها.
    الثالث: مصدِّقٌ بالسحر الذي يجمع أنواعاً كثيرة وأشكالاً متعددة. ومنها التنجيم.
    مناسبة الحديث للباب:

    أن فيه وعيد مصدق بالسحر، ومنه التنجيم الذي هو موضوع الباب.

    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم التنجيم وأنه من الكبائر؛ لأنه داخلٌ في السحر الذي لا يدخل الجنة من صدّق به.
    2- تحريم شرب الخمر والوعيد الشديد في حقّ من مات ولم يتُب من شربها.
    3- وجوب صلة القرابة وتحريم قطيعتها.
    4- وجوب التكذيب بالسحر بجميع أنواعه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    "1" أخرجه أحمد في المسند "4/399" وابن حبان في موارد الظمآن برقم "1380، 1381".


    يتبع باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء








    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



    باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء



    وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    لمّا
    كان نسبة نزول المطر إلى النوء على وجه الاعتقاد –أن له تأثيراً في نزوله-
    شركاً أكبر كاعتقاد جلب النفع أو دفع الضر في الأموات والغائبين، أو شركاً
    أصغر إن كان لا يعتقد أن لها تأثيراً وإنما هي أسباب لنزول المطر ناسب أن
    يَعقد له المصنف باباً في كتاب التوحيد للتحذير منه.

    ما جاء: أي: من الوعيد.
    في الاستسقاء: أي: طلب السقيا ومجيء المطر.
    بالأنواء: جمع نَوء –وهي منازل القمر- وهي ثمانية وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة منزلة منها، ومنه قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ}
    [يس: 39] وهي عبارة عن ثمانية وعشرين نجماً معروفة المطالع في كل ثلاثة
    عشر يوماً يغيب واحدٌ منها مع طلوع الفجر. ويطلع رقيبه من المشرق وتنقضي
    كلها مع انقضاء السنة القمرية، وتزعم العرب في الجاهلية أنه إذا غاب واحدٌ
    منها وطلع رقيبه يكون مطرٌ وينسبونه إلى طلوع النجم أو غروبه ويقولون:
    مُطرنا بنوء كذا.

    وتجعلون رزقكم: أي: تجعلون نصيبكم –من شكر نعمة الله بإنزال المطر – التكذيب.
    أنكم تكذبون: بنسبة النعم لغير الله من الكواكب فتقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا.

    المعنى الإجمالي للآية:
    أن
    الله سبحانه وتعالى يعيب على المشركين كفرَهم بنعمة الله بنسبة نزول المطر
    إلى النجم، ويخبرُ أن هذا القول كذبٌ محضٌ؛ لأن نزول المطر إنما هو بفضل
    الله وتقدير ولا دخل فيه لمخلوق.

    مناسبة الآية للباب:
    أن الله سبحانه أنكر نزول المطر إلى غيره من النجوم والأنواء وسمّاه كذباً.
    ما يستفاد من الآية:
    1- إبطال نسبة نزول المطر إلى الأنواء.
    2- أن نسبة نزول المطر إلى النوء كذب.
    3- وجوب شكر الله على نعمه ووجوب نسبة نزول المطر إليه تفضلاً منه وإحساناً.





    وعن
    أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:
    "أربعة في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في
    الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت". وقال: "النائحة إذا لم
    تتب قبل موتها، تُقام يوم القيامة وعليها سِرْبال من قَطرَان ودرع من
    جَرَب""1". رواه مسلم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أ- ترجمة أبي مالك: اسمه الحارث بن الحارث الشامي صحابي.
    من أمر الجاهلية: المراد بالجاهلية هنا ما قبل البعثة؛ سمُّوا بذلك لفرط جهلهم، وكل ما يخالف ما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- فهو جاهليّة.
    لا يتركونهن: أي: ستفعلها هذه الأمة إما مع العلم بتحريمها أو مع الجهل بذلك.
    الفخر بالأحساب: أي: التعاظم على الناس بالآباء ومآثرهم.
    والطعن في الأنساب: أي: الوقوع فيها بالعيب والتنقص.
    والاستسقاء بالنجوم: أي: نسبة السقيا ومجيء المطر إلى النجوم والأنواء.
    والنياحة: أي: رفع الصوت والندب إلى الميت.
    تقام يوم القيامة: تبعث من قبرها وتوقف يوم الحساب والجزاء.
    سربال من قطران: أي: ثوبٌ من نحاس مذاب تلطّخ به فيصير كالثوب.
    دِرع: الدرع: ثوب ينسج من حديد، يلبس في الحرب.من جَرَب: الجرب مرض جِلدي.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر
    النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه سيستمر في الأمة شيءٌ من المعاصي التي كان
    يفعلها الناس قبل البعثة، وذلك يتمثل في أربع خصال هي: التعاظم بالآباء مع
    أنه لا شرف إلا بالتقوى، وتنقّص أنساب الناس وعيبُها، ونسبة نزول المطر
    إلى طلوع النجوم والأنواء، ورفع الصوت بالبكاء على الميت وندبه. ثم يبين
    الوعيد في حق الخصلة الأخيرة بأن من استمر عليها من غير توبة فإنه يأتي يوم
    القيامة ملطخاً جسمُه بالنحاس المذاب حتى يكون ذلك كالقميص، لتشتعل به
    النار، وتلتصق بجسمه وتنتن رائحته.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه دليلاً على تحريم الاستسقاء بالأنواء، وأنه من أمور الجاهلية.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم الاستسقاء بالأنواء، وأنه من أمور الجاهلية.
    2- أن ما كان من أمر الجاهلية لا يتركه الناس كلهم.
    3- أن ما كان من أمر الجاهلية وفعلِهم فهو مذمومٌ في دين الإسلام.
    4- منع التشبه بالجاهلية.
    5- تحريم الافتخار بالأحساب، وأنه من أمور الجاهلية.
    6- تحريم الوقوع في الأنساب بذمّها وتنقّصها.
    7- تحريم النياحة وبيان عقوبتها وأنها من الكبائر.
    8- التوبة تكفر الذنب وإن عظُم.
    9- أن المسلم قد يكون فيه شيء من خصال الجاهلية ولا يقتضي ذلك كفرُه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه مسلم برقم "934".

    ولهما
    عن زيد بن خالد قال: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح
    بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال:
    "أتدرون ماذا قال ربكم؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "قال: أصبح من
    عبادي مؤمن بي وكافر. فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي
    كافر بالكوكب. وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن
    بالكواكب""1".

    ولهما من حديث ابن عباس بمعناه وفيه: قال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآية: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} إلى قوله: {تُكَذِّبُونَ}.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ترجمة زيد بن خالد: هو الجهني المدني صحابيّ مشهور.
    صلى لنا: أي: صلى بنا، فاللام بمعنى الباء.
    الحديبية: قريةٌ سميت ببئر هناك على مرحلة من مكة، تسمى الآن الشميسي.
    إثر: بكسر الهمزة ما يعقب الشيء.
    سماءٌ: مطرٌ سمي بذلك؛ لأنه ينزل من السماء وهي كل ما ارتفع.
    من الليل: أي: كان في تلك الليلة.
    فلما انصرف: أي: التفت إلى المأمومين وليس المراد الانصراف من المكان.
    أتدرون؟ لفظ الاستفهام معناه التنبيه.
    من عبادي: المراد العبودية العامة.
    وكافرٌ: أي الكفر الأصغر.
    مُطرنا بنوء كذا وكذا: أي: نسب المطر إلى غير الله وهو يعتقد أن المنزل له هو الله.
    صدق نوء كذا وكذا: أي: صدق سحاب ومطر النجم الفلاني.
    فلا أقسم: هذا قسمٌ من الله عز وجل وهو يقسم بما شاء من خلقه.
    بمواقع النجوم: أي: مطالع الكواكب ومغاربها على قول الأكثر من المفسرين.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    يذكر
    لنا هذا الصحابي الجليل ما كان من إرشاد النبي –صلى الله عليه وسلم-
    لأمته، بمناسبة نزول المطر، وما ينبغي لهم أن يقولوه عند ذلك، فيروي –صلى
    الله عليه وسلم- عن ربه أنه حينما امتحن الناس بإنعامه عليهم بإنزال الغيث
    الذي فيه حياتهم، انقسموا إلى قسمين:

    قسمٌ
    اعترف بفضل الله ونسب النعمة إليه على وجه الشكر. وقسمٌ أنكر فضل الله
    ونسب النعمة إلى طلوع النجم أو غروبه وسُمي عمل إيماناً وعمل الثاني كفراً.

    وفي رواية ابن عباس أن هذه الآيات وهي قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} وما بعدها نزلت في إنكار نسبة نزول المطر إلى النجوم.




    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه تحريم نسبة المطر إلى النجم وتسميته كفراً وكذباً.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم نسبة نزول المطر إلى النجم وتسميته كفراً.
    2- مشروعية تعليم الناس وتنبيههم على ما يخل بالعقيدة.
    3- وجوب شكر الله على النعمة، وأنه لا يجوز إضافتها إلى غيره.
    4- إلقاء التعليم على طريقة السؤال والجواب؛ لأنه أوقع في النفس.
    5- أن من سُئل عما لا يعلم فإنه يتوقف ويكل العلم إلى عالمه.
    6- وصف الله بالفضل والرحمة.
    7- أن من الكفر ما لا يخرج من الملة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "846" ومسلم برقم "71".




    يتبع باب قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ} الآية













































    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:23 am

    باب قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ} الآية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {وَالَّذِينَ
    آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ
    يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ
    شَدِيدُ الْعَذَابِ
    } [البقرة: 165].

    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    لمّا
    كانت محبته سبحانه هي أصل دين الإسلام، فبكمالها يكمل دين الإنسان،
    وبنقصها ينقص توحيد الإنسان، نبّه المصنف على ذلك بهذا الباب.

    أنداداً: أمثالاً ونظراء.
    يحبونهم كحب الله: أي: يساوونهم بالله في المحبة والتعظيم.
    والذين آمنوا أشد حباً لله: أي: من حب أصحاب الأنداد لله. وقيل: من حب أصحاب الأنداد لأندادهم.
    معنى الآية إجمالاً:

    يكذر
    تعالى حال المشركين في الدنيا، وما لهم في الآخرة من العذاب، حيث جعلوا
    لله أمثالاً ونظراء من خلقه يساوونهم بالله في المحبة والتعظيم. ويذكر
    سبحانه أن المؤمنين يخلصون المحبة لله كما يخلصون له سائر أنواع العبادة.

    ما يستفاد من الآية:
    1- أن من اتخذ ندّاً تساوى محبته بمحبة الله فهو مشركٌ الشرك الأكبر.
    2- أن من المشركين من يحب الله حباً شديداً ولا ينفعه ذلك إلا بإخلاص المحبة لله.




    وقوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ} إلى قوله: {أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ...} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الآية كاملة: {قُلْ
    إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
    وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ
    كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ
    وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ
    اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
    } [التوبة: 24].



    عشيرتكم: أقرباؤكم مأخوذ من العِشرة.
    اقترفتموها: اكتسبتموها.
    كسادها: فوات وقت نفاقها ورواجها.
    ومساكن: منازل.
    ترضونها: تعجبكم الإقامة فيها.
    أحب إليكم: أي: إن كانت هذه الأشياء أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله.
    فتربّصوا: أي: انتظروا ما يحل بكم من عقابه.
    معنى الآية إجمالاً:

    أمر
    الله نبيه أن يتوعد من أحب هذه الأصناف فآثرها أو بعضها على حب الله
    ورسوله وفعل ما أوجب الله عليه من الأعمال التي يحبها ويرضاها، كالهجرة
    والجهاد ونحو ذلك، فبدأ الله بالآباء والأبناء والإخوان وكذا الأصدقاء
    ونحوهم فمن ادّعى محبة الله وهو يقدم محبة هذه الأشياء على محبته فهو كاذب
    ولينتظر العقوبة.

    مناسبة الآية للباب:
    أن فيها وجوب تقديم محبة الله ومحبة ما يحبه الله من الأشخاص والأعمال على محبة ما سوى ذلك.
    ما يستفاد من الآية:
    1- وجوب محبة الله تعالى ومحبة ما يحبه.
    2- وجوب حب النبي –صلى الله عليه وسلم-.
    3- الوعيد على من كانت هذه الثمانية أو غيرها أحب إليه من دينه.




    عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين""1" أخرجاه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لا يؤمن أحدكم: أي: الإيمان الكامل.
    حتى أكون أحب إليه: بنصب أحب خبر أكون.
    والناس أجمعين: من عطف العام على الخاص.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- أن أحداً لن يؤمن الإيمان الكامل الذي تبرأ به ذمته
    ويستحق به دخول الجنة حتى يقدم محبة الرسول –صلى الله عليه وسلم على محبة
    أقرب الناس إليه، وعلى محبة كل مخلوق، لأن بسببه –صلى الله عليه وسلم- حصول
    الحياة الأبدية، والإنقاذ من الضلال إلى الهدى، ومحبته –صلى الله عليه
    وسلم- تقتضي طاعته واتباع ما أمر به وتقديم قوله على قول كل مخلوق.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه دليلاً على وجوب تقديم محبة الرسول –صلى الله عليه وسلم- على محبة كل مخلوق، وأن تحقيق الإيمان مشروط بذلك.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- وجوب محبة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وتقديمها على محبة كل مخلوق.
    2- أن الأعمال من الإيمان؛ لأن المحبة عمل القلب وقد نُفي الإيمان عمّن لم يكن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أحب إليه مما ذُكر.
    3- أن نفي الإيمان لا يدل على الخروج من الإسلام.
    4- أن الإيمان الصادق لا بد أن يظهر أثره على صاحبه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "15" ومسلم برقم "44".




    ولهما
    عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث من كن فيه وجد بهن
    حلاوة الإيمان: أن يكون الله رسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا
    يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره
    أن يقذف في النار".

    وفي رواية: "لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى ...""1" إلى آخره.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ولهما عنه: أي: وللبخاري ومسلم عن أنس.
    ثلاثٌ من كنّ فيه: أي: ثلاث خصال من وُجدن فيه. وجاز الابتداء بثلاث؛ وإن كانت نكرة لأنها على نية الإضافة.

    وجد بهن حلاوة الإيمان: لما يحصل له من لذة القلب ونعيمه وسروره.
    أحب إليه: منصوبٌ على أنه خبر يكون.
    مما سواهما: مما يحبه الإنسان بطبعه كالولد والأزواج ونحو ذلك.
    أن يحب المرء: الذي يعتقد إيمانه وعبادته.
    لا يحبه إلا الله: أي: لأجل طاعة الله.
    أن يعود في الكفر: أي: يرجع إليه.
    كما يكره أن يلقى في النار: يعني: يستوي عنده الأمران الإلقاء في النار أو العودة في الكفر.
    وفي رواية: أي: للبخاري.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- أن المسلم إذا توفّرت فيه ثلاث خصال هي: تقديم محبة
    الله ورسوله على محبة ما سواهما من أهل ومال. ويحب من يحبه من الناس من أجل
    إيمانه وطاعته لله لا لغرض دنيوي ويكره الكفر كراهيةً متناهيةً بحيث يستوي
    عنده الإلقاء في النار والرجوع إليه. من توفرت هذه الخصال الثلاث فيه ذاق
    حلاوة الإيمان فيستلذ الطاعات ويتحمل المشقات في رضا الله.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه فضيلة تقديم محبة الله ورسوله محمد –صلى الله عليه وسلم- على محبة ما سواهما.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- فضيلة تقديم محبة الله ورسوله محمد –صلى الله عليه وسلم- على كل شيء.
    2- فضيلة المحبة في الله.
    3- أن المؤمنين يحبون الله تعالى محبة خالصة.
    4- أن من اتصف بهذه الخصال الثلاث فهو أفضل ممن لم يتصف بها ولو كان المتصف بها كافراً فأسلم أو كان مذنباً فتاب من ذنبه.
    5- مشروعية بغض الكفر والكافرين؛ لأن من أبغض شيئاً أبغض من اتصف به.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "16" ومسلم برقم "43".

    وعن
    ابن عباس رضي الله عنهما- قال: "من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في
    الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبدٌ طعم
    الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس
    على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً""1" رواه بن جرير.

    وقال ابن عباس في قوله تعالى: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} [البقرة: 166] قال: المودة"2".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من أحب في الله: أي: أحب المؤمنين من أجل إيمانهم بالله.
    ووالى في الله: أي: والى المؤمنين بنصرتهم واحترامهم وإكرامهم.
    وأبغض في الله: أي: أبغض الكفار والفاسقين لمخالفتهم لربهم.
    وعادى في الله: أي: أظهر العداوة للكفار بالفعل كجهادهم والبراءة منهم.
    ولاية الله: بفتح الواو تولّيه لعبده بالنصرة والمحبة.
    طعم الإيمان: ذوق الإيمان ولذته والفرح به.
    مؤاخاة الناس: تآخيهم ومحبة بعضهم لبعض.
    على أمر الدنيا: أي: لأجل الدنيا فأحبوها وأحبوا لأجلها.
    وذلك: أي: المؤاخاة على أمر الدنيا.
    لا يجدي على أهله شيئاً: لا ينفعهم أصلاً بل يضرهم.

    المعنى الإجمالي للأثر:
    يحصر
    ابن عباس رضي الله عنهما الأسباب التي توجب محبة الله لعبده ونصرته له في
    محبة أولياء الله، وبغض أعدائه، وإظهار هذه المحبة وهذه العداوة علانية
    بمناصرة المؤمنين ومقاطعة المجرمين وجهادهم. ويذكر أنه لن يذوق الإيمان
    ويتلذذ بطعمه من لا يتصف بذلك وإن كثُرت عبادته. ثم يذكر ابن عباس أن هذه
    القضية قد انعكست في وقته فصار الناس يتحابون ويباغضون من أجل الدنيا، وهذا
    لا ينفعهم بل يضرهم. ثم فسر هذه الآية الكريمة. {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ}
    بأن المراد بها أن المحبة التي كانت بينهم في الدنيا تقطعت بهم يوم
    القيامة وخانتهم أحوج ما كانوا إليها، وتبرأ بعضهم من بعض، لما كانت هذه
    المحبة في غير الله.

    مناسبة الأثر للباب:
    أن فيه أن حصول محبة الله لعبده ونصرته له مشروطٌ بأمرين:
    أحدهما: محبة أولياء الله وبغض أعدائه بالقلب.
    ثانيهما: إظهار محبة أولياء الله وبغض أعدائه بالفعل من مناصرة أوليائه وجهاد أعدائه.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- بيان الأسباب التي تُنال بها محبة الله لعبده ونصرته لعبده.
    2- وصف الله بالمحبة على ما يليق بجلاله.
    3- مشروعية وفضيلة الحب في الله والبغض في الله، وأنه لا يُغني عنهما كثرة الأعمال الصالحة.
    4- مشروعية مناصرة المؤمنين وإعانتهم، وبغض الكافرين وجهادهم.
    5- بيان ثمرة الحب في الله والبغض في الله من ذوق طعم الإيمان والتلذذ به.
    6- ذم الحب والبغض من أجل الدنيا وبيان سوء عاقبته.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه ابن المبارك في الزهد "رقم 353".
    "2" أخرجه الحاكم في المستدرك "2/272" وصححه ووافقه الذهبي.



    يتبع باب
    قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ
    فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175].









    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــ



    [size=21]باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
    أنه لما كان الخوف من أجمع أنواع العبادة التي يجب إخلاصها لله تعالى، نبّه المصنف بهذا الباب على وجوب إخلاصه لله.
    إنما: أداة حصر.
    الشيطان: علمٌ على إبليس اللعين.
    يخوِّف أولياءه: أي: يخوفكم بأوليائه ويوهمكم أنهم ذوو بأس شديد.
    فلا تخافوهم: أي: لا تخافوا أولياءه الذين خوفكم إياهم.
    وخافونِ: فلا تخالفوا أمري.
    إن كنتم مؤمنين: لأن الإيمان يقتضي أن تؤثروا خوف الله على خوف الناس.
    المعنى الإجمالي للآية:

    يخبر
    تعالى أن من كيد عدوّ الله أنه يخوّف المؤمنين من جنده وأوليائه؛ لئلا
    يجاهدوهم ولا يأمروهم بالمعروف ولا ينهوهم عن منكر. ونهانا أن نخافَهم،
    وأمرنا أن نخافَه وحده؛ لأن هذا هو مقتضى الإيمان، فكلما قوي إيمان العبد
    زال خوف أولياء الشيطان من قلبه، وكلما ضعُف إيمانه قويَ خوفه منهم.

    ما يستفاد من الآية:
    1- أن الخوف عبادةٌ يجب إخلاصه لله.
    2- أن صرف الخوف لغير الله شركٌ كأن يخاف من غير الله من وثن أو طاغوت أن يصيبه بما يكره.
    3- التحذير من كيد الشيطان.




    وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {وَلَئِن
    جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ
    أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
    } [العنكبوت: 10].

    ومن الناس: أي: بعض الناس.
    من يقول آمنا بالله: أي: يدعي الإيمان بلسانه.
    أوذي في الله: أي: لأجل الله جل وعلا.
    فتنة الناس: أذاهم ونيلهم إياه بالمكروه.
    كعذاب الله: أي:
    جعل أذى الناس الذي يناله بسبب تمسكه بدينه، كعذاب الله الذي يناله على
    ارتداده عن دينه، ففرّ من ألم أذى الناس إلى ألم عذاب الله فارتد عن دينه.

    نصرٌ من ربك: فتحٌ وغنيمة.
    إنا كنا معكم: في الدين فأشركونا في الغنيمة.
    بما في صدور العالمين: بما في قلوبهم من الإيمان والنفاق.

    المعنى الإجمالي للآية:
    يخبر
    تعالى عن الداخل في الإيمان بلا بصيرة أنه إذا أصابته محنة وأذى من الكفار
    جعل هذا الأذى –الذي لا بد أن ينال الرسل وأتباعهم ممن خالفهم- جعل ذلك في
    فراره منه وتركه السبب الذي ناله من أجله كعذاب الله الذي فرّ منه
    المؤمنون، ففرّ من ألم عذاب أعداء الله في تركه دينه إلى عذاب الله،
    فاستجار من الرمضاء بالنار. وإذا نصر الله جندَه وأولياءه قال: إني كنت
    معكم والله عليمٌ بما انطوى عليه صدره من النفاق.

    مناسبة الآية للباب:
    أنها أفادت أن الخوف من الناس أن ينالوه بما يكره بسبب الإيمان بالله من جملة الخوف من غير الله المستلزم لضعف الإيمان.
    ما يستفاد من الآية:
    1- أن الخوف من أذى الناس بسبب الإيمان خوف من غير الله.
    2- وجوب الصبر على الأذى في سبيل الله.
    3- دناءة همة المنافقين.
    4- إثبات علم الله تعالى.




    وقوله: {إِنَّمَا
    يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
    وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ
    } الآية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 18].
    إنما يعمر مساجد الله: أي: إنما تستقيم عمارتها بالعبادة والطاعة.
    من آمن بالله... إلخ: أي: الجامعين للكمالات العلمية والعملية.
    ولم يخش إلا الله: الخشية هي:
    المخافة والهيبة، والمراد بالخشية هنا: أي خشية التعظيم والعبادة والطاعة.
    أما الخشية الجبلّية كخشية المحاذير الدنيوية فلا يكاد أحد يسلم منها.
    وينبغي أن يخشى في ذلك كله قضاء الله وتصريفه.

    فعسى أولئك: المتصفون بهذه الصفات.
    أن يكونوا من المهتدين: أي: أولئك هم المهتدون. وكلُّ "عسى" من الله فهي واجبة.

    المعنى الإجمالي للآية:
    لمّا
    نفى تعالى عمارة المساجد المعنوية بالعبادة عن المشركين في الآية التي
    قبلها، أثبت في الآية عمارتها بالعبادة للمؤمنين الذين آمنوا بقلوبهم،
    وعملوا بجوارحهم، وداوموا على إقام الصلاة بأركانها وواجباتها وسننها،
    وأعطوا الزكاة مستحقيها، وأخلصوا لله الخشية وهي المخافة والهيبة.

    مناسبة الآية للباب:
    أن فيها وجوب إخلاص الخشية أي الخوف والهيبة التي هي أساس العبادة لله وحده.
    ما يستفاد من الآية:
    1- وجوب إخلاص الخشية لله وحده.
    2- أن الشرك لا ينفع معه عمل.
    3- أن عمارة المساجد إنما تكون بالطاعة والعمل الصالح لا بمجرد البناء.
    4- الحث على عمارة المساجد حسيّاً ومعنوياً.




    وعن
    أبي سعيد -رضي الله عنه- مرفوعاً: "إن من ضعف اليقين أن ترضى الناس بسخط
    الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على مالم يؤتك الله. إن رزق الله
    لا يجُرّه حرص حريص، ولا يرَدّه كراهية كاره""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ضعف: بضم الصاد وفتحها ضد القوة والصحة.
    اليقين: ضد الشك هو: كمال الإيمان.
    ترضي الناس بسخط الله: أي: تؤثر رضاهم على رضا الله.
    وأن تحمدهم: أي: تشكرهم وتثني عليهم.
    على رزق الله: أي: ما وصل منه إليك على أيديهم بأن تضيفه إليهم وتنسى المنعم المتفضِّل.
    وأن تذمّهم على ما لم يؤتك الله: أي: إذا طلبتهم شيئاً فمنعوك ذممتهم على ذلك.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يبين
    –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث ما ينبغي أن يكون عليه المسلم، من قوة
    الثقة بالله، والتوكل عليه، واعتقاد أن كل شيء بتدبيره ومشيئته، ومن ذلك
    الأسباب إذا شاء الله رتّب عليها نتائجها فأدّت المطلوب بها، وإن شاء منعها
    من أداء نتائجها –وكل ذلك راجعٌ إلى الله فهو المحمود على السراء والضراء
    والشدة والرخاء- وهذا هو كمال اليقين، وأما من تعلق قلبه بالناس ومالَ مع
    الأسباب فإن نال شيئاً من الخير على أيدي الناس مدحهم. وإن لم ينل مراده
    ذمّهم ولامهم فهذا قد ضعُف يقينه واختل توكّله على الله. ثم ختم –صلى الله
    عليه وسلم- الحديث بما يؤكد ويوضح ما قرره في أوله بأن العطاء والمنع
    يجريان بأمر الله وحسب حكمته ولا يرجعان إلى حرص العبد أو كراهته.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن
    فيه وجوب تعلّق القلب بالله في جلب النفع، ودفع الضر، وخوفه وخشيته وحده،
    وعدم الالتفات إلى الخلق بمدحٍ أو ذمٍّ على ما يحصل من الإعطاء والمنع.

    ما يستفاد من الحديث:
    1- وجوب التوكل على الله وخشيته وطلب الرزق منه.
    2- إثبات القضاء والقدر.
    3- عدم الاعتماد على الأسباب.
    4- تقديم رضا الله على رضا المخلوق.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو نعيم في الحلية "5/106"، "10/41". والبيهقي في شعب الإيمان "رقم 203".

    وأخرجه
    الطبراني من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي –صلى الله عليه وسلم-. انظر
    معجمه الكبير "10/215 –216 رقم 10514". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد
    "4/71": فيه خالد بن يزيد العمري واتُّهم بالوضع

    وعن
    عائشة رضي الله عنها -أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "من التمس
    رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس. ومن التمس رضى الناس
    بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس""1" رواه ابن حبان في صحيحه.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التمس: طلب.

    المعنى الإجمالي للحديث:
    يبين
    –صلى الله عليه وسلم- الطريق الذي يحصل به رضا الله، ورضا الناس، والطريق
    الذي يحصل به سخط الله، وسخط الناس. وذلك أن الناس لقصور معرفتهم بالعواقب
    وغلبة المؤثرات عليهم، قد تتعارض رغبتهم مع ما شرعه الله مما فيه صلاحهم
    عاجلاً وآجلاً، وهنا يتميز موقف المؤمن الصحيح الإيمان من موقفٍ مزعزع
    الإيمان. فالمؤمن يؤثر رضا الله على رضا الناس، فيستمر مع شرع الله لا
    تأخذه في الله لومة لائم، فيتولاه بنصره؛ لأنه قد اتقى الله {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2].

    ومزعزع
    الإيمان يؤثر رضا الناس على رضا الله فيحقق لهم مطلوبَهم وإن كان مخالفاً
    لما شرعه الله، وهذا في الحقيقة قد خاف الناس ولم يخف الله، وسينعكس عليه
    مراده فينقلب حامده في الناس ذامّاً، ولن يغنوا عنه من الله شيئاً، فضر
    نفسه وضر من أراد نفعهم بمعصية الله.

    مناسبة الحديث للباب:

    أن فيه وجوب خشية الله وتقديم رضاه على رضا المخلوق.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- وجوب خشية الله وتقديم رضاه على رضا خلقه.
    2- بيان عقوبة من آثر رضا الناس على رضا الله.
    3- وجوب التوكل على الله والاعتماد عليه.
    4- بيان ما في تقديم رضا الله من العواقب الحميدة وما في تقديم رضا الناس على رضا الله من العواقب السيئة.
    5- أن قلوب العباد بيد الله سبحانه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه ابن حبان كما في موارد الظمآن برقم "1541، 1542"، والترمذي برقم "2416".
    (13/261)



    يتبع باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [المائدة: 23].


    [/size]








    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



    [size=21]باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [المائدة: 23].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    أراد المصنف بهذا الباب بيان أن التوكل فريضة يجب إخلاصه لله؛ لأنه من أفضل العبادة وأعلى مقامات التوحيد.
    وعلى الله: أي: لا على غيره.
    فتوكلوا: اعتمِدوا عليه وفوِّضوا أموركم إليه.
    المعنى الإجمالي للآية:
    يذكر
    تعالى أن موسى عليه السلام أمر قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة التي كتبها
    الله لهم، ولا يرتدوا على أدبارهم خوفاً من الجبارين، بل يمضوا قُدُماً لا
    يهابونهم ولا يخشونهم، متوكلين على الله في هزيمتهم، مصدِّقين بصحة وعدِه
    لهم إن كانوا مؤمنين.

    ما يستفاد من الآية:
    1- وجوب التوكل على الله وحده سبحانه، وأن صرف التوكل لغير الله شركٌ؛ لأنه عبادة.
    2- أن التوكل على الله شرطٌ في صحة الإيمان ينتفي الإيمان عند انتفائه.




    وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
    وجلت قلوبهم: خافت من الله.
    وعلى ربهم: لا على غيره.
    يتوكلون: يفوِّضون إليه أمورهم ولا يخشون ولا يرجون إلا إياه.
    المعنى الإجمالي للآية:

    يصف الله –جل وعلا- المؤمنين حق الإيمان بثلاث صفاتٍ عظيمةٍ هي:
    1- الخوف منه عند ذكره، فيفعلون أوامره ويتركون زواجره.
    2- زيادة إيمانهم عند سماع تلاوة كلامه.
    3- وتفويض الأمور إليه والاعتماد عليه وحده.
    مناسبة الآية للباب:

    أنها تدل على أن التوكل على الله وحده من صفات المؤمنين.
    ما يستفاد من الآية:
    1- مشروعية التوكل على الله وأنه من صفات المؤمنين.
    2- أن الإيمان يزيد وينقص. فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
    3- أن الإيمان بالله يستدعي التوكل عليه وحده.
    4- أن من صفات المؤمنين الخشوع والذل لله تعالى.



    وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال:64].
    وقوله: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    حسبك الله ومن اتبعك: أي: كافيك الله وحده وكافي أتباعِك.
    فهو حسبه: أي: كافيه.
    المعنى الإجمالي للآيتين:

    يخبر
    الله سبحانه نبيه وأمته بأنه هو وحده كافيهم، فلا يحتاجون معه إلى أحد،
    فليكن توكّلهم ورغبتهم عليه وحده، كما جعل سبحانه لكل عملٍ جزاء، فجعل جزاء
    التوكل عليه كفايته للمتوكل، فإذا كان الله سبحانه كافياً المتوكل عليه
    وحسبَه وواقيه فلا مطمع فيه لعدو.

    مناسبة الآيتين للباب:
    أنهما يدلان على وجوب التوكل على الله؛ لأنه هو الكافي لمن توكل عليه.
    ما يستفاد من الآيتين:
    1- وجوب التوكل على الله؛ لأنه من أعظم أنواع العبادة.
    2- بيان فضل التوكل على الله وفائدته، وأنه أعظم الأسباب لجلب النفع ودفع الضر.
    3- أن الجزاء من جنس العمل.




    وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قالها إبراهيم –عليه السلام- حين ألقي في النار.
    [/size]




    [size=21]وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم- حين قالوا له:
    {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}"1" [آل عمران: 173]. رواه البخاري والنسائي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    حسبنا الله: أي: كافينا فلا نتوكل إلا عليه.
    نعم الوكيل: أي: الموكول إليه أمور عباده.



    المعنى الإجمالي للأثر:
    يروي عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- أن هذه الكلمة العظيمة: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}
    قالها الخليلان إبراهيم ومحمدٌ –عليهما الصلاة والسلام في موقفين حرجين
    لقياهما من قومهما- وذلك حينما دعا إبراهيم قومَه إلى عبادة الله فأبوا
    وكسَّر أصنامهم فأرادوا أن ينتصروا لها فجمعوا حطباً وأضرموا له ناراً
    ورموه بالمنجنيق إلى وسطها، فقال هذه الكلمة. فقال الله للنار: {كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69].

    وحينما أرسلت قريش إلى محمد –صلى الله عليه وسلم- تتوعده وتقول:
    إنا قد أجمعنا السير إليك وإلى أصحابك لنستأصلكم. فقال –صلى الله عليه وسلم- عند ذلك هذه الكلمة العظيمة: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174].
    مناسبة الأثر للباب:
    أن
    فيه أن هذه الكلمة التي هي كلمة التفويض والاعتماد على الله، هي الكلمة
    التي تقال عند الكروب والشدائد. وهي تدل على التوكل على الله في دفع كيد
    الأعداء.

    ما يستفاد من الأثر:
    1- فضل هذه الكلمة، وأنه ينبغي أن تقال عند الشدائد والكروب.
    2- أن التوكل من أعظم الأسباب في حصول الخير ودفع الشر في الدنيا والآخرة.
    3- أن الإيمان يزيد وينقص.
    4- أن ما يكرهه الإنسان قد يكون خيراً له.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "4563، 4564".



    يتبع باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99].
    وقوله: {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ}



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــ


    [size=21]
    [size=21]باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99].

    وقوله: {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} [الحِجر: 56].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
    أراد
    المؤلف رحمه الله بهذا الباب أن يبين أن الأمن من مكر الله والقنوط من
    رحمة الله من أعظم الذنوب، وأن كلاً منهما ينافي كمال التوحيد، وأنه يجب
    على المؤمن أن يجمع بين الخوف والرجاء.

    مكر الله: استدراجه العبد إذا عصى وإملاؤه له حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
    الخاسرون: أي: الهالكون.
    يقنط: القنوط: استبعاد الفرج واليأس منه.
    الضالون: المخطئون طريق الصواب.
    المعنى الإجمالي للآيتين:

    يذكر
    الله سبحانه حال أهل القرى المكذبين للرسل، أن الذي حملهم على تكذيبهم هو
    الأمن من استدراج الله لهم، وعدم الخوف منه، فتمادوا في المعاصي
    والمخالفات، واستبعدوا الاستدراج من الله، وهذه حال الهالكين.

    وفي
    الآية الثانية يحكي الله عن خليله إبراهيم –عليه السلام- أنه لما بشرته
    الملائكة بولده إسحاق –عليه السلام- استبعد ذلك على كبَر سنه، فقالت
    الملائكة: {فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ} [الحجر: 55]. أي: الآيسين،
    فأجابهم بأنه ليس بقانط؛ لكنه قال ذلك على وجه التعجّب.

    ما يستفاد من الآيتين:
    1- في الآية الأولى: التحذير من الأمن من مكر الله، وأنه من أعظم الذنوب.
    2- في الآية الثانية: التحذير من القنوط من رحمة الله، وأنه من أعظم الذنوب.
    3- في الآيتين أنه يجب على المؤمن أن
    يجمع بين الخوف والرجاء فلا يغلّب جانب الرجاء فيأمن من مكر الله ولا
    يغلّب جانب الخوف فييأس من رحمة الله.

    4- أن الخوف والرجاء من أنواع العبادة التي يجب إخلاصها لله وحده لا شريك له.


    وعن
    ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن
    الكبائر فقال: "الشرك بالله، واليأس من رَوْح الله، والأمن من مكر الله""1".

    وعن ابن مسعود قال: "أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من رَوْح الله""2". رواه عبد الرزاق.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الكبائر: جمع كبيرة وهي: كل ذنب توعّد الله صاحبه بنارٍ أو لعنةٍ أو غضبٍ أو عذابٍ أو نفي الإيمان أو رتب الله عليه حداً في الدنيا.
    الشرك بالله: في ربوبيته وعبوديته.
    واليأس من روح الله: أي قطع الرجاء والأمل من الله فيما يرومه ويقصده ويخافه ويرجوه.
    من مكر الله: أي: من استدراجه للعبد أو سلبه ما أعطاه من الإيمان.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    ذكر
    رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن كبائر الذنوب هي: أن
    يُجعل لله سبحانه شريكٌ في ربوبيته أ وعبوديته وبدأ به؛ لأنه أعظم الذنوب.
    وقطع الرجاء والأمل من الله؛ لأن ذلك إساءة ظنٍّ بالله وجهل بسعة رحمته،
    والأمن من استدراجه للعبد بالنعم حتى يأخذه على غرة. وليس المراد بهذا
    الحديث حصر الكبائر فيما ذكر؛ لأن الكبائر كثيرة، لكن المراد بيان أكبرها
    كما يفيده أثر ابن مسعود الذي ساقه المؤلف بعده.

    مناسبة الحديث للباب:

    أنه يدل على أن الأمن من مكر الله واليأس من رحمته من كبائر الذنوب.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم الأمن من مكر الله واليأس من رحمته، وأنهما من أكبر الكبائر كما عليه المرجئة والخوارج.
    2- أن الشرك أعظم الذنوب وأكبر الكبائر.
    3- أن الواجب على العبد أن يكون بين الخوف والرجاء، فإذا خاف لا ييأس، وإذا رجا لا يأمن.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" قال الهيثمي في مجمع الزوائد "1/104" رواه البزار والطبراني ورجاله موثقون.
    "2" أخرجه عبد
    الرزاق في مصنفه "10/459" رقم "19701" والطبراني في معجمه الكبير "9/156
    رقم 8784". قال الهيثمي في مجمع الزوائد "1/104": رواه الطبراني وإسناده
    صحيح.




    يتبع باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله

    [/size]

    [/size]
    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:23 am

    [size=21]باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
    وقول الله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11].

    قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ترجمة
    علقمة: هو علقمة بن قيس بن عبد الله بن علقمة، ولد في حياة النبي –صلى الله
    عليه وسلم- وهو من كبار التابعين وعلمائهم وثقاتهم، مات بعد الستين من
    الهجرة.

    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    أراد المصنف بهذا الباب بيانَ وجوب الصبر على الأقدار وتحريم التسخط منها؛ لأن ذلك ينافي كمال التوحيد.
    الإيمان: في اللغة: التصديق الذي معه ائتمانٌ للمخبِر. وفي الشرع: نطقٌ باللسان واعتقادٌ بالقلب وعملٌ بالجوارح.
    الصبر: في اللغة: الحبس والكف –وشرعاً هو: حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي والسّخط، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب.
    ومن يؤمن بالله: فيعتقد أن المصيبة بقضائه وقدره، ويسترجع عندها.
    يهد قلبه: للصبر عليها.
    هو الرجل تصيبه... إلخ: هذا تفسيرٌ للإيمان المذكور في الآية.
    المعنى الإجمالي للآية:

    يخبر
    تعالى أن من أصابته مصيبةٌ فعلم أنها من قدر الله، فصبر واحتسب، واستسلم
    لقضاء الله، هدى الله قلبه، وعوّضه كما فاته من الدنيا هدىً في قلبه
    ويقيناً صادقاً، وقد يُخلِف عليه ما أُخذ منه أو خيراً منه.

    مناسبة الآية للباب:

    أن فيها دليلاً على فضيلة الصبر على أقدار الله المؤلمة.
    ما يستفاد من الآية:
    1- فضيلة الصبر على أقدار الله المؤلمة كالمصائب.
    2- أن الأعمال من مسمّى الإيمان.
    3- أن الصبر سببٌ لهداية القلب.
    4- أن الهداية من ثواب الصابر.


    وفي
    صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم- قال: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على
    الميت""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هما: أي: الاثنتان.
    بهم كفر: أي: هاتان الخصلتان كفرٌ قائم بالناس –حيث كانتا من أعمال الكفار.

    الطعن في النسب: أي: الوقوع فيه بالعيب والتنقص.
    والنياحة على الميت: أي: رفع الصوت بتعديد شمائله؛ لما في ذلك من التسخط على القدر.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    يخبر –صلى الله عليه وسلم- أنه سيستمر في الناس خصلتان من خصال الكفر، لا يسلم منهما إلا من سلَّمه الله.
    الأولى: عيب الأنساب وتنقصها.
    الثانية: رفع الصوت عند المصيبة تسخطاً على القدر.
    لكن ليس من قام به شعبةٌ من شعب الكفر يكون كافراً الكفر المخرج من الملة حتى يقوم به حقيقة الكفر.
    مناسبة الحديث للباب:

    أن فيه دليلاً على تحريم النياحة؛ لما فيها من السخط على القدر وعدم الصبر.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم النياحة وأنها من خصال الكفر ومن الكبائر.
    2- وجوب الصبر؛ لأنه إذا حرمت النياحة دل على وجوبه ضدها وهو الصبر.
    3- أن من الكفر ما لا ينقل عن الملة.
    4- تحريم الطعن في الأنساب وتنقصها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه مسلم برقم "67".


    ولهما عن ابن مسعود –رضي الله عنه- مرفوعاً: "ليس منا من ضرب الخدود وشقّ الجيوب ودعا بدَعوى الجاهلية""1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ليس منا: هذا من باب الوعيد ولا ينبغي تأويله.
    من ضرب الخدود: خص الخدّ؛ لأنه الغالب، وإلا فضرب بقية الوجه مثلُه.
    وشقّ الجيوب: جمع جيب وهو: مدخل الرأس من الثوب.
    دعوى الجاهلية: هي: الندب على الميت والدعاء بالويل والثبور.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    أن
    الرسول –صلى الله عليه وسلم- يتوعد من فعل شيئاً من هذه الأمور؛ لأنها
    مشتملة على التسخط على الرب وعدم الصبر الواجب، والإضرار بالنفس من لطم
    الوجه، وإتلاف المال بشق الثياب وتمزيقها، والدعاء بالويل والثبور، والتظلم
    من الله تعالى.

    مناسبة الحديث للباب:

    أن فيه دليلاً على تحريم التسخط من قدر الله بالقول والفعل، وأن ذلك من كبائر الذنوب.
    ما يستفاد من الحديث:

    1- تحريم التسخط من قدر الله بالقول أو الفعل، وأنه من الكبائر.
    2- وجوب الصبر عند المصيبة.
    3- وجوب مخالفة الجاهلية؛ لأن مخالفتهم من مقاصد الشارع الحكيم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "1294"، ومسلم برقم "103".


    وعن
    أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "إن عظم
    الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله
    الرضي، ومن سخط فله السخط""1". حسنه الترمذي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عظم الجزاء مع عظم البلاء: بكسر العين وفتح الظاء –أي: من كان ابتلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم.
    فمن رضي: بما قضاه الله وقدّره عليه من الابتلاء.
    فله الرضا: من الله جزاء وفاقاً.
    ومن سخط: بكسر الخاء والسخط: الكراهية للشيء وعدم الرضا به.
    فله السخط: أي: من الله عقوبةً له.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- أن عظمة الأجر وكثرة الثواب مع عظم الابتلاء
    والامتحان الذي يجري على العبد في هذه الدنيا إذا صبر واحتسب، وأن من علامة
    محبة الله لعبده أن يبتليه؛ فإن رضي بقضاء الله وقدره عليه واحتسب الأجر
    والثواب وأحسن الظن بربه رضي الله عنه وأثابه، وأن تسخّط قضاء الله وجزِع
    لما أصابه سخط الله عليه وعاقبه.

    مناسبة الحديث للباب:

    أن فيه بيان علامة محبة الله لعبده وبيان حكمته فيما يُجريه عليه من المكاره.

    ما يستفاد من الحديث:
    1- بيان علامة محبة الله لعبده وهي الابتلاء.
    2- وصف الله بالمحبة والرضا والسخط على ما يليق بجلاله.
    3- إثبات الحكمة لله في أفعاله.
    4- أن الجزاء من جنس العمل.
    5- الحث على الصبر على المصائب.
    6- أ ن الإنسان قد يكره الشيء وهو خيرٌ له.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه الترمذي برقم "2398" وابن ماجه برقم "4021".



    وقال
    - صلى الله عليه وسلم-: "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في
    الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم
    القيامة""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هذا الحديث والذي قبله رواهما الترمذي بسند واحد وصحابي واحد؛ ولذلك جعلهما المؤلف كالحديث الواحد.
    عجّل له العقوبة في الدنيا: أي: ينزل به المصائب لما صدر منه من الذنوب، فيخرج منها وليس عليه ذنب.
    أمسك عنه بذنبه: أي: أخّر عنه عقوبة ذنبه.
    يوافي به: بكسر الفاء مبنيٌّ للفاعل منصوبٌ بحتى أي: يجيء يوم القيامة مستوفرَ الذنوب فيستوفي ما يستحقه من العقاب.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- أن علامة إرادة الله الخيرَ بعبده معاجلته بالعقوبة
    على ذنوبه في الدنيا حتى يخرج منها وليس عليه ذنب يوافي به يوم القيامة؛
    لأن من حوسب بعمله عاجلاً خفّ حسابه في الآجل. ومن علامة إرادة الشر بالعبد
    أن لا يجازى بذنوبه في الدنيا حتى يجيء يوم القيامة مستوفر الذنوب وافيها،
    فيجازى بما يستحقه يوم القيامة.

    مناسبة الحديث للباب:

    أن فيه الحث على الصبر على المصائب والرضا بالقدر؛ لأن ذلك في صالح العبد.

    ما يستفاد من الحديث:
    1- علامة إرادة الله الخير بعبده معاجلته بالعقوبة على ذنوبه في الدنيا.
    2- علامة إرادة الشر بالعبد أن لا يجازى بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة.
    3- الخوف من الصحة الدائمة أن تكون علامة شرّ.
    4- التنبيه على حسن الظن بالله ورجائه فيما يقضيه عليه من المكروه.
    5- أن الإنسان قد يكره الشيء وهو خيرٌ له، وقد يحب الشيء وهو شرّ له.
    6- الحث على الصبر على المصائب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه الترمذي برقم "2398" وأحمد برقم "4/87"، والحاكم "1/349".


    يتبع باب ما جاء في الرياء
    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:27 am

    باب ما جاء في الرياء


    وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
    مناسبة ذكر هذا الباب في كتاب التوحيد:

    أنه لما كان الرياء مخلاً بالتوحيد ومحبطاً للعمل الذي قارنه ناسب أن ينبه عليه المؤلف في هذا الباب.
    الرياء: مصدر راءى مراءاة ورياء وهو أن يقصد أن يرى الناس أنه يعمل عملاً على صفة وهو يضمر في قلبه صفة أخرى.
    قل: الخطاب للنبي –صلى الله عليه وسلم- أي: قل للناس.
    أنا بشر مثلكم: أي: في البشرية ليس لي من الربوبية ولا من الإلهية شيء.
    أنما إلهكم إله واحد: أي: معبودكم بحق الذي أدعوكم إلى عبادته معبودٌ واحدٌ لا شريك له.
    يرجو لقاء ربه: أي: يخاف المصير إليه ويطمع برؤيته يوم القيامة.
    عملاً صالحاً: هو: ما كان موافقاً لشرع الله مقصوداً به وجهه.
    ولا يشرك بعبادة ربه: أي: لا يرائي بعمله.
    أحداً: نكرة في سياق النفي، فتعم كل واحد كائناً من كان.
    المعنى الإجمالي:

    يأمر
    الله تعالى نبيه –صلى الله عليه وسلم- أن يخبر الناس أنه بشر مثلهم في
    البشرية ليس له من الربوبية والألوهية شيءٌ، وإنما مهمته إبلاغ ما يوحيه
    الله إليه، وأهم ما أوحي أليه أن المعبود حقاً معبودٌ واحد –هو الله- لا
    يجوز أن يشرك معه أحدٌ في العبادة، ولا بد من المصير إليه في يوم القيامة،
    فالذي يرجو النجاة في هذا اليوم من عذاب الله يستعد له بالعمل الخالص من
    الشرك الموافق لما شرعه الله.

    مناسبة الآية للباب:
    أن فيها الأمر بإخلاص العمل من الشرك الذي منه الرياء.
    ما يستفاد من الآية:
    1- أن أصل الدين هو إفراد الله بالعبادة.
    2- أن الرياء شرك.
    3- أن الشرك الواقع من المشركين هو الشرك في العبادة.

    4- أنه لا يجوز أن يُعبد مع الله أحدٌ لا من الأصنام ولا من الأنبياء والصالحين ولا غيرهم.



    وعن
    أبي هريرة –رضي الله عنه- مرفوعاً: "قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن
    الشرك، من عملاً أشرك معيَ فيه غيري تركته وشركه" رواه مسلم"1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أنا أغنى الشركاء عن الشرك: أي: عن مشاركة أحد، وعن عملٍ فيه شرك.
    أشرك معيَ فيه غيري: أي: قصد بعمله غيري من المخلوقين.
    تركته وشركه: أي: لم أقبل عمله بل أتركه لغير ذلك.
    معنى الحديث إجمالاً:
    يروي
    النبي –صلى الله عليه وسلم- عن ربه عز وجل –وهو يسمَّى بالحديث القدسي-
    أنه يتبرأ من العمل الذي دخله مشاركةٌ لأحد برياءٍ أو غيره؛ لأنه سبحانه لا
    يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه.

    مناسبة ذكره في الباب:
    أنه يدل على عدم قبول العمل الذي داخله رياءٌ أو غيره من أنواع الشرك.
    ما يستفاد منه:
    1- التحذير من الشرك بجميع أشكاله؛ وأنه مانعٌ من قبول العمل.
    2- وجوب إخلاص العمل لله من جميع شوائب الشرك.
    3- وصف الله بالغنى.
    4- وصف الله بالكلام.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه مسلم برقم "2985" وأحمد "2/301، 435" وابن ماجه برقم "4202" وابن خزيمة برقم "938".





    وعن
    أبي سعيد –رضي الله عنه- مرفوعاً: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من
    المسيح الدجال؟" قالوا: بلى. قال: "الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزيّن
    صلاته، لما يرى من نظر رجل" رواه أحمد"1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أخوف: أفعل تفضيل أي: أشد خوفاً.
    المسيح: صحاب الفتنة العظمى، سُمِّي مسيحاً؛ لأن عينه ممسوحةٌ، أو لأنه يمسح الأرض أي: يقطعها بسرعة.
    الدجال: كثير الدجَل أي: الكذب.
    الشرك الخفي: سماه خفياً؛ لأن صاحبه يُظهر أن عمله لله وهو في الباطن قد قصد به غيرَه.
    يزيِّن صلاته: يحسِّنها ويُطيلُها ونحو ذلك.

    المعنى الإجمالي للحديث:
    كان
    الصحابة يتذاكرون فتنةَ المسيح الدجال ويتخوفون منها، فأخبرهم –صلى الله
    عليه وسلم- أن هناك محذوراً يخافه عليهم أشد من خوفِ فتنة الدجال وهو الشرك
    في النية والقصد الذي لا يظهر للناس، ثم فسَّره بتحسين العمل الذي يُبتغى
    به وجه الله من أجل رؤية الناس.

    مناسبة ذكر الحديث في الباب:
    أن فيه التحذير من الرياء، وفيه تفسيرُه.


    ما يستفاد من الحديث:
    1- في الحديث شفقته –صلى الله عليه وسلم- على أمته ونصحُه لهم.
    2- أن الرياء أخوف على الصالحين من فتنة الدجال.
    3- الحذر من الرياء ومن الشرك عموماً.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه ابن ماجه برقم "4204". وأحمد في المسند 3/30.




    يتبع باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا







    [size=21]باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

    وقول الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ} الآيتين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الآية الثانية قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ
    الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا
    صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
    } [هود: 15، 16].

    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    بيان
    أن العمل لأجل الدنيا شركٌ، ينافي كمال التوحيد، ويحبط العمل، ويفترق عن
    الباب الذي قبله، أن هذا عملٌ لأجل دنيا يصيبُها، والمرائي عمِل لأجل المدح
    فقط.

    يريد الحياة الدنيا وزينتها: أي: يريد بعمله ثواب الدنيا ومالها.
    نوَفِّ إليهم: نوفّر لهم ثواب أعمالهم بالصحة، والسرور بالأهل والمال والولد.
    لا يُبخسون: لا يُنقصون.
    ليس لهم في الآخرة إلا النار: لأنهم لم يعملوا إلا للحياة الدنيا.
    وحبِط: بطُل.
    ما صنعوا فيها: في الآخرة فلم يكن لهم ثوابٌ عليه؛ لأنهم لم يريدوا به الآخرة.

    معنى الآيتين إجمالاً:
    أن من كانت الدنيا همّه وطلبته فنواها بأعماله ولم يلتفت للآخرة، جازاه الله بحسناته في الدنيا إن شاء –تعالى-


    كما في الآية الأخرى {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ} الآية [الإسراء: 18] ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنةٌ يعطى بها جزاء.
    مناسبة ذكر الآيتين في الباب:
    أنهما بيَّنتا حكم من أراد بعمله الدنيا ومآله في الدنيا والآخرة.
    ما يستفاد من الآيتين:
    1- فيهما أن الشرك محبطٌ للأعمال، وأن إرادة الدنيا وزينتها بالعمل محبطة له.
    2- فيهما أن الله قد يجزي الكافرَ وطالب الدنيا بحسناته في الدنيا ولا يبقى له في الآخرة حسنةٌ يجازى بها.
    3- فيما التحذير الشديد من إرادة الدنيا بعمل الآخرة.
    4- فيهما الحث على إرادة الآخرة بالأعمال الصالحة.




    في
    الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم-: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد
    الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يُعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش.
    طوبى لعبد أخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان
    في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم
    يؤذن له، وإن شفع لم يشفَّع""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في الصحيح: أي: صحيح البخاري.
    تعس: بكسر العين: سقط والمراد هنا: هلك.
    الخميصة: ثوب خزّ أو صُوفٌ معلّم، كانت من لباس الناس قديماً.
    الخميلة: بفتح الخاء: القطيفة.
    انتكس: أي: عاوده المرض. وقيل: انقلب على رأسه وهو: دعاءٌ عليه بالخيبة.
    شِيك: أصابته شوكة.
    فلا انتقش: فلا يقد على انتقاشها أي: أخْذها بالمنقاش.
    طوبى: اسمٌ للجنة أو شجرةٍ فيها.
    عنان: بكسر العين: سير اللجام.
    في سبيل الله: أي: جهاد المشركين.
    أشعث رأسُه: صفةٌ لعبدٍ مجرورٌ بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف، ورأسه فاعل، ومعناه: أنه ثائر الرأس شغلَه الجهاد عن التنعم بالادِّهان وتسريح الشعر.
    مغبرّة قدماه: صفة ثانية لعبد، وقدماه فاعلٌ أي: علقهما الغبار والتراب بخلاف المترفين المتنعمين.
    الحراسة: بكسر الحاء أي: يكون في حماية الجيش غير مقصر ولا غافل.
    في الساقة: أي: يكون في آخر الجيش؛ لأنه يقلب نفسه في مصالح الجهاد.
    إن استأذن: أي: للدخول على الأمراء.
    لم يُؤذن له: لأنه لا جاه له عندهم؛ لكونه لا يقصد بعمله الدنيا والتزلّف إلى الأمراء.
    وإن شفع: أي: ألجأته الحال إلى أن يتوسط في أمرٍ يحبه الله ورسوله من قضاء حوائج الناس.
    لم يشفع: بفتح الفاء المشددة أي: لم تقبل شفاعته عند الأمراء ونحوهم.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يصور
    النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث حالةَ رجلين: أحدهما من طلاب
    الدنيا، والآخر من طلاب الآخرة؛ فطالب بلفظ الخبر: "تعس وانتكس وإذا شيك
    فلا انتقش" أي: إذا أصابه شرّ لم يخرج منه ولم يفلح؛ فلا نال المطلوب ولا
    خلُص من المرهوب، وصار عبداً لما يهواه من شهواته؛ لا صلة له بربه يخلِّصه
    بسببها مما وقع فيه. ثم بيّن –صلى الله عليه وسلم- حال عبد الله الصادق
    الساعي في مراضيه المبتعد عن مساخطه الصابر على مشقة النصب والتعب؛ وأنه لم
    يتفرغ للترف ونيل الملذات ولم يتظاهر أمام الناس حتى يعرف لديهم ويكون ذا
    جاه عندهم؛ لأنه لم يرد بعمله الدنيا ونيل الجاه، بل أراد به وجه الله
    والدار الآخرة؛ فجزاؤه أن له الجنة أو شجرة فيها.

    مناسبة ذكر الحديث في الباب:
    أن فيه ذم العمل لأجل الدنيا، ومدح العمل لأجل الآخرة.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- ذم العمل لأجل الدنيا، ومدح العمل لأجل الآخرة.
    2- فضل التواضع.

    3- فضل الجهاد في سبيل الله.
    4- ذم الترف والتنعم، ومدح الخشونة والرجولة والقوة؛ لأن ذلك مما يعين على الجهاد في سبيل الله.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    "1" أخرجه البخاري برقم "2887".



    يتبع باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً


    [/size]














    باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً

    وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء: أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وتقولون: قال أبو بكر وعمر"!.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة ذكر هذا الباب في كتاب التوحيد:
    لما
    كانت الطاعة من أنواع العبادة، نبّه المصنف –رحمه الله- بهذا الباب على
    وجوب اختصاص الخالق تبارك وتعالى بها، وأنه لا يطاع أحدٌ من الخلق إلا إذا
    كانت طاعته في غير معصية الله.

    أرباباً: أي: شركاء مع الله في التشريع.
    قال ابن عباس... إلخ: أي:
    قاله لمن ناظره في متعة الحج وكان هو يأمر بها؛ لأمر الرسول –صلى الله
    عليه وسلم- بها، فاحتج عليه المخالف بنهي أبي بكر وعمر عنها، واحتج ابن
    عباس بسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

    يوشك: أي: يقرب ويدنو ويسرع.
    المعنى الإجمالي للأثر:

    أن
    ابن عباس –رضي الله عنهما- يتوقع أن ينزل الله عقوبة من السماء عاجلة
    شنيعة بمن يقدم قول أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- على قول رسول الله –صلى
    الله عليه وسلم-، لأن الإيمان بالرسول –صلى الله عليه وسلم-

    يقتضي متابعته وتقديم قوله على قول كل أحد كائناً من كان.
    مناسبة ذكره في الباب:
    أنه يدل على تحريم طاعة العلماء والأمراء فيما خالف هدي الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأنه موجبةٌ للعقوبة.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- وجوب تقديم قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- على قول كل أحد.
    2- أن مخالفة هدي الرسول –صلى الله عليه وسلم- توجب العقوبة.





    وقال أحمد بن حنبل: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان؛ والله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور: 63].
    أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك: لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:
    1- أحمد هو: الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، مات سنة 241هـ رحمه الله.
    2- سفيان هو: أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري الإمام الزاهد العابد الثقة الفقيه، مات سنة 161هـ.
    قال أحمد: أي: لما قيل له: إن قوماً يتركون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان أو غيره من الفقهاء.
    عرفوا الإسناد وصحته: أي: عرفوا صحة إسناد الحديث؛ لأن صحة الإسناد تدل على صحة الحديث.
    يخالفون عن أمره: أي: أمر الله أو الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وعدّي الفعل بـ "عن" لتضمنه معنى الإعراض.
    أن تصيبهم فتنة: محنة في الدنيا.
    أو يصيبهم عذاب أليم: في الآخرة.
    لعله: أي: الإنسان الذي تصح عنده سنة الرسول –صلى الله عليه وسلم-.
    إذا رد بعض قوله: أي: قول النبي –صلى الله عليه وسلم-.
    من الزيغ: أي العدول عن الحق وفساد القلب.


    المعنى الإجمالي:
    ينكر
    الإمام أحمد على من يعرف الحديث الصحيح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
    ثم بعد ذلك يقلد سفيان أو غيره فيما يخالف الحديث، ويعتذر بالأعذار
    الباطلة؛ ليبرر فعله. مع أن الفرض والحتم على المؤمن إذا بلغه كتاب الله
    –تعالى- وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وعلم معنى ذلك في أي شيء كان أن
    يعمل به ولو خالفه من خالفه، فبذلك أمرنا ربنا –تبارك وتعالى- وأمرنا نبينا
    –صلى الله عليه وسلم- ثم يتخوف الإمام أحمد على من صحت عنده سنة رسول الله
    –صلى الله عليه وسلم-، ثم خالف شيئاً منها أن يزيغ قلبه فيهلك في الدنيا
    والآخرة، ويستشهد بالآية المذكورة، ومثلها في القرآن كثير كقوله تعالى:
    {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5].

    مناسبة ذكر ذلك في الباب:
    التحذير من تقليد العلماء من غير دليل، وترك العمل بالكتاب والسنة أن ذلك شرك في الطاعة.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- تحريم التقليد على من يعرف الدليل وكيفية الاستدلال.
    2- جواز التقليد لمن لا يعرف الدليل؛ بأن يقلد من يثق بعلمه ودينه من أهل العلم.






    عن عدي بن حاتم –رضي الله عنه- أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ}
    [التوبة: 31]، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم، قال: "أليس يحرمون ما أحل الله
    فتحرمونه، ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟" فقلت: بلى. قال "فتلك: عبادتهم""1". رواه أحمد والترمذي وحسَّنه.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:
    عدي: هو عدي بن حاتم الطائي، صحابي شهير حسن الإسلام، مات سنة 68هـ وله 120 سنة –رضي الله عنه-.
    اتخذوا: جعلوا.
    أحبارهم: علماء اليهود.
    ورهبانهم: عباد النصارى.
    أرباباً من دون الله: حيث اتبعوهم في تحليل ما حرّم الله وتحريم ما أحلّ.

    لسنا نعبدهم: ظن أن العبادة يراد بها التقرب إليهم بالسجود ونحوه فقط.
    أليس يحرمون... إلخ: بيانٌ لمعنى اتخاذهم أرباباً.




    المعنى الإجمالي:



    حينما
    سمع هذا الصحابي الجليل تلاوة الرسول –صلى الله عليه وسلم- لهذه الآية
    التي فيها الإخبار عن اليهود والنصارى: بأنهم جعلوا علماءهم وعبّادهم آلهة
    لهم يشرعون لهم ما يخالف تشريع الله فيطيعونهم في ذلك، استشكل معناها، لأن
    يظن أن العبادة مقصورة على السجود ونحوه. فبين له الرسول –صلى الله عليه
    وسلم- أن من عبادة الأحبار والرهبان: طاعتهم في تحريم الحلال وتحليل
    الحرام، خلاف حكم الله –تعالى- ورسوله –صلى الله عليه وسلم-.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن طاعة المخلوق في معصية الله عبادة له من دون الله، لا سيّما في تشريع الأحكام، وسنّ القوانين المخالفة لحكم الله.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- أن طاعة العلماء وغيرهم من المخلوقين في تغيير أحكام الله –إذا كان المطيع يعرف مخالفتهم لشرع الله- شركٌ أكبر.
    2- أن التحليل والتحريم حقٌّ لله تعالى.
    3- بيان لنوع من أنواع الشرك وهو شرك الطاعة.
    4- مشروعية تعليم الجاهل.
    5- أن معنى العبادة واسعٌ يشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه الترمذي برقم "3104" وذكره ابن كثير في تفسيره "2/458" وعزاه إلى أحمد والترمذي وابن جرير. وقال الترمذي: هذا حديث غريب.



    يتبع باب
    قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ
    آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ
    أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ
    بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا...}
    الآيات.










    قول الله تعالى: (أَلَمْ
    تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ
    إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى
    الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ
    أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا
    ...} الآيات.



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآيات: {وَإِذَا
    قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ
    رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا، فَكَيْفَ إِذَا
    أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ
    يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا
    } [النساء: 60- 62].

    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    نبه
    المؤلف –رحمه الله- بهذا الباب على ما تضمَّنه التوحيد واستلزمه من تحكيم
    الرسول –صلى الله عليه وسلم- في موارد النزاع؛ إذ هذا من مقتضى الشهادتين،
    فمن تلفظ بالشهادتين ثم عدل إلى تحكيم غير الرسول فقد كذب في شهادته.

    ألم تر: استفهام تعجّب واستنكار.
    يزعمون أنهم آمنوا... إلخ: أي: يدّعون الإيمان بذلك وهم كاذبون.
    أن يتحاكموا: أي: يتخاصموا.
    إلى الطاغوت: هو كثير الطغيان، والمراد به هنا كعب الأشراف اليهودي، وهو يشمل كل من حكم بغير ما أنزل الله.
    يكفروا به: أي يرفضوا طاعة الطاغوت.
    ويريد الشيطان: بأمره لهؤلاء وتزيينه لهم التحاكم إلى الطاغوت.
    أن يضلهم: أن يصدهم عن سبيل الحق والهدى.
    ضلالاً بعيداً: فيجور بهم جوراً بعيداً.
    إلى ما أنزل الله: أي: في القرآن من الحكم بين الناس.
    وإلى الرسول: ليحكم بينهم فيما تنازعوا فيه.
    رأيت المنافقين: أي: الذين يدّعون الإيمان وهم كاذبون.
    يصدون: يُعرضون، في موضع نصبٍ على الحال.
    عنك: إلى غيرك.
    صدوداً: مصدر "صدّ" أو اسم مصدر.
    فكيف: أي: ماذا يكون حالهم؟ وماذا يصنعون؟
    إذا أصابتهم مصيبة: إذا نزلت بهم عقوبة من قتل ونحوه.
    بما قدمت أيديهم: أي: بسبب التحاكم إلى غيرك وعدم الرضا بحكمك، هل يقدرون على الفرار منها؟
    ثم جاءوك: للاعتذار حين يُصابون، معطوفٌ على إصابتهم، أو على يصدون.
    إن أردنا: أي: ما أردنا بالمحاكمة إلى غيرك.
    إلا إحساناً: أي: الإصلاح بين الناس.
    وتوفيقاً: تأليفاً بين الخصمين ولم نُرد مخالفتك.

    المعنى الإجمالي للآيات:
    أن
    الله –سبحانه وتعالى- أنكر على من يدّعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله
    وعلى الأنبياء قبله، وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم في فصل الخصومات إلى غير
    كتاب الله وسنة رسوله،ويحاكم إلى الطاغوت الذي أمر الله عباده المؤمنين أن
    يكفروا به؛ ولكن الشيطان يريد أن يضلّ هؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن
    سبيل الهدى والحق ويبعدهم عنه؛ وإذا دُعي هؤلاء إلى التحاكم إلى كتاب الله
    وسنة رسوله أعرضوا إعراض استكبار وتمتع –فماذا يكون حالهم وصنيعهم إذا نزلت
    بهم المصائب واحتاجوا إلى الرسول في ذلك؟! ليدعو الله لهم ويحل مشاكلهم
    –فجاؤوه يعتذرون عما صدر منهم بأنهم لم يريدوا مخالفتهم في عدولهم إلى
    غيره، وإنما أراد الإصلاح والتأليف بين الناس. فيُبدون هذه الأعذار الباطلة
    ليُبرّروا فعلهم حينما يفتضحون.

    ما يستفاد من الآيات:
    1- وجوب التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله والرضا بذلك والتسليم له.
    2- أن من تحاكم إلى غير الشريعة الإسلامية فليس بمؤمن، وليس بمصلح وإن ادعى أنه يقصد الإصلاح.
    3- أن من حكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت، ومن تحاكم إلى غير ما أنزل الله فهو متحاكم إلى الطاغوت، وإن سماه بأي اسم.
    4- وجوب الكفر بالطاغوت.
    5- التحذير من كيد الشيطان وصدّه الإنسان عن الحق.
    6- أن من دعي إلى التحاكم إلى ما أنزل الله وجب عليه الإجابة والقبول، فإن أعرض فهو منافق.
    7- أن دعوى قصد الإصلاح ليست بعذر في الحكم بغير ما أنزل الله.





    وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    وإذا قيل لهم: أي: للمنافقين.
    لا تفسدوا في الأرض: أي: بالكفر وغيره من أنواع المعاصي.
    إنما نحن مصلحون: وليس ما نحن فيه بفساد.

    المعنى الإجمالي للآية:
    أن
    الله سبحانه وتعالى يذكر من صفات المنافقين أنهم إذا نُهوا عن ارتكاب
    المعاصي التي تسبب الفساد في الأرض بحلول العقوبات، وأُمروا بالطاعة التي
    فيها صلاح الأرض أجابوا: بأن شأننا الإصلاح؛ لأنهم تصوروا الفساد بصورة الصلاح لما في قلوبهم من المرض.

    مناسبة الآية للباب:
    أن من دعا إلى التحاكم إلى ما أنزل الله أو دعا إلى المعاصي فقد أتى بأعظم الفساد في الأرض.
    ما يستفاد منها:
    1- التحذير من تحكيم النظُم والقوانين المخالفة للشريعة، وإن ادّعى أصحابها أن قصدهم الإصلاح.
    2- أن دعوى الإصلاح ليست بعذر في ترك ما أنزل الله.
    3- التحذير من الإعجاب بالرأي.
    4- أن مريض القلب يتصور الحق باطلاً والباطل حقاً.
    5- أن النية الحسنة لا تُسوغ مخالفة الشرع.





    وقوله: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} [الأعراف: 56].
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لا: ناهية.
    تفسدوا في الأرض: بالشرك والمعاصي.
    بعد إصلاحها: ببعث الأنبياء وشرع الأحكام وعمل الطاعات.
    المعنى الإجمالي للآية:

    ينهى
    الله سبحانه عباده عن الإفساد في الأرض –بالمعاصي والدعاء إلى طاعة
    المخلوقين في معصية الخالق- بعد إصلاحه سبحانه إياها ببعث الرسل وبيان
    الشريعة والدعاء إلى طاعة الله؛ فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره
    والشرك به والظلم والمعاصي هي أعظم فسادٍ في الأرض.

    مناسبة الآية للباب:
    أن من يدعو إلى التحاكم إلى غير ما أنزل الله فقد أتى بأعظم الفساد في الأرض.
    ما يستفاد من الآية:
    1- أن المعاصي إفسادٌ في الأرض.
    2- أن الطاعة إصلاحٌ للأرض.
    3- أن تحكيم غير ما أنزل الله إفسادٌ في الأرض.
    4- أن صلاح البشر وإصلاحهم لا يكون إلا بتحكيم ما أنزل الله.
    وقوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ...} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    تمام الآية: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].
    أفحكم: استفهام إنكاري.
    الجاهلية: ما كان قبل الإسلام وكل ما خالف الإسلام فهو من الجاهلية.
    يبغون: يطلبون.
    ومن: أي: لا أحد.
    أحسن من الله حكماً: هذا من استعمال أفعل التفضيل فيهما ليس له في الطرف الآخر مشارك.
    لقوم يوقنون: أي: عند قومٍ يوقنون فإنهم هم الذين يتدبرون الأمور فيعلمون أن لا أحسن حكماً من حكم الله.
    المعنى الإجمالي للآية:

    ينكر
    تعالى على من خرج عن حكم الله تعالى –المشتمل على كل خير وعدل، والناهي عن
    كل شر- إلى ما سِواه من: الآراء والأهواء الاصطلاحات التي وضعها الرجال
    بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات
    والجَهالات والأعراف القبَلية.

    مناسبة الآية للباب:
    أن من ابتغى غير حكم الله –من الأنظمة والقوانين الوضعية- فقد ابتغى حكم الجاهلية.
    ما يستفاد من الآية:
    1- وجوب تحكيم شريعة الله.
    2- أن ما خالف شرع الله فهو من حكم الجاهلية.
    3- بيان مزية أحكام الشريعة وأنها هي الخير والعدل والرحمة.
    4- أن تحكيم القوانين الوضعية والنظم الغربية كفرٌ.





    عن
    عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
    قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به" قال النووي: حديث
    صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح"
    1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:
    النووي
    هو: محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي –نسبة إلى نوى قرية بالشام-
    وهو إمام مشهور صاحب تصانيف، توفي سنة 676 هـ رحمه الله.

    الحجة: أي: كتاب الحجة على تارك المحجة للشيخ أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي.
    وهذا الحديث في إسناده مقالٌ- لكن معناه صحيح قطعاً وإن لم يصح إسناده وله شواهد من القرآن كقوله: {فَلاَ
    وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
    ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ
    وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا
    } [النساء: 65].

    لا يؤمن أحدكم: أي: لا يحصل له الإيمان الواجب ولا يكون من أهله.
    هواه: أي: ما يهواه وتحبه نفسه وتميل إليه.
    تبعاً لما جئت به: فيحب ما أمر به الرسول –صلى الله عليه وسلم- ويكره ما نهى عنه.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    أن
    الإنسان لا يكون مؤمناً الإيمان الكامل الواجب حتى تكون محبته تابعة لما
    جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- من: الأوامر والنواهي وغيرها، فيحب ما
    أمر به ويكره ما نهى عنه.

    مناسبة الحديث للباب:
    نفيُ الإيمان عمن لم يطمئن إلى شرع الله ويحبه، ويكره ما خالفه من القوانين والنظم الوضعية.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- وجوب محبة كل ما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولا سيما من التشريع والعمل به.
    2- وجوب بغض كل ما خالف شريعة الرسول –صلى الله عليه وسلم- والابتعاد عنه.
    3- انتفاء الإيمان عمن يميل بقلبه إلى مخالفة ما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولو عمل به ظاهراً.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" انظر الأربعين النووية "ص48".





    وقال
    الشعبي: "كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي:
    نتحاكم إلى محمد، عرف أنه لا يأخذ الرشوة، وقال المنافق: نتحاكم إلى
    اليهود: لعلمه أنهم يأخذون الرشوة، فاتفقا أن يأتيا كاهناً في جهينة
    فيتحاكما إليه فنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} الآية".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:
    الشعبي
    هو: عامر بن شراحيل الشعبي، وقيل: عامر بن عبد الله بن شراحيل الشعبي
    الحميري أبو عمرو الكوفي ثقة حافظ فقيه من التابعين. قيل مات سنة 103هـ
    رحمه الله، وقيل غير ذلك.

    من المنافقين: جمع منافق وهو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر.
    اليهود: جمع يهودي –مِن هاد إذا رجع- وقيل اليهودي نسبة إلى يهودا بن يعقوب عليه السلام.
    خصومة: أي جدال ونزاع.
    الرشوة:
    ما يُعطى لمن يتولى شيئاً من أمور الناس ليحيف مع المعطي ومن ذلك: ما
    يعطيه أحد الخصمين للقاضي أو غيره ليحكم له، مأخوذة من الرشاء الذي يتوصل
    به إلى الماء.

    جهينة: قبيلة عربية مشهورة.
    فنزلت: هذا بيان لسبب نزول الآية الكريمة.
    المعنى الإجمالي للأثر:

    يروي
    الشعبي –رحمه الله- أن هذه الآية الكريمة: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
    يَزْعُمُونَ} الآية. نزلت بسبب ما حصل من رجلٍ يدّعي الإيمان ويريد أن
    يتحاكم إلى غير الرسول –صلى الله عليه وسلم-، تهرباً من الحكم العادل؛ مما
    حمله على التحاكم إلى الطاغوت من غير مبالاة بما يترتب على ذلك من مناقضة
    للإيمان؛ مما يدل على كذبه في ادعائه الإيمان؛ فمن عمل مثل عمله فهو مثله
    في هذا الحكم.

    مناسبة الأثر للباب:
    أن التحاكم إلى غير شرع الله يناقض الإيمان بالله وكتبه.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- وجوب التحاكم إلى شريعة الله.
    2- أن التحاكم إلى غير شريعة الله ينافي الإيمان.
    3- فيه كشفٌ لحقيقة المنافقين، وأنهم شرٌّ من اليهود.
    4- تحريم أخذ الرشوة؛ وأن أخذ الرشوة من أخلاق اليهود، وقد لعن النبي –صلى الله عليه وسلم- معطيها وآخذها.





    وقيل:
    "نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي - صلى الله عليه
    وسلم-، وقال الآخر: إلى كعب الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما
    القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أكذلك؟ قال:
    نعم. فضربه بالسيف فقتله".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:
    كعب بن الأشرف: يهوديّ عربيّ من طيء وأمه من بني النضير، كان شديد العداوة للنبي –صلى الله عليه وسلم-.
    وقيل نزلت: يعني: الآية المذكورة سابقا.
    المعنى الإجمالي للأثر:
    هذا
    الأثر فيه بيان قول آخر –غير ما سبق- في سبب نزول الآية الكريمة: {أَلَمْ
    تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} الآية. وأن القصة لما بلغت عمر بن
    الخطاب –رضي الله عنه- واستثبتها قتل الذي لم يرض بحكم رسول الله –صلى الله
    عليه وسلم-.

    مناسبة ذكره في الباب: أن فيه دليلاً على كفر من احتكم إلى غير شرع الله واستحقاقه للقتل؛ لأنه مرتدٌّ عن دين الإسلام.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- أن تحكيم غير الله تعالى، ورسوله –صلى الله عليه وسلم- في فضّ المنازعات ردةٌ عن الإسلام.
    2- أن المرتد عن دين الإسلام يقتل.
    3- أن الدعاء إلى تحكيم غير شرع الله من صفات المنافقين ولو كان المدعو إلى تحكيمه إماماً فاضلاً كعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
    4- مشروعية الغضب لله ولرسوله ولدينه.
    5- مشروعية تغيير المنكر باليد لمن يقدر على ذلك.
    6- أن معرفة الحق لا تغني عن العمل به والانقياد له.







    يتبع باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:27 am

    [size=21]باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات

    وقول الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد: 30].
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    لما
    كان التوحيد ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد
    الأسماء والصفات، وكان الإيمان بالله لا يحصل إلا بتحقق هذه الثلاثة؛ نبه
    المصنف بهذا الباب على هذا النوع؛ ليبين حكم من جحده.

    باب من جحد... إلخ: أي: أنه يكفر بذلك.
    وهم: أي: كفار قريش.

    يكفرون بالرحمن: أي: يجحدون هذا الاسم، مع إيمانهم بالله، فالرحمن اسمٌ من أسماء الله، والرحمة صفةٌ من صفاته.
    قل: يا محمد رداً عليهم في كفرهم بالرحمن.
    هو ربي: أي: الرحمن عز وجل ربي وإن كفرتم به.
    لا إله إلا هو: أي: لا معبود بحق سواه.
    عليه: لا على غيره.
    توكلت: فوضت أموري كلها إليه واعتمدت عليه.
    وإليه متاب: مرجعي وتوبتي.
    المعنى الإجمالي للآية:

    أن
    الله سبحانه وتعالى ينكر على مشركي قريش جحودهم لاسمه الرحمن، ويأمر رسوله
    محمداً –صلى الله عليه وسلم- أن يرد عليهم هذا الجحود ويعلن إيمانه بربه
    وأسمائه وصفاته، وأنه سبحانه هو الذي يستحق العبادة وحده، ويتوكل عليه
    ويُرجع إليه في جميع الأمور ويُتاب إليه من الذنوب.

    مناسبة الآية للباب:

    أن جحود شيء من أسماء الله وصفاته كفر.
    ما يستفاد من الآية:
    1- أن جحود شيء من الأسماء والصفات كفر.
    2- وجوب الإيمان بأسماء الله وصفاته.
    3- وجوب التوكل على الله والتوبة إليه.
    4- وجوب إخلاص العبادة لله.


    وفي صحيح البخاري: قال علي: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟""1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    صحيح
    البخاري: أي الكتاب الذي جمع فيه البخاري الأحاديث الصحيحة. والبخاري هو
    الإمام محمد بن إسماعيل البخاري نسبة إلى بخارى بلدة في المشرق. وكتابه أصح
    كتاب بعد كتاب الله.

    المعنى الإجمالي للأثر:

    يرشد
    أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- إلى أنه لا ينبغي أن يحدث
    عامة الناس إلا بما هو معروف ينفع الناس في أصل دينهم وأحكامه من التوحيد
    وبيان الحلال والحرام ويُترك ما يشغل عن ذلك؛ مما لا حاجة إليه أو كان مما
    قد يؤدي إلى رد الحق وعدم قبوله مما يشتبه عليهم فهمه، ويصعب عليهم إدراكه؛
    وقد قال ذلك حينما كثر القصاص أي: الوعاظ في خلافته.

    مناسبة الأثر للباب:

    يأتي بيانها بعد ذكر الأثر الذي بعده.
    ما يستفاد من الأثر:
    أنه إذا خشي ضررٌ من تحديث الناس ببعض ما لا يفهمون؛ فلا ينبغي تحديثهم بذلك وإن كان حقاً.
    * * *
    "1" أخرجه البخاري برقم "127".


    وروى
    عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: "أنه رأى رجلاً
    انتفض لما سمع حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في الصفات؛ استنكاراً
    لذلك فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه"
    انتهى.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:
    1- عبد الرزاق هو: عبد الرزاق بن همام الصنعاني الإمام الحافظ صاحب المصنفات مات سنة 211هـ رحمه الله.
    2- معمر هو: أبو عروة معمر بن راشد الأزدي البصري ثقة ثبت مات سنة 154هـ رحمه الله.
    3- ابن طاووس هو: عبد الله بن طاووس اليماني ثقة فاضل عابد مات سنة 132هـ رحمه الله.
    انتفض: أي: ارتعد.
    فقال: أي: ابن عباس.
    ما: استفهامية.
    فرق: بفتح الفاء والراء أي: خوف.
    هؤلاء: يشير إلى أناس يحضرون مجلسه من عامة الناس.
    رقة: ليناً وقبولاً.
    محكمه: ما وضح معناه فلم يلتبس على أحد.
    متشابهه: ما اشتبه عليهم فهمه.
    المعنى الإجمالي للأثر:
    ينكر
    ابن عباس –رضي الله عنهما- على أناس ممن يحضر مجلسه من عامة الناس يحصل
    منهم خوفٌ عندما يسمعون شيئاً من أحاديث الصفات ويرتعدون استنكاراً لذلك،
    فلم يحصل منهم الإيمان الواجب بما صح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
    عرفوا معناه من القرآن وهو حق لا يرتاب فيه مؤمن، وبعضهم يحمله على غير
    معناه الذي أراده الله فيهلك بذلك.

    مناسبة الأثر للباب:
    بعدما
    ذكر المؤلف أثر عليّ –رضي الله عنه- الذي يدل على أنه لا ينبغي تحديث
    الناس بما لا يعرفون، ذكر هذا الأثر الذي يدل على أن نصوص الصفات ليست مما
    نهى عن التحديث به؛ بل ينبغي ذكرها وإعلانها؛ فليس استنكار بعض الناس لها
    بمعناه من ذكرها، فما زال العلماء قديماً وحديثاً يقرأون آيات الصفات
    وأحاديثها بحضرة العوام والخواص.

    ما يستفاد من الأثر:
    1- أنه لا مانع من ذكر آيات الصفات وأحاديثها بحضرة عوام الناس وخواصهم من باب التعليم.
    2- أن من رد شيئاً من نصوص الصفات أو استنكره بعد صحته فهو من الهالكين.
    3- الإنكار على من استنكر شيئاً من نصوص الصفات.


    ولما سمعت قريشٌ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يذكر الرحمن، أنكروا ذلك، فأنزل الله: {... وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ...}.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المعنى الإجمالي للأثر:

    يذكر
    الرحمن: يعني حين كتب: "بسم الله الرحمن الرحيم" في صلح الحديبية فقالوا:
    أما الرحمن، فلا نعرفه، ولا ندري ما الرحمن، ولا نكتب إلا: باسمك اللهم"1" فيكون هذا هو سبب نزول الآية، وقيل: قالوا ذلك حينما سمعوا الرسول –صلى الله عليه وسلم- يدعو في سجوده ويقول:

    "يا رحمن يا رحيم" فقالوا: هذا يزعم أنه يدعو واحداً وهو يدعو اثنين: الرحمن، الرحيم وهذا سبب آخر لنزول الآية ولا مانع أن تنزل الآية لسببين أو أكثر. وتقدمت هذه الآية وما يتعلق بها في أول الباب.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- ثبوت الأسماء والصفات لله عز وجل.
    2- أن تعدد الأسماء لا يدل على تعدد المسمى.
    3- مشروعية دعاء الله بأسمائه وصفاته.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    "1" أخرجه البخاري برقم "2731، 2732".


    يتبع باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا} الآية.
    [/size]


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ




    باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا} الآية.



    قال
    مجاهد ما معناه: "هو قول الرجل: هذا مالي ورثته عن آبائي. وقال عون بن عبد
    الله: "يقولون: لولا فلان لم يكن كذا". وقال ابن قتيبة: يقولون: "هذا
    بشفاعة آلهتنا".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} [النحل: 83].
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:

    أن
    المصنف أراد بهذا الباب بيان وجوب التأدب مع الربوبية، بتجنب الألفاظ
    الشركية الخفية كنسبة النعم إلى غير الله؛ لأن ذلك ينافي كمال التوحيد.

    التراجم:
    1- مجاهد هو: شيخ التفسير مجاهد بن جبر المكي الإمام الرباني من تلاميذ ابن عباس مات سنة 104هـ على الراجح رحمه الله.
    2- عون هو: عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي ثقة عابد مات حوالي سنة 120هـ رحمه الله.
    3- ابن قتيبة هو: عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري الحافظ صاحب التفسير وغيره من المؤلفات مات سنة 276هـ رحمه الله.
    يعرفون: أي: يعرف المشركون.
    نعمة الله: اختُلف في المراد بها، وقد ذكر المصنف جملة من أقوال العلماء في ذلك.
    ورثته عن آبائي... إلخ: وقاتل هذه
    الأقوال ونحوها منكر لنعمة الله بإضافتها إلى غيره، جاحد لها غير معترف
    بها، والآية تعم ما ذكره العلماء في معناها.

    المعنى الإجمالي للآية:

    أن
    المشركين يعترفون بنعم الله التي عدّدها عليهم –في سورة النحل وغيرها-
    أنها من الله، ثم ينكرونها بإضافتها إلى غيره من آلهتهم وآبائهم وغيرهم،
    فهم متناقضون في ذلك.

    ما يستفاد من الآية:
    1- أن المشركين معترفون بتوحيد الربوبية.
    2- وجوب نسبة النعم إلى الله سبحانه وتعالى وحده.
    3- التحذير من نسبة النعم إلى غير الله؛ لأنه شركٌ في الربوبية.
    4- وجوب التأدب في الألفاظ، وتحريم الاعتماد على الأسباب.





    وقال
    أبو العباس –بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه أن الله تعالى قال: "أصبح من
    عبادي مؤمن بي وكافر.." الحديث -وقد تقدم-: "وهذا كثير في الكتاب والسنة،
    يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره، ويشرك به. قال بعض السلف: هو كقولهم:
    كانت الريح طيبة، والملاح حاذقاً... ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم: أبو العباس: هو شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله.
    وقد تقدم: أي: في باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء.
    الملاح: قائد السفينة.
    السلف: هم المتقدمون من علماء هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباعهم.
    المعنى الإجمالي للأثر:

    أن
    السفن إذا جَرَين بريح طيبة بأمر الله جرياً حسناً نسبوا ذلك إلى طيب
    الريح وحذق قائد السفينة؛ ونسوا ربهم الذي أجرى لهم الفلك في البحر رحمة
    بهم؛ فيكون هذا من جنس نسبة المطر إلى الأنواء.

    حكم من فعل ذلك: فيه تفصيل:
    1- إن كان المتكلم بذلك لم يقصد أن
    الريح والملاح ونحو ذلك هو الفاعل لذلك من دون خلق الله وأمره، وإنما أراد
    نسبتها إلى السبب فقط فهذا شرك أصغر؛ لأنه أضاف النعمة إلى غير الله،
    والواجب إضافتها إلى الله.

    2- وإن كان يقصد أن هذه الأشياء تفعل ذلك من دون الله؛ فهذا شرك أكبر.
    والأول هو الذي يجري على ألسنة كثير من المسلمين فيجب الحذر منه.




    يتبع باب قول الله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22].






    [size=21]
    [size=21]باب قول الله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22].

    قال
    ابن عباس في الآية: "الأنداد هو: الشرك؛ أخفى من دبيب النمل على صفاة
    سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول:
    لولا كليبة هذا، لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار، لأتى اللصوص، وقول
    الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل
    فيها فلاناً؛ هذا كله به شرك". رواه ابن أبي حاتم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:

    أنه
    لما كان من تحقيق التوحيد الاحتراز من الشرك بالله في الألفاظ، وإن لم
    يقصده المتكلم بقلبه؛ نبه المؤلف –رحمه الله- بهذا الباب على ذلك وبيّن بعض
    هذه الألفاظ لتجتنب هي وما ماثلها.

    فلا تجعلوا لله أنداداً: أي: أشباهاً ونظراء تصرفون لهم العبادة أو شيئاً منها.
    وأنتم تعلمون: أنه ربكم لا يرزقكم غيره ولا يستحق العبادة سواه.
    في الآية: أي: في تفسير الآية.
    دبيب النمل: مشيه.
    على صفاة: الصفا: الحجر الأملس.
    كليبة: تصغير كلبة وهي هنا: التي تُتخذ لحفظ المواشي وغيرها.
    اللصوص: جمع لصّ وهم: السراق.
    البطّ: جمع بطّة وهي: من طيور الماء تُتخذ في البيوت، فإذا دخلها غيرُ أهلها استنكرته وصاحت.
    لا تجعل فيها فلاناً: أي: لا تجعله في مقالتك فتقول: لولا الله وفلان، بل قل: لولا الله وحده.
    هذا كله به شرك. أي: هذه الألفاظ المذكورة وما شابهها شرك بالله أي: شرك أصغر.
    المعنى الإجمالي للآية:

    أن
    الله –تبارك وتعالى- ينهى الناس أن يتخذوا له أمثالاً ونظراء يصرفون لهم
    شيئاً من عبادته؛ وهم يعلمون أن الله وحده الخالق الرازق؛ وأن هذه الأنداد
    عاجزة فقيرة ليس لها من الأمر شيء. وما ذكره ابن عباس أمثلة لاتخاذ
    الأنداد؛ لأن لفظ الآية يشملها وإن كانت شركاً أصغر والآية نازلة في الشرك
    الأكبر؛ فالسلف يستدلون بما نزل في الشرك الأكبر على الشرك الأصغر.

    ما يستفاد من الآية:
    1- التحذير من الشرك في العبادة.
    2- أن المشركين مقرون بتوحيد الربوبية.
    3- أن الشرك الأصغر خفيّ جداً وقلّ من يتنبه له.
    4- وجوب تجنب الألفاظ الشركية ولو لم يقصدها الإنسان بقلبه.


    وعن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك""1" رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عن عمر: صوابه عن ابن عمر.
    من حلف: الحلف: اليمين، وهي توكيد الحكم بذكر معظّم على وجهٍ مخصوص.
    بغير الله: أي: بأي مخلوق من المخلوقات.
    كفر أو أشرك: يحتمل أن يكون هذا شكاً من الراوي. ويحتمل أن تكون "أو" بمعنى الواو فيكون كفر وأشرك. والمراد الكفر والشرك الأصغران.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث خبراً معناه النهي: أن من أقسم بغير
    الله من المخلوقات فقد اتخذ ذلك المحلوف به شريكاً لله وكفر بالله؛ لأن
    الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده، فلا
    يُحلف إلا به أو بصفة من صفاته.

    مناسبة الحديث للباب:

    أنه يدل على أنه من حلف بغير الله فقد اتخذ المحلوف به نداً لله.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه الترمذي برقم "1535" وأبو داود برقم "3251" والحاكم "4/297".


    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم الحلف بغير الله وأنه شرك وكفر بالله.
    2- أن التعظيم بالحلف حقّ لله سبحانه وتعالى فلا يحلف إلا به.
    3- أن الحلف بغير الله لا تجب به كفّارة؛ لأنه لم يذكر فيه كفارة.


    وقال ابن مسعود: "لَأَن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً""1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لأن: اللام: لام الابتداء و"أن" مصدرية، والفعل بعدها منصوب في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء.
    أحب... إلخ: خبر المبتدأ.
    المعنى الإجمالي للأثر:

    يقول
    ابن مسعود –رضي الله عنه-: إقسامي بالله على شيء أنا كاذبٌ فيه أحب إلي من
    إقسامي بغير الله على شيءٌ أنا صادقٌ فيه؛ وإنما رجح الحلف بالله كاذباً
    على الحلف بغيره صادقاً؛ لأن الحلف بالله فيه هذه الحالة في حسنة التوحيد،
    وفيه سيئة التوحيد أعظم من حسنة الصدق. وسيئة الكذب أسهل من سيئة الشرك.

    مناسبة الأثر للباب:
    أنه يدل على تحريم الحلف بغير الله.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- تحريم الحلف بغير الله.
    2- أن الشرك الأصغر أعظم من كبائر الذنوب كالكذب، ونحوه من الكبائر.
    3- جواز ارتكاب أقل الشرين ضرراً إذا كان لا بد من أحدهما.
    4- دقة فقه ابن مسعود رضي الله عنه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" قال الهيثمي في مجمع الزوائد "4/177": رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.


    وعن
    حذيفة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقولوا: ما
    شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان""1" رواه أبو
    داود بسند صحيح.

    وجاء
    عن إبراهيم النخعي: "أنه يكره أن يقول: أعوذ بالله وبك، ويجوِّز أن يقول:
    بالله ثم بك"، قال: "ويقول: لولا الله ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله
    وفلان.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لا تقولوا: لا: ناهية والفعل بعدها مجزومٌ بها وعلامة جزمها حذف النون.
    ما شاء الله وشاء فلان: لأن العطف بالواو يقتضي الجمع والمساواة.
    ما شاء الله ثم شاء فلان: لأن العطف بثُمّ يقتضي الترتيب والتراخي.
    يكره: الكراهة في عُرف السلف يُراد بها التحريم.
    أعوذ: العوذ: الالتجاء إلى الغير والتعلق به.
    لولا: حرف امتناع لوجود، أي: امتناع شيء لوجود غيره.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    ينهى
    –صلى الله عليه وسلم- أن يعطف اسم المخلوق على اسم الخالق بالواو بعد ذكر
    المشيئة ونحوها؛ لأن المعطوف بها يكون مساوياً للمعطوف عليه؛ لكونها إنما
    وُضعت لمطلق الجمع فلا
    تقتضي
    ترتيباً ولا تعقيباً؛ وتسوية المخلوق بالخالق شركٌ، ويُجوِّز –صلى الله
    عليه وسلم- عطف المخلوق على الخالق بثُمّ؛ لأن المعطوف بها يكون متراخياً
    عن المعطوف عليه بمهلة فلا محذور؛ لكونه صار تابعاً. والأثر المروي عن
    النخعي يفيد ما أفاده الحديث.

    ويختص هذا الحكم – وهو العوذ بالمخلوق – بالمخلوقين الأحياء الذين لهم قدرة، دون الأموات والعاجزين فلا يجوز أن يسند إليهم شيء.
    مناسبة الحديث والأثر للباب:

    أنهما
    يدلان على النهي عن قول: "ما شاء الله وشاء فلان" ونحو ذلك؛ لأنه من اتخاذ
    الأنداد لله الذي نهتْ عنه الآية التي في أول الباب على ما فسرها به ابن
    عباس.

    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم قول: "ما شاء الله وشئت"، وما أشبه ذلك من الألفاظ مما فيه العطف على الله بالواو؛ لأنه من اتخاذ الأنداد لله.
    2- جواز قول: "ما شاء الله ثم شئت"، وما أشبه ذلك مما فيه العطف على الله بثُمَّ؛ لانتفاء المحذور فيه.
    3- إثبات المشيئة لله، وإثبات المشيئة للعبد، وأنها تابعة لمشيئة الله تعالى.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود برقم "4980" وأحمد في المسند "5/384".


    يتبع باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله

    [/size]




    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:28 am

    [size=21]باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله[/size]




    [size=21]عن
    ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا
    تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق، ومن حُلِف له بالله فليرض، ومن لم يرض
    فليس من الله""1". رواه ابن ماجه بسند حسن.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    أن عدم الرضا بالحلف بالله ينافي كمال التوحيد؛ لدلالته على قلة تعظيم الرب جل جلاله.
    ما جاء فيمن... إلخ: أي: من الوعيد.
    الحلف: القسم.
    لا تحلفوا بآبائكم: نهيٌ عن القسم بالآباء؛ لأنه هو المعروف عندهم ولا مفهوم له؛ لتقدّم النهي عن القسم بغير الله مطلقاً.
    فليصدق: أي: وجوباً تعظيماً لليمين بالله، لأن الصدق واجب ولو لم يحلف بالله فكيف إذا حلف به!.

    فليرض: أي: وجوبا تعظيما لليمين بالله. وهذا عام الصدق واجب ولو لم يحلف بالل فكيف إذا حلف به!.
    فليس من الله: هذا وعيدٌ، أي: فقد برئ الله منه.
    معنى الحديث إجمالاً:
    ينهى –صلى الله عليه وسلم- عن الحلف بالآباء؛ لأن الحلف
    تعظيمٌ
    للمحلوف به، والتعظيم حقٌّ لله سبحانه، ثم يأمر من حلف بالله أن يكون
    صادقاً فيما يحلف عليه؛ لأن الصدق مما أوجبه الله على عباده مطلقاً، فكيف
    إذا حلفوا بالله! ويأمر –صلى الله عليه وسلم- من حُلف له بالله في خصومة أو
    غيرها أن يرضى باليمين؛ لأن ذلك من تعظيم الله، ثم يبين –صلى الله عليه
    وسلم- الوعيد الشديد في حق من لم يرض بالحلف بالله؛ لأن ذلك يدل على عدم
    تعظيمه لله.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه الوعيد الشديد في حق من لم يقنع بالحلف بالله.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- الوعيد الشديد في حق من لم يقنع بالحلف بالله.
    2- وجوب الصدق في اليمين.
    3- تحريم الكذب في اليمين.
    4- حسن الظن بالمسلم ما لم يتبين خلافه.
    5- وجوب تصديق من حلف بالله إذا كان من أهل الإيمان.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه ابن ماجه برقم "2101".




    يتبع باب قول: ما شاء الله وشئت


    [/size]






    [size=21]باب قول: ما شاء الله وشئت
    [/size]




    [size=21]عن
    قُتَيلَة: أن يهودياً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: إنكم تشركون
    تقولون ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي - صلى الله عليه
    وسلم- إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء ثم
    شئت""1" رواه النسائي وصححه.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:

    أن هذا الباب داخلٌ في باب قول الله تعالى: {... فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً...} وقد سبق بيان مناسبته.

    التراجم: قُتَيلة: بضمِّ القاف وفتح التاء مصغّراً بنت صيفي الجهنيّة صحابية رضي الله عنها.

    قول: ما شاء الله وشئت: أي: ما حكم التكلم بذلك هل يجوز أم لا؟ وإذا كان لا يجوز فهل هو شرك أو لا؟
    تشركون: أي: الشرك الأصغر.
    ما شاء الله وشئت: وهذا في تشريكٌ في مشيئة الله.
    وتقولون: والكعبة: وهذا قسمٌ بغير الله.





    المعنى الإجمالي للحديث:
    ذكر
    هذا اليهودي للنبي –صلى الله عليه وسلم- أن بعض المسلمين يقع في الشرك
    الأصغر حينما تصدر منه هذه الألفاظ التي ذكرَها، فأقره النبي –صلى الله
    عليه وسلم- على اعتبارها من الشرك، وأرشد إلى استعمال اللفظ البعيد من
    الشرك بأن يحلفوا بالله، وأن يعطفوا مشيئة العبد على مشيئة الله بثُمَّ
    التي هي للترتيب والتراخي، لتكون مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه بيان أن قول: "ما شاء الله وشئت" شركٌ.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- أن قول ما شاء الله وشئت، والحلف بغير الله شرك، لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أقر اليهودي على اعتبارهما من الشرك.
    2- معرفة اليهود بالشرك الأصغر.
    3- فهم الإنسان إذا كان له هوى.
    4- قبول الحق ممن جاء به وإن كان عدواً مخالفاً في الدين.
    5- أن الشرك الأصغر لا يخرج من الملة.
    6- الابتعاد عن الألفاظ المخلة بالعقيدة واستبدالها بالألفاظ البعيدة عن الشرك بالله.
    7- أن العالم إذا نهى عن شيءٍ فإنه يبين البديل الذي يُغني عنه إذا أمكن.
    8- أن النهي عن الشرك عامٌّ لا يصلح منه شيء حتى بالكعبة التي هي بيت الله في أرضه فكيف بغيرها؟!
    9- إثبات المشيئة لله، وإثبات المشيئة للعبد، وأنها تابعة لمشيئة الله.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه النسائي "7/6" برقم "3773" وأحمد "6/371- 372"، والبيهقي "3/216"، والحاكم "4/297"، وصححه ووافقه الذهبي.






    وله
    أيضاً عن ابن عباس: أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم-: ما شاء
    الله وشئت. قال: "أ جعلتني لله نداً؟ بل ما شاء الله وحده""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    وله: أي: النسائي.
    أجعلتني: استفهام إنكار.
    نداً: أي: شريكاً.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    أنكر
    –صلى الله عليه وسلم- على من عطَف مشيئة الرسول على مشيئة الله بالواو؛
    لما يقتضيه هذا العطف من التسوية بين الله وبين المخلوق، واعتبر هذا من
    اتخاذ الشريك لله، ثم أسند المشيئة إلى الله وحده.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن قول: "ما شاء الله وشئت" وما أشبه هذا اللفظ من اتخاذ الند لله المنهي عنه بقوله: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22].
    ما يستفاد من الحديث:
    1- النهي عن قول: "ما شاء الله وشئت" وما أشبهه مما فيه عطفُ مشيئة العبد على مشيئة الله بالواو وما أشبه ذلك.
    2- أن من سوّى العبد بالله ولو في الشرك الأصغر فقد اتخذه نداً لله.
    3- إنكار المنكر.
    4- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد حَمى حِمى التوحيد، وسدّ طرق الشرك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة برقم "988" وأحمد في المسند "1/214، 283، 347".






    ولابن
    ماجه عن الطفيل أخي عائشة لأمها، قال: "رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود،
    فقلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: عُزَير ابن الله، قالوا: وإنكم
    لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ثم مررت بنفر من
    النصارى، فقلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله،
    قالوا: وإنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فلما
    أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته
    فقال: "هل أخبرت بها أحداً؟" قلت: نعم. قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
    "أما بعد؛ فإن طفيلاً رأى رؤياً أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة
    كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد،
    ولكن قولوا: ما شاء الله وحده""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم: الطفيل هو: الطفيل بن عبد الله بن الحارث بن سخْبرة الأزديّ صحابيٌّ رضي الله عنه، وليس له إلا هذا الحديث.
    على نفر: النفر: رهط الإنسان وعشيرتُه اسم جمعٍ يقع على الرجال خاصّة.
    لأنتم القوم: أي: نِعم القوم أنتم.





    لولا أنكم تقولون عزيرٌ ابن الله: أي:
    لولا ما أنتم عليه من الشرك بنسبة الولد إلى الله؛ وهذا لأن عُزيراً كان
    يحفظ التوراة عن ظهر قلب، فقالوا فيه هذه المقالة وقيل لأنه نبي.

    تقولون ما شاء الله وشاء محمد: عارضوه بذكر شيءٍ مما في بضع المسلمين من الشرك الأصغر.
    تقولون المسيح: أي: عيسى ابن مريم عليه السلام.
    ابن الله: فتشركون بالله بنسبة الولد إليه. وإنما قالوا هذا في عيسى؛ لأنه من أمّ بلا أب.
    حمِد الله وأثنى عليه: الحمد هو: الثناء على الجميل الاختياري من الإنعام وغيرِه، والثناء هو: تكرار المحامد.

    كان يمنعني كذا وكذا: هو الحياء كما في الرواية الأخرى؛ لأنه حينذاك لم يؤمر بإنكارها.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر
    الطفيل –رضي الله عنه- أنه رأى في منامه أنه مرّ على جماعة من أهل
    الملّتين، فأنكر عليهم ما هم عليه من الشرك بالله بنسبة الولد إليه –تعالى
    الله عن ذلك- فعارضوه بذكر ما عليه بعض المسلمين من الشرك الأصغر الوارد في
    بعض ألفاظهم، وعندما أصبح قصَّ هذه الرؤيا على النبي –صلى الله عليه وسلم-
    فأعلنها الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأنكر على الناس التكلم بهذه الكلمة
    الشركية، وأمرهم أن يتلفّظوا باللفظ الخالص من الشرك.

    مناسبة الحديث للباب:
    أنه أفاد أن التلفظ بما شاء الله وشاء محمد وما أشبهها من الألفاظ شركٌ أصغر كما سبق.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- الاعتناء بالرؤيا وأنها سببٌ لتشريع بعض الأحكام وقتَ حياة الرسول –صلى الله عليه وسلم-.
    2- أن قول: "ما شاء الله وشاء فلان" وما أشبه ذلك شركٌ أصغر.
    3- معرفة اليهود والنصارى بالشرك الأصغر، مع ما هم عليه من الشرك الأكبر من أجل الطعن بالمسلمين.
    4- تقديمُ حمد الله والثناء عليه في الخطَب، وقول: أما بعد، فيها.
    5- استحباب قصر المشيئة على الله، وإن كان يجوز أن يقول: ما شاء الله ثم شاء فلان.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه ابن ماجه برقم "2118" وأحمد "5/393".






    يتبع باب من سب الدهر فقد آذى الله




    [/size]






    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــــ



    [size=21]باب من سب الدهر فقد آذى الله
    [/size]




    [size=21]وقول الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24].
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

    أن سبّ الدهر يتضمن الشرك؛ لأن سابّ الدهر إذا اعتقد أنه فاعلٌ مع الله فهو مشرك.
    أذى الله: حيث وصفه بصفات النقص.
    وقالوا: أي: منكرو البعث.
    ما هي: أي: الحياة.

    إلا حياتنا الدنيا: أي: التي في الدنيا وليس هناك حياةٌ أخرويةٌ.
    نموت ونحيا: أي؛ يموت بعضٌ ويحيا بعضٌ بأن يولدوا.
    وما يهلكنا إلا الدهر: أي: مرور الزمان.
    وما لهم بذلك: أي: القول.
    من علم: أي: لا دليل لهم عليه وإنما قالوه بناءً على التقليد والإنكار لِما لم يحسُّوا به ولم يُحيطوا بعلمه.
    المعنى الإجمالي للآية:

    يخبر
    تعالى عن الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار البعث
    أنهم يقولون: ليس هناك حياةٌ غير حياتنا الحاضرة، لا حياة سواها يموت
    بعضُنا ويولد البعض الآخر، وليس هناك سببٌ لموتنا سوى مرور الزمن وتكرر
    الليل والنهار، فردّ الله عليهم بأنهم ليس لهم حجة على هذا الإنكار إلا
    مجرّد الظن والظنُّ ليس بحجة. والمفروض فيمن نفى شيئاً أن يقيم البرهان على
    نفيه، كما أن من أثبت شيئاً فإنه يقيم الدليل على إثباته.

    مناسبة الآية للباب:
    أن من سبّ الدهر فقد شارك هؤلاء الدهرية في سبِّه وإن لم يشاركهم في الاعتقاد.
    ما يستفاد من الآية:
    1- إثبات البعث والرد على من أنكره.
    2- ذم من ينسب الحوادث إلى الدهر.
    3- أن من نفى شيئاً فهو مطالَبٌ بالدليل على نفيه كالمثبت.
    4- أن الظن لا يعتمد عليه في الاستدلال في العقائد.





    وفي
    الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال:
    "قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أُقَلِّب الليل
    والنهار" وفي رواية: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في الصحيح: أي: صحيح البخاري.
    يؤذيني: يتنقّصُني.
    يسب الدهر: أي: يذمه ويلومه عند المصائب التي تنزل.
    وأنا الدهر: أي: صاحب الدهر ومدير الأمور التي ينسبونها إلى الدهر.
    أقلِّب الليل والنهار: بالمعاقبة بينهما وما يجري فيهما من خير وشر.
    وفي رواية: أي: لمسلم وغيره.

    فإن الله هو الدهر: أي: هو الذي يُجري فيه ما أراده من خيرٍ وشرّ.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يروي
    الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن ربه عز وجل: أن الذي يسب الدهر عند نزول
    المصائب والمكاره إنما يسب الله –تعالى- ويؤذيه بالتنقُّص؛ لأنه سبحانه هو
    الذي يُجري هذه الأفعال وحده؛ والدهر إنما هو خلْقٌ مسخّر، وزمنٌ تجري فيه
    الحوادث بأمر الله تعالى.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه أن من سبّ الدهر فقد آذى الله أي: تنقّصَه.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم سبّ الدهر.
    2- وجوب الإيمان بالقضاء والقدر.
    3- أن الدهر خلقٌ مسخّر.
    4- أن الخلق قد يؤذون الله بالتنقص ولا يضرونه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "4826" ومسلم برقم "2246".



    يتبع باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه




    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:29 am

    [size=21]باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه[/size]



    [size=21]في
    الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال:
    "إنَّ أخنع اسم عند الله رجلٌ تسمَّى ملِك الأملاك، لا مالك إلا الله"، قال
    سفيان: مثل شاهان شاه. وفي رواية: "أغيظ رجل على الله يوم القيامة
    وأخبثه""1".

    قوله: أخنع: يعني: أوضع.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    بيان أن التسمّي باسمٍ فيه مشاركةٌ لله في التعظيم شركٌ في الربوبية.
    التراجم:
    سفيان هو: سفيان بن عيينة بن ميمون الهلاليّ، ثقة حافظ فقيه، وُلد بالكوفة
    سنة 107هـ وسكن مكة ومات فيه سنة 198هـ رحمه الله.

    ونحوه: أي نحو قاضي القضاة مثل: حاكِم الحكام، وسلطان السلاطين، وسيد السادات.
    في الصحيح: أي: في الصحيحين.
    يسمَّى: مبني للمجهول: أي يُدعى بذلك ويرضى به وفي بعض الروايات: تَسمّى بالتاء أي: سمّى نفسه بذلك.
    الأملاك: جمع ملِك بكسر اللام.
    لا مالك إلا الله: هذا ردٌّ على من فعل ذلك بأنه وضع نفسه شريكاً لله فيما هو من خصائصه.
    شاهان شاهٍ: هو عبارة عند العجَم عن ملك الأملاك، وهذا تمثيلٌ لا حصر.
    وفي رواية: أي: لمسلم في صحيحه.
    أغيظ رجل: الغيظ: مثل الغضب والبغض، أي: أنه يكون بغيضاً إلى الله.
    وأخبثه: أي: أبطله، أي: يكون خبيثاً عند الله مغضوباً عليه.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- أن أوضع الناس عند الله عز وجل من تسمّى باسمٍ يحمل
    معنى العظمة والكبرياء التي لا تليق إلا بالله، كملك الملوك؛ لأن هذا فيه
    مضاهاةٌ لله، وصاحبُه يدّعي لنفسه أو يُدّعى له أنه ندٌّ لله؛ فلذلك صار
    المتسمِّي بهذا الاسم من أبغض الناس إلى الله وأخبثهم عنده.

    مناسبة الحديث للباب:
    أنه يدل على تحريم التمسي بقاضي القضاة ونحوه قياساً على تحريم التسَمِّي بملك الملوك الوارد ذمُّه والتحذير منه.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم التسمِّي بقاضي القضاة ونحوه.
    2- وجوب احترام أسماء الله تعالى.
    3- الحث على التواضع واختيار الأسماء المناسبة للمخلوق والألقاب المطابقة له.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "6205، 6206"، ومسلم برقم "2143".




    يتبع باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

    باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك

    [size=21]عن أبي
    شُرَيح – رضي الله عنه- أنه كان يُكنى أبا الحكم، فقال له النبي - صلى الله
    عليه وسلم-: "إن الله هو الحَكَم، وإليه الحُكْم" فقال: إن قومي إذا
    اختلفوا في شيء أَتَوني فحكمْتُ بينهم، فرضي كلا الفريقين. فقال: "ما أحسن
    هذا! فمالك من الولد؟" قلت: شُريح، ومسلم، وعبد الله. قال: "فمن أكبرُهم؟"
    قلت: شريح. قال: "فأنت أبو شريح""1". رواه أبو داود وغيره.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    أن احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم من أجل ذلك من تحقيق التوحيد.
    التراجم: أبو شُريح اسمه: هانئ بن يزيد الكِنديّ، صحابيٌّ نزل الكوفة وتوفي بالمدينة سنة 68هـ رضي الله عنه.
    احترام أسماء الله: أي: تعظيمها، واحترمَه: رعى حرمته وهابه.
    تغيير الاسم: أي: تحويله وتبديله وجعل غيره مكانه.
    من أجل ذلك أي: لأجل احترام أسماء الله.
    يُكنى: الكنية ما صُدِّر بأبٍ أو أمّ.
    الحكَم: من أسماء الله تعالى ومعناه: الحاكم الذي إذا حكم لا يُرد حكمه.
    وإليه الحكم: أي: الفصل بين العباد في الدنيا والآخرة.
    إن قومي... إلخ: أي: أنا لم أُكَنِّ نفسي بهذه الكنية وإنما كنَّاني بها قومي.
    ما أحسن هذا: أي: الإصلاح بين الناس والحكم بينهم بالإنصاف وتحرِّي العدل.
    فأنت أبو شُريح: كنَّاه بالأكبر رعايةً؛ لأنه أولى بذلك.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    استنكر
    النبي –صلى الله عليه وسلم- على هذا الصحابي تكنِّيه بأبي الحكم؛ لأن
    الحكم من أسماء الله، وأسماء الله يجب احترامها؛ فبين له الصحابي سبب هذه
    التكنية، وأنه كان يصلح بين قومه ويحل مشاكلهم بما يُرضي المتنازعين،
    فاستحسن النبي –صلى الله عليه وسلم- هذا العمل دون التكنية، ولذلك غيَّرها
    فكنَّاه بأكبر أولاده.

    مناسبة الحديث للباب:
    أنه يدل على المنع من إهانة أسماء الله بالتسمي بأسمائه تعالى المختصة به والتكني بذلك.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- فيه تحريم امتهان أسماء الله تعالى والمنع مما يوهم عدم احترامها كالتكني بأبي الحكم ونحوه.
    2- أن الحكم من أسماء الله تعالى.
    3- جواز الصلح والتحاكم إلى من يصلح للقضاء وإن لم يكن قاضياً وأنه يلزم حكمه.
    4- أنه يُكنى الرجل بأكبر بنيه.
    5- مشروعية تقديم الكبير.
    6- مشروعية تغيير الاسم غير المناسب إلى اسم مناسب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود برقم "4955"، والبيهقي "10/145" والحاكم في المستدرك "4/279".



    يتبع باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول


    [/size]
    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:29 am

    [size=21]باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول



    وقول الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ} [التوبة: 65].
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    بيان حكم من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأنه كفرٌ منافٍ للتوحيد.
    باب من هزل... إلخ: أي: باب بيان حكم من فعل ذلك.
    هَزَل: الهزل: المزاح ضدّ الجد.
    ولئن: اللام لام القسم.
    سألتهم: الخطاب للنبي –صلى الله عليه وسلم-: أي سألت هؤلاء المنافقين عن استهزائهم بك وبالقرآن.
    ليقولُن: معتذرين.
    نخوض ونلعب: ولم نقصد الاستهزاء والتكذيب، وإنما قصدنا الخوض في الحديث واللعب.
    قل أبالله وآياته ورسوله: أي: قل لهم –توبيخاً لهم على استهزائهم والخطاب للنبي –صلى الله عليه وسلم- إن عذركم هذا لن يُغني عنكم من الله شيئاً.


    المعنى الإجمالي للآية:
    يقول
    الله تعالى لنبيه – صلى الله عليه وسلم-: ولئن سألت هؤلاء المنافقين الذين
    تكلّموا بكلمة الكفر استهزاءً، فإنهم سيعتذرون بأنهم لم يقصدوا الاستهزاء
    والتكذيب، وإنما قصدوا الخوضَ في الحديث، فأخبرَهم أن عذرهم هذا لا يُغني
    عنهم من الله شيئاً.

    مناسبة الآية للباب:
    أنها تدل مع ما بعدها على كفر من هزل بشيء فيه ذكر الله أو الرسول –صلى الله عليه وسلم- أو القرآن.
    ما يستفاد من الآية:
    1- أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفرٌ ينافي التوحيد.
    2- أن من فعل الكفر وادعى أنه لم يعلم أنه كفرٌ لا يعذر بذلك.
    3- وجوب تعظيم ذكر الله وكتابه ورسوله –صلى الله عليه وسلم-.
    4- أن من تلفّظ بكلام الكفر، كفر ولو لم يعتقد ما قال بقلبه.


    عن
    ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة، دخل حديث بعضهم في بعض: "أنه
    قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب
    ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
    القرّاء- فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق؛ لأخبرن رسول الله - صلى
    الله عليه وسلم-، فذهب عوفٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليخبره،
    فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
    وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونتحدث حديث
    الرَّكْب نقطع به عنا الطريق". فقال ابن عمر: "كأني أنظر إليه متعلِّقاً
    بنسْعَة ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وإن الحجارة تَنْكُب رجليه،
    وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:
    {أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}. التوبة: 65-66]. وما يتلفت إليه، وما يزيده عليه.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:
    1- ابن عمر هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
    2- محمد بن كعب هو: محمد بن كعب بن سُليم القرَظيّ المدني وهو ثقة عالم، مات سنة 120هـ.
    3- زيد بن أسلم هو: مولى عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- وهو ثقة مشهورٌ مات سنة 136هـ رحمه الله.
    4- قتادة هو: قتادة بن دعامة السدوسي مفسِّر حافظ مات سنة 117هـ تقريباً –رحمه الله-.
    5- عوف بن مالك: هو عوف بن مالك الأشجعيّ أول مشاهده خيبر، وروى عنه جماعةٌ من التابعين توفي سنة 73هـ رضي الله عنه.

    دخل حديث بعضهم في بعض: أي: أن الحديث مجموعٌ من رواياتهم.
    قرّائنا: القراء: جمع قارئ، وهم عند السلف: الذين يقرؤون القرآن ويعرفون معانيه.
    أرغب بطوناً: أي: أوسع بطوناً يصفونهم بسعة البطون وكثرة الأكل.

    عند اللقاء: يعني: لقاء العدو.
    فوجد القرآن قد سبقه: أي: جاء الوحي من الله بما قالوه قبل وصوله إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
    إنما كنا نخوض... إلخ: أي: نتبادل الحديث ولم نقصد حقيقة الاستهزاء.
    نسعة: النسعة: سيرٌ مضفورٌ عريضٌ تُشد به الرحال.
    المعنى الإجمالي للأثر:
    يصف
    هؤلاء الرواة ما حصل من المنافقين من الوقيعة برسول الله –صلى الله عليه
    وسلم- وأصحابه والسخرية بهم؛ وذلك لما تنطوي عليه قلوب هؤلاء المنافقين من
    الكفر والحقد، وقد أظهر الله ذلك على ألسنتهم فقالوا ما قالوا، فأنكر عليهم
    من حضرهم من المؤمنين الصادقين؛ غيرةً لله ولدينه، ثم ذهب ليرفع أمرهم إلى
    الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ولكنّ الله الذي يعلم السر وأخفى قد سمع
    مقالتهم وأخبر بها رسولَه قبل وصول ذلك المؤمن، وحكم عليهم سبحانه بالكفر
    وعدم قبول اعتذارهم، ثم جاء أحد هؤلاء المنافقين معتذراً إلى الرسول –صلى
    الله عليه وسلم- فرفض النبي –صلى الله عليه وسلم- قبول اعتذاره؛ لأمر الله
    له بذلك. فلم يزِد في ردّه عليه على ما قاله الله سبحانه وتعالى في حقّهم
    من التوبيخ والتقريع.

    مناسبة الأثر للباب:
    أن فيه بياناً وتفسيراً للآية الكريمة.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- بيان ما تنطوي عليه نفوس المنافقين من العداوة لله ورسوله والمؤمنين.
    2- أن من استهزأ بالله وآياته ورسوله فهو كافرٌ وإن كان مازحاً.
    3- أن ذكر أفعال الفسّاق لولاة الأمور؛ ليردعوهم ليس من الغيبة والنميمة، بل هو من النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
    4- الغِلظة على أعداء الله ورسوله.
    5- أن من الأعذار ما لا ينبغي قبوله.
    6- الخوف من النفاق؛ فإن الله سبحانه أثبت لهؤلاء إيماناً قبل أن يقولوا ما قالوه.
    7- أن الاستهزاء بالله أو بالرسول أو بالقرآن ناقضٌ من نواقض الإسلام ولو لم يعتقد ذلك بقلبه.



    يتبع باب قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} [فصِّلت: 50].


    [/size]



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    باب قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} [فصِّلت: 50].

    قال مجاهد: "هذا بعملي وأنا محقوق به".
    وقال ابن عباس: "يريد من عندي".
    وقوله: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} [القصص: 78].
    قال قتادة: "على علم مني بوجوه المكاسب".
    وقال آخرون: "على علم من الله أني له أهل".
    وهذا معنى قول مجاهد: "أوتيته على شرف".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {وَمَا
    أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي
    عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا
    وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ
    } [فصلت: 50].

    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    بيان أن زعْم الإنسان استحقاقَه ما حصل له من النعم بعد الضراء منافٍ لكمال التوحيد.
    ولئن: اللام: لام قسمٍ.
    أذقناه: آتيناه.
    رحمة: غنىً وصحة.
    ضراء: شدةً وبلاءً.
    قائمة: أي: تقوم.
    ولئن رُجِعت إلى ربي: أي: ولئن قامت الساعة –على سبيل الافتراض- ورجعت إلى ربي.
    إن لي عنده للحسنى:
    أي يكون لي عند الله في الآخرة الحالة الحسنى من الكرامة؛ وذلك لاعتقاده
    أن ما أصابه من نعم الدنيا فهو لاستحقاقه إياه وليس لله فيه فضلٌ.

    فلننبئنَّ الذين كفروا: فلنخبرنَّهم.
    بما عملوا: أي: بحقيقة أعمالهم، عكس ما اعتقدوه من حسن منقلَبهم.
    غليظ: أي: شديد.

    المعنى الإجمالي للآية:
    يخبر
    تعالى أن الإنسان في حال الضُّر يضر إلى الله، وينيب إليه ويدعوه، وأنه في
    حال اليسر والسعة يتغير حالُه، فينكر نعمة الله عليه، ويُعرض عن شكرها؛
    لزعمه أنه إنما حصلت له هذه النعمة بكدّه وكسبه وحوله وقوته، وأعظم من ذلك
    أنه ينفي قيام الساعة وزوال الدنيا، ويقول: إن قدِّر قيام الساعة فستستمر
    لي هذه الحالة الحسنة، لأنني أستحقها. ثم يعقب سبحانه على ذلك بأنه لا بد
    أن يوقَف هذا وأمثاله من الكافرين على حقيقة أعمالهم الشنيعة ويجازيهم
    عليها بأشد العقوبة.

    ما يستفاد من الآية:
    1- وجوب شكر نعمة الله والاعتراف بأنها منه وحده.
    2- تحريم العُجب والاغترار بالحول والقوة.
    3- وجوب الإيمان بقيام الساعة.
    4- وجوب الخوف من عذاب الله في الآخرة.
    5- وعيد من كفر بنعمة الله.


    وعن
    أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول:
    "إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم: فبعث
    إليهم ملَكاً: فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد
    حسن، ويذهب عني الذي قد قذِرَني الناس به. قال: فمسحه، فذهب عنه قذَرُه،
    فأُعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو
    البقر -شك إسحاق- فأعطي ناقةً عُشَرَاء، وقال: بارك الله لك فيها.

    قال:
    فأتى الأقرع، فقال: أيُّ شيء أحبُّ إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني الذي قد
    قذِرني الناس به، فمسحه، فذهب عنه، وأُعطي شعراً حسناً، فقال: أي المال أحب
    إليك؟ قال: البقر أو الإبل، فأعطي بقرة حاملاً، قال: بارك الله لك فيها.

    فأتى
    الأعمى، فقال: أيُّ شيء أحبُّ إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري فأُبْصر به
    الناس. فمسحه، فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم.
    فأعطي شاة والداً، فأَنتج هذان ووَلَّد هذا، فكان لهذا وادٍ من الإبل،
    ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم.

    قال:
    ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقطعت بي الحبال
    في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون
    الحسن والجلد الحسن والمال، بعيراً أتبلَّغ به في سفري، فقال: الحقوق
    كثيرة. فقال له: كأني أعرفُك، ألم تكن أبرصَ يقذرُك الناس، فقيراً فأعطاك
    الله عز وجل المال؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر. فقال: إن
    كنت كاذباً فصيّرك الله إلى ما كنت.

    قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما ردّ عليه هذا، فقال: إن كنت كاذباً فصيّرك الله إلى ما كنت.
    قال:
    وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في
    سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي ردّ عليك بصرَك شاةً
    أتبلَّغ بها في سفري. فقال: كنت أعمى فردّ الله إليَّ بصري، فخذ ما شئت،
    ودَعْ ما شئت؛ فوالله لا أَجْهَدُك بشيء أخذتَه لله.

    فقال: أمسك مالك فإنما ابتُلِيْتُم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك""1" أخرجاه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أخرجاه: أي: البخاري ومسلم.
    أبرص: الأبرص: من به داءُ البرص وهو: بياضٌ يظهر في ظاهر
    البدن لفساد المزاج.
    وأقرع: هو: من به قرَع وهو: داءٌ يصيب الصبيان في رؤوسهم ثم ينتهي بزوال الشعر أو بعضه ويطلق القرع على الصلع.
    وأعمى: هو: من فقد بصره.
    أن يبتليهم: أي: يختبرهم بنعمته.

    قذِرني الناس: بكسر: الذّال أي: كرِهوا مخالطَتي وعدُّوني مستقذراً من أجله.
    شك إسحاق: هو ابن عبد الله بن أبي طلحة راوي الحديث.
    عُشَراء: بضم العين، وفتح الشين والمد وهي: الناقة الحامل التي أتى على حملها عشرة أشهر أو ثمانية.
    والداً: أي: ذات ولد أو التي عُرف منها كثرة الولد والنتاج.
    أنتج: أي: تولى صاحبُ الناقة وصاحب البقرة نتاجهما.
    وولّد: بتشديد اللام أي: تولّى ولادها.
    وكان لهذا... إلخ: أي: كان لكلّ واحد منهم ما يملأ الوادي من الإبل والبقر والغنم.
    انقطعت بي الحبال: أي: أسباب المعيشة.
    أتبلَّغ به: أي: أتوصَّل به إلى البلد الذي أريده.
    كابراً عن كابر: أي: ورثت هذا المال عن كبيرٍ ورِثَه عن كبيرٍ آخر في الشرف.
    صيَّرك الله إلى ما كنت: أي: ردّك إلى حالك الأولى برجوع العاهة إليك.
    لا أَجْهَدُك: أي: لا أشقّ عليك برد شيء تأخذُه من مالي.


    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- عن هؤلاء الثلاثة الذين أُصيب كل منهم بعاهة في
    الجسم وفقر من المال، ثم إن الله سبحانه أراد أن يختبرهم، فأزال ما أصابهم
    من العاهات وأدرَّ عليهم من الأموال، ثم أرسل إلى كل واحد منهم الملك
    بهيئته الأولى من: المرض والقرَع والعمى والفقر يستجديه شيئاً يسيراً، وهنا
    تكشّفت سرائرهم وتجلّت حقائقُهم، فالأعمى اعترف بنعمة الله عليه ونسبَها
    إلى من أنعم عليه بها، فأدّى حق الله فيها، فاستحق الرضا من الله، وكفر
    الآخران بنعمة الله عليهما وجحدا فضله فاستحقا السخَط بذلك.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه بيان حال من كفر النعم ومن شكرَها.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- وجوب شكر نعمة الله في المال وأداء حق الله فيه.
    2- تحريم كفر النعمة ومنع حق الله في المال.
    3- جواز ذكر حال من مضى من الأمم؛ ليتعظ به من سمِعه.
    4- أن الله يختبر عباده بالنعم.
    5- مشروعية قول: بالله ثم بك، فيكون العطف بثُمَّ لا بالواو في مثل هذا التعبير.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "3464"، ومسلم برقم "2964".


    يتبع باب
    قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء
    فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190].



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    [size=21]باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190].


    قال ابن حزم: "اتفقوا على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله؛ كعبدِ عمْروٍ، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.
    وعن
    ابن عباس في الآية، قال: "لمَّا تغشاها آدم حملت، فآتاهما إبليس، فقال:
    إني صاحبكما الذي أخرَجَتْكُما من الجنة، لتطيعُنَّني أو لأجعلن له قرْنَي
    أَيِّل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلنَّ، ولأفعلنَّ؛ -يُخَوِّفُهما-
    سَمِّياه عبد الحارث؛ فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتاً.

    ثم
    حَمَلت فأتاهما أيضاً فقال مثل قوله: فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميِّتاً. ثم
    حملت فأتاهما فذكر لهما فأدرَكَهُما حبُّ الولد، فسمَّياه عبد الحارث؛ فذلك
    قوله: {جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا}"1". رواه ابن أبي حاتم.

    وله بسند صحيح عن قتادة قال: "شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته".
    وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً} قال: "أشفقا ألا يكون إنساناً". وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:

    ابن حزم هو: عالِم الأندلس أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم القرطبيّ الظاهريّ توفي سنة 456هـ رحمه الله.
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    بيان أنَّ تعبيد الأولاد وغيرهم لغير الله في التسمية شركٌ في الطاعة وكفرٌ بالنعمة.
    آتاهما: أي: أعطى آدم وحواء ما طلباه من الولد الصالح.
    صالحاً: أي: ولداً سوياً.
    جعلا له شركاء: أي: جعلا لله شريكاً في الطاعة.
    فيما آتاهما: أي: ما رزقهما من الولد بأن سمَّياه عبد الحارث ولا ينبغي أن يكون عبداً إلا لله.
    فتعالى الله: أي: تنزَّه.

    عمَّا يشركون: أي: عمَّا يفعله أهل مكة من الشرك بالله، فهو انتقال من ذكر الشخص إلى ذكر الجنس.
    اتفقوا: لعل مرادَه حكاية الإجماع.
    على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله: لأنه شركٌ في الربوبية والإلهية؛ لأن الخلق كلهم ملكٌ لله وعبيدٌ له.
    حاشا عبد المطلب: أي:
    فلم يتفقوا على تحريم التسمية به؛ لأن أصلَه من عبودية الرقِّ، أو لأنه من
    باب الإخبار بالاسم الذي عُرف به المسمَّى لا من باب إنشاء التسمية.

    تغشَّاها: التغَشِّي: كنايةٌ عن الجماع.
    أَيِّل: بفتح الهمزة وكسر الياء مشددةً: ذَكرُ الأوعال.
    سمِّياه عبد الحارث: وكان الحارث اسم إبليس فأراد أن يسمِّياه بذلك؛ لتحصل صورة الإشراك به.
    أدركَهما حب الولد: أي: حب سلامة الولد وهذا من الامتحان.
    أشفقا: أي: خافا.
    أن لا يكون إنساناً: أي: بأن يكون بهيمة.
    المعنى الإجمالي للآية:
    يخبر
    تعالى عن آدم وحواءَ أنه لما أجاب دعاءهما ورزَقهما ولداً سويَّاً على
    الصفة التي طلَبا، لم يقُوما بشكر تلك النعمة على الوجه المرضيّ كما وعَدا
    بذلك، بل سمِّياه عبد الحارث؛ فعبَّداه لغير الله، ومن تمام الشكر أن لا
    يُعبَّد الاسم إلا لله، فحصل منهما بذلك شركٌ في التسمية لا في العبادة. ثم
    نزَّه نفسه عن الشرك عموماً في التسمية وفي العبادة.

    ما يستفاد من الآية:
    1- تحريم التسمية بكل اسمٍ معبّد لغير الله، كعبد الحسين، وعبد الرسول، وعبد الكعبة.
    2- أن الشرك يقع في مجرد التسمية ولو لم تُقصد حقيقتها.
    3- أن هبة الله للرجل الولد السويّ من النعم التي تستحق الشكر.
    4- أن من شكر إنعام الله بالولد تعبيده لله.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه الترمذي برقم "3077" والحاكم "2/545" وصححه.



    يتبع باب قول الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}"1" الآية.
    [/size]


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــ


    باب قول الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}"1" الآية.

    ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس: {يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}: "يشركون". وعنه: سمَّوا اللات من الإله والعزَّى من العزيز" وعن الأعمش: "يُدخِلون فيها ما ليس منها".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180].
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    أراد المصنف رحمه الله بهذا الباب الرد على من يتوسل إلى الله بالأموات، وأن المشروع التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.
    التراجم:
    الأعمش هو: سليمان بن مهران الكوفي الفقيه ثقةٌ حافظٌ ورِعٌ مات سنة 147هـ رحمه الله.
    الأسماء الحُسنى: التي بلغت الغاية في الحُسن فليس في الأسماء أحسن منها وأكمل ولا يقوم غيرُها مقامَها.
    فادعوه بها: أي: اسألوه وتوسَّلوا إليه بها.
    وذروا الذين: أي: اترُكوهم وأعرِضوا عن مجادَلتِهم.
    يُلحِدون: الإلحاد: الميل، أي: يميلون بها عن الصواب إما بجَحدِها أو جحدِ معانيها أو جعلها أسماءَ لبعض المخلوقات.
    يُلحدون في أسمائه: أي: يشركون غيرَه في أسمائه كتسميتهم الصنم إلهاً.
    سيُجزون ما كانوا يعملون: وعيدٌ شديدٌ وتهديدٌ بنزول العقوبة بهم.
    وعنه: أي: عن ابن عباس.
    سمَّوا اللات... إلخ: بيانٌ لمعنى الإلحاد في أسمائه: أنهم اشتقُّوا منها أسماءً لأصنامهم.
    يدخِلون فيها ما ليس منها: أي: يدخلون في أسماء الله ما لم يُسَمِّ به نفسَه ولم يسمِّه به رسولُه.
    المعنى الإجمالي للآية:
    أخبر
    تعالى عن نفسه أن له أسماءً قد بلغت الغاية في الحُسن والكمال؛ وأمر عباده
    أن يسألوه ويتوسلوا إليه بها، وأن يتركوا الذين يميلون بهذه الأسماء
    الجليلة إلى غير الوجهة السليمة، وينحرفون بها عن الحق بشتى الانحرافات
    الضالة، وأن هؤلاء سيلقون جزاءَهم الرادع.

    ما يستفاد من الآية:
    1- إثبات الأسماء والصفات لله عز وجل على ما يليق بجلاله.
    2- أن أسماء الله حسنى.
    3- الأمر بدعاء الله والتوسل إليه بأسمائه.
    4- تحريم الإلحاد في أسماء الله بنفيِها أو تأويلِها أو إطلاقِها على بعضالمخلوقات.
    5- الأمر بالإعراض عن الجاهلين والملحدين وإسقاطهم من الاعتبار.
    6- الوعيد الشديد لمن ألحد في أسماء الله وصفاتهم.



    "1"
    فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن
    لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر" أخرجه
    البخاري برقم "6410" ومسلم برقم "2677".



    يتبع باب لا يقال: السلام على الله
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:31 am

    [size=21]باب لا يقال: السلام على الله[/size]




    [size=21]في
    الصحيح عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى
    الله عليه وسلم- في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على
    فلان، وفلان. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "لا تقولوا السلام على
    الله؛ فإن الله هو السلام""1".


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
    لمَّا
    كان السلام على الشخص معناه: طلب السلامة له من الشرور، والآفات، امتنع أن
    يُقال السلام على الله؛ لأنه هو الغنيّ السالم من كلِّ آفة ونقص، فهو
    يُدعى ولا يُدعى له، ويُطلب منه ولا يُطلب له؛ فهذا الباب فيه وجوبُ تنزيه
    الله عن الحاجة والنقص ووصفه بالغنى والكمال.

    في الصحيح: أي: في الصحيحين.
    قلنا السلام على الله: أي: في التشهد الأخير، كما في بعض ألفاظ الحديث.
    لا تقولوا السلام على الله: هذا نهيٌ منه –صلى الله عليه وسلم- عن التسليم على الله.
    فإن الله هو السلام: تعليلٌ للنهي، بأن السلام من أسمائه سبحانه، فهو غنيٌّ عن أن يُسلَّم عليه.
    [/size]







    [size=21]المعنى الإجمالي للحديث:

    يخبر
    ابن مسعود –رضي الله عنه- أنهم كانوا يسلِّمون على الله، فنهاهم النبي
    –صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، وبيَّن لهم أن ذلك لا يليق بالله؛ لأنه هو
    السلام ومنه السلام، فلا يليق به أن يسلَّم عليه، بل هو الذي يسلِّم على
    عباده ويسلِّمهم من الآفات.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه النهي عن أن يُقال: السلام على الله.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- النهي عن السلام على الله.
    2- أن السلام من أسمائه سبحانه.
    3- تعليم الجاهل.
    4- قرنُ الحكمِ بعلِّته.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "835" ومسلم برقم "402".





    يتبع باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت





    [/size]


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





    [size=21]باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت[/size]




    [size=21]في
    الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
    قال: "لا يقُلْ أحدُكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت،
    لِيَعْزِم المسألة، فإن الله لا مُكْرِه له".
    [/size]


    [size=21]ولمسلم: "وليعظِّم الرغبة، فإن الله لا يتعاظَمُه شيءٌ أعطاه""1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    لمَّا
    كان قول: "اللهم اغفر لي إن شئت" يدل على فتور الرغبة، وقلة الاهتمام
    بالمطلوب، والاستغناء عن الله من ناحية، ويُشعر بأن الله –تعالى- قد يضطرّه
    شيءٌ إلى فعل ما يفعل؛ وفي هذين المحذورين مضادةٌ للتوحيد؛ لذلك ناسب عقدُ
    هذا الباب في كتاب التوحيد.

    باب قولِ اللهم... إلخ: أي: أنه لا يجوز.
    في الصحيح: أي: في الصحيحين.
    ليعزم المسألة: أي: ليجزم في طلبته ويحقق رغبته ويتيقن الإجابة.
    لا مكرِه له: أي: لا يضطرّه دعاءٌ ولا غيرُه إلى فعل شيء.
    وليعظِّم الرغبة: بتشديد الظاء أن: يلح في طلب الحاجة.
    لا يتعاظمُه شيءٌ أعطاه: أي: لا يكبر ولا يعسُر عليه.

    المعنى الإجمالي للحديث:
    ينهى
    –صلى الله عليه وسلم- عن تعليقِ طلب المغفرة والرحمة من الله على المشيئة،
    ويأمر بعزم الطلب دون تعليق؛ ويعلل ذلك بأن تعليق الطلب من الله على
    المشيئة يشعِر بأن الله يُثقلُه شيءٌ من حوائج خلقه أو يضطره شيءٌ إلى
    قضائها، وهذا خلافُ الحقِّ؛ فإنه هو الغني الحميد الفعَّال لما يريد.

    كما يُشعِر ذلك بفتور العبد في الطلب واستغنائه عن ربِّه؛ وهو لا غنى له عن الله طرفةَ عين.
    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه النهيَ عن تعليق طلب المغفرة من الله بالمشيئة وبيانَ علة ذلك.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- النهي عن تعليق طلب المطلوب من الله –بمشيئته- والأمرُ بإطلاق سؤال الله دون تقييد.
    2- تنزيهُ الله عما لا يليق به، وسعةُ فضله، وكمالُ غِناه، وكرمُه وجودُه سبحانه وتعالى.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "6339" ومسلم برقم "2679".



    يتبع باب لا يقول: عبدي وأمتي





    [size=21]باب لا يقول: عبدي وأمتي


    في
    الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
    قال: "لا يقُل أحدُكم: أطعم ربك، وضِّىء ربك، ولْيقُل: سيدي ومولاي، ولا
    يقل أحدكم: عبدي وأمتي، ولْيَقُل: فتاي وفتات، وغلامي""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:

    أن
    التلفُّظ بهذه الألفاظ المذكورة يوهم المشاركة في الربوبية، فنُهي عنه
    تأدُّباً مع الربوبية، وحمايةً للتوحيد بسدِّ الذرائع المفضية إلى الشرك.

    في الصحيح: أي: الصحيحين.
    لا يقُل أحدكم: لا: ناهيةٌ، والفعل بعدها مجزومٌ بها، أي: لا يقُل ذلك لمملوكه.
    أطعم ربّك: بفتح الهمزة أمرٌ من الإطعام.
    وضِّئ ربك:
    أمر من التوضئة، والنهي عن الموضعين لمنع المضاهاة لله سبحانه لأنه هو
    الرب. وهذا المنع يختص في منع الربوبية للإنسان، بخلاف غيرِه فيقالُ رب
    الدار والدابة.

    وليقُل سيِّدي: لأن السيادة معناها الرئاسة على ما تحت يدِه.




    وأيضاً هناك فرقٌ بين الرب والسيِّد:
    فإن الرب من أسماء الله بالاتفاق بخلاف السيد فقد اختُلف في كونه من أسماء
    الله. وعلى القول بأنه منها فليس له من الشُّهرة وكثرة الاستعمال مثل ما
    للرب.

    ومولاي: المولى يُطلق على معانٍ كثيرة منها: المالكُ وهو المراد هنا.
    ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي: لأن الذي يستحق العبودية هو الله سبحانه؛ ولأن في ذلك تعظيماً لا يستحقه المخلوق.
    وليقل فتاي وفتاتي وغلامي: لأن هذه الألفاظ لا تدل على العبودية كدلالة عبدي وأمتي، وفيها تجنُّب للإيهام والتعاظم.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    ينهى
    –صلى الله عليه وسلم- عن التلفظ بالألفاظ التي توهِم الشرك، وفيها إساءة
    أدب مع الله كإطلاق ربوبية إنسان لإنسان أو عبودية إنسان لإنسان؛ لأن الله
    هو الرب المعبود وحده. ثم أرشد –صلى الله عليه وسلم- إلى اللفظ السليم الذي
    لا إيهام فيه؛ ليكون بديلاً من اللفظ الموهِم، وهذا منه –صلى الله عليه
    وسلم- حمايةً للتوحيد وحفاظاً على العقيدة.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه النهي عن قول: عبدي وأمَتي.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- النهيُ عن استعمال الألفاظ التي توهِم الشرك.
    2- سدُّ الطرق الموصلة إلى الشرك.
    3- ذكرُ البديل الذي لا محذور فيه؛ ليُستعملَ مكان ما فيه محذورٌ من الألفاظ.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "2552" ومسلم برقم "2249".


    يتبع باب لا يرد من سأل بالله









    [/size]



    [size=21][size=21]باب لا يرد من سأل بالله
    [/size]




    [size=21]عن
    ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "من
    استعاذ بالله فأعيذُوه، ومن سأل بالله فأعطُوه، ومن دعاكم فأجيبُوه، ومن
    صنع إليكم معروفاً فكافئُوه، فإن لم تجدوا ما تكافئُونه فادعوا له حتى ترون
    أنكم قد كافأتُموه""1". رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح
    .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    لأن في عدم إعطاء من سأل بالله عدم إعظامٍ لله، وعدم إجلالٍ له؛ وذلك يُخلُّ بالتوحيد.
    من استعاذ بالله: أي: من لجأ إلى الله وسألكم أن تدفعوا عنه شرّكم أو شرّ غيركم.
    فأعيذوه: أي: امنعوه مما استعاذ منه وكفُّوه عنه تعظيماً لاسم الله.
    ومن سأل بالله: بأن قال: أسألُك بالله.
    فأعطُوه: أي: أعطُوه ما سأل ما لم يسألْ إثماً أو قطيعة رحم.
    ومن دعاكم: أي: إلى طعامٍ أو غيرِه.
    فأجيبوه: أي: أجيبوا دعوته.
    ومن صنع إليكم: أي: من أحسن إليكم أيَّ إحسان.
    معروفاً: المعروف: اسمٌ جامعٌ للخير.
    فكافئوه: أي: على إحسانه بمثله أو خير منه.
    فإن لم تجدوا: أي: لم تقدروا على مكافأته.
    فادعوا له... إلخ: أي: فبالغوا في الدعاء له جُهدكم.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يأمر –صلى الله عليه وسلم-
    في هذا الحديث بخصالٍ عظيمة، فيها تعظيمُ حق الله سبحانه بإعطاء من سأل به،
    وإعاذة من استعاذ به، وتعظيمٌ لحق المؤمن من إجابة دعوته، ومكافأته على
    إحسانه بمثله أو أحسن منه مع القدرة، ومع عدَمها بإحالة مكافأته إلى الله
    بطلب الخير له منه.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه الأمرَ بإعطاء من سأل بالله وعدم ردِّه.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- أنه لا يُرد من سأل بالله إجلالاً لله وتعظيماً له.
    2- أن من استعاذ بالله وجبت إعاذتُه ودفع الشر عنه.
    3- مشروعية إجابة دعوة المسلم لوليمةٍ أو غيرِها.
    4- مشروعية مكافأة المُحسِن عند القدرة.
    5- مشروعية الدعاء للمحسِن عند العجز عن مكافأته.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود "رقم 1672، 5109" وعبد بن حُميد "رقم 806"، والنسائي "5/82".



    يتبع باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة



    [/size]




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



    باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة



    عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة""1". رواه أبو داود.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
    أنه
    يجب احترام أسماء الله وصفاته؛ فلا يُسأل عن شيء من المطالب الدنيوية بوجهه
    الكريم؛ بل يُسأل به أهمّ المطالب وأعظم المقاصد وهو الجنة، فهذا من حقوق
    التوحيد.

    لا يُسأل: رُوي بالنفي ورُوي بالنهي.
    بوجه الله: هو صفة من صفاته الذاتية يليق بجلاله وعظمته.
    إلا الجنة: أو ما هو وسيلةٌ إليها من المقاصد العظام.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    ينهى
    –صلى الله عليه وسلم- أن يُسأل بوجه الله الكريم الأمور الحقيرة وحوائج
    الدنيا؛ إجلالاً لله وتعظيماً له، ويقصر –صلى الله عليه وسلم- السؤال بوجه
    الله على الجنة التي هي غاية المطالب.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه النهي عن أن يُسأل بوجه الله غير الجنة.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- إثبات الوجه لله سبحانه على ما يليق بجلاله كسائر صفاته.
    2- وجوب تعظيم الله واحترام أسمائه وصفاته.
    3- جواز سؤال الجنة –والأمور الموصِّلة إليها- بوجه الله والمنع من أن يُسأل به شيءٌ من حوائج الدنيا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود برقم "1671".




    يتبع باب ما جاء في الّلو




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ



    [size=21][size=21]باب ما جاء في الّلو


    وقول الله تعالى: {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا...} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {قُل
    لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ
    الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ
    وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
    } [آل عمران: 154].

    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    أن من كمال التوحيد الاستسلام للقضاء والقدر؛ وأن قول "لو" لا يُجدي شيئاً، وهو يشعر بعدم الرضا بالقدر وهذا مخلٌّ بالتوحيد.
    ما جاء في اللو: أي: من الوعيد والنهي عنه.
    يقولون: أي: يقول بعض المنافقين يوم أحد معارضةً للقدر.
    لو كان لنا من الأمر شيءٌ: أي: لو كان الاختيار إلينا.
    ما قُتلنا هاهنا: أي: لما غُلبنا ولما قُتل من قُتل منا في هذه المعركة.
    لو كنتم في بيوتكم: أي: وفيكم من كتب الله عليه القتل.
    لبرز: أي خرج.
    الذين كُتب: أي قُضي.
    عليهم القتل: أي: منكم.
    إلى مضاجعهم: أي: مصارعهم ولم يُنجِّهم قعودُهم؛
    لأن قضاء الله كائن لا محالة.
    وليبتلي الله: أي: يختبر.
    ما في صدوركم: أي: قلوبكم من الإخلاص والنفاق.
    وليمحِّص ما في قلوبكم: أي: يميِّز ما تنطوي عليه من النيات.
    بذات الصدور: بما في القلوب فهو غنيٌّ عن الابتلاء وإنما يفعله ليظهر للناس وليترتب عليه الثواب والعقاب.
    المعنى الإجمالي للآية:
    يخبر
    الله –سبحانه- عما كان يكنه المنافقون يوم وقعة أحد من الاعتراض على القدر
    والتسخط لما وقع عليهم من الله، وأنهم يقولون: لو كان الاختيار والمشورة
    إلينا ما خرجنا؛ ولنجونا مما حصل من الهزيمة والقتل، فرد الله عليهم بأن ما
    حصل قدرٌ مقدَّر لا ينجي منه البقاء في البيوت؛ فالتلهّف وقول: "لو" لا يجدي شيئاً.

    مناسبة الآية للباب:
    أن قول: "لو" في المقدرة لا يجوز؛ وهو من كلام المنافقين.
    ما يستفاد من الآية:
    1-
    النهي عن قول: "لو" في الأمور المقدرة؛ لأنها تدل على التسخط على القدر
    وتجدد الأحزان في النفوس، أما قول: "لو" تندُّماً على فوات الطاعة فلا بأس
    به؛ لأنه يدل على الرغبة في الخير.

    2- مشروعية الاستسلام للقضاء والقدر وعدم تسخّطِه.
    3- أن الحذر لا يُنجي من القدر.
    4- أن من كُتب عليه الموت في محلّ فلا بد أن يذهب إليه، ولو حاول الامتناع عنه.


    وقوله: {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 168].
    قالوا لإخوانهم: أي: قالوا للمسلمين المجاهدين، سُمّوا إخوانهم؛ لموافقتهم في الظاهر، وقيل: إخوانهم في النسب.
    وقعدوا: أي: عن الجهاد.
    لو أطاعونا: أي: في القعود.
    ما قتلوا: أي: كما لم نُقتل.
    قل: أي: لهؤلاء.
    فادرءوا عن أنفسكم الموت: أي: ادفعوه عنها.
    إن كنتم صادقين: أي: في أن القعود ينجّي منه.
    المعنى الإجمالي للآية:
    ينكر
    تعالى على المنافقين الذين يعارضون القدر بقولهم لمن خرج مع رسول الله
    –صلى الله عليه وسلم- يوم أحد: لو سمعوا مشورتنا عليهم بالقعود وعدم الخروج
    ما قتلوا مع من قُتل، ويرد عليهم بأنهم إن كانوا يقدرون على دفع القتل عمن
    كُتب عليه فليدفعوا الموت عن أنفسهم، فهي أولى بالدفع عنها، فإذا لم
    يقدروا على الدفع عنها فغيرُها من باب أولى.

    مناسبة الآية للباب:
    أن قول: "لو" في الأمور المقدّرة من سمات المنافقين.
    ما يستفاد من الآية:
    1- التحذير من قول: "لو" على وجه المعارضة للقدر والتأسّف على المصائب.
    2- أن مقتضى الإيمان الاستسلام للقضاء والقدر؛ وأن عدم الاستسلام له من صفات المنافقين.
    3- مشروعية مجادلة المنافقين وغيرهم من أهل الباطل؛ لإبطال شبَهِهم ودحض أباطيلهم.


    في
    الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
    قال: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزَنَّ، وإن أصابك شيء فلا
    تقل: لو أني فعلت كذا؛ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن
    لو تفتح عمل الشيطان""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في الصحيح: أي: في صحيح مسلم.
    احرص: الحرص هو: بذل الجهد واستفراغ الوُسع.
    على ما ينفعك: يعني: في معاشك ومعادك.
    واستعن بالله: أي: الإعانة في جميع أمورك من الله لا من غيرِه.

    ولا تعجزنَّ: بكسر الجيم وفتحها: أي: لا تفرّط في طلب ما ينفعك متّكلاً على القدر، ومستسلماً للعجز والكسل.
    وإن أصابك شيءٌ: أي: وإن غلبك أمر ولم يحصل المقصود بعد بذل الجهد والاستطاعة.
    فلا تقل: لو أني فعلت كذا: أي: فإن هذا القول لا يُجدي عليك شيئاً.
    ولكن قل: قدَر الله: أي: لأن ما قدره لا بد أن يكون والواجب التسليم للمقدور.
    فإن لو تفتح عمل الشيطان: أي: لما فيها من التأسف على ما فات والتحسر والحزن ولوم القدر.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يأمر
    النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بالحرص على النافع من الأعمال،
    والاستعانة بالله في القيام بها، وترقّب ثمراتها، وينهى عن العجز؛ لأنه
    ينافي الحرص على ما ينفع، ولما كان الإنسان معرضاً للمصائب في هذه الدنيا
    أمر بالصبر والتحمّل وعدم التلوّم بقول: لو أنني فعلت، لو أنني تركت؛ لأن
    ذلك لا يجدي شيئاً مع أنه يفتح على الإنسان ثغرةً لعدوِّه الشيطان يدخل
    عليه منها فيُحزنُه.

    مناسبة ذكر الحديث في الباب:
    أن فيه النهي عن قول: "لو" عند نزول المصائب، وبيان ما يترتب على قولها من المفسدة.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- الحث على الاجتهاد في طلب النفع العاجل والآجل ببذل أسبابه.
    2- وجوب الاستعانة بالله في القيام بالأعمال النافعة والنهيُ عن الاعتماد على الحول والقوة.
    3- النهي عن العجز والبطالة وتعطيل الأسباب.
    4- إثبات القضاء والقدر وأنه لا ينافي بذل الأسباب والسعي في طلب الخيرات.
    5- وجوب الصبر عند نزول المصائب.
    6- النهي عن قول: "لو" على وجه التسخط عند نزول المصائب وبيانه مفسدتها.
    7- التحذير من كيد الشيطان.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه مسلم برقم "2664" وأحمد "2/366، 370".



    يتبع باب النهي عن سب الريح
    [/size]

    [/size]
    [/size][/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:36 am

    [size=21]باب النهي عن سب الريح
    عن
    أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:
    "لا تسبّوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير
    هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما
    فيها وشر ما أمرت به""1" صححه الترمذي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    أن سبّ الريح سبٌّ لمدبّرها وهو الله تعالى؛ لأنها تجري بأمره، فسبُّها مخلٌّ بالتوحيد.
    التراجم: أبيّ هو:
    أبي
    بن كعب بن قيس الأنصاري سيّد القرّاء شهد العقبة وبدراً والمشاهد كلّها،
    قيل: مات في خلافة عمر، وقيل: في خلافة عثمان سنة 30هـ رضي الله عنه.


    لا تسبّوا الريح: أي: لا تشتموها ولا تلعنوها للحوق ضررٍ بسببها.
    فإذا رأيتم ما تكرهون: أي: من الريح إما شدة حرِّها أو بردها أو قوتها.
    فقولوا اللهم... إلخ: رجوعٌ إلى خالقها ومدبرها بسؤاله خيرها ودفع شرها.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    ينهى
    –صلى الله عليه وسلم- عن سب الريح؛ لأنها مخلوقة مأمورة من الله، فسبّها
    سبٌّ لله وتسخط لقضائه، ثم أرشد –صلى الله عليه وسلم- إلى الرجوع إلى
    خالقها بسؤاله من خيرها والاستعاذة به من شرّها؛ لما في ذلك من العبودية
    لله –تعالى- وذلك هو حال أهل التوحيد.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه النهي عن سب الريح.
    ما يُستفاد من الحديث:
    1- النهي عن سب الريح؛ لأنها خلقٌ مدبّر فيرجع السبّ إلى خالقها ومدبّرها.
    2- الرجوع إلى الله والاستعاذة به من شر ما خلق.
    3- أن الريح تكون مأمورة بالخير وتكون مأمورة بالشر.
    4- الإرشاد إلى الكلام النافع إذا رأى الإنسان ما يكره للسلامة من شرّه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه الترمذي برقم "2253"، وأحمد "5/123".


    يتبع باب
    قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ
    الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ
    إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} الآية.
    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:40 am

    باب قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ
    بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا
    مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ
    } الآية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {يُخْفُونَ
    فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ
    الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي
    بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى
    مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ
    مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
    } [آل عمران: 154].

    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    التنبيه على أن حسن الظن بالله من واجبات التوحيد، وأن سوء الظن بالله ينافي التوحيد.
    يظنون: أي: المنافقون، والظن في الأصل –خلاف اليقين.
    غير الحق: أي: غير الظن الحق.

    ظن الجاهلية: بدلٌ من "غير الحق" أي: الظن المنسوب إلى أهل الجهل حيث اعتقدوا أن الله لا ينصر رسوله والمراد بالجاهلية ما قبل الإسلام.
    يقولون: بدلٌ من "يظنون".
    هل لنا من الأمر شيء: استفهامٌ بمعنى النفي أي: ما لنا من النصر والظفر نصيبٌ قطّ. أو قد مُنعنا من تدبير أنفسنا فلم يبق لنا من الأمر شيءٌ.
    قل إن الأمر كله لله: أي: ليس لكم ولا لغيركم من الأمر شيء بل الأمر كله لله فهو الذي لا رادّ لما شاءه وأراده.
    يخفون في أنفسهم: أي: من الإنكار والتكذيب.
    ما لا يبدون لك: أي: غير الذي يُظهرون لك من الإيمان وطلب الاسترشاد.
    وبقية المفردات تقدم شرحها في باب ما جاء في اللو.

    المعنى الإجمالي للآية:
    يخبر تعالى عما حصل
    من المنافقين يوم أحد أنهم ظنوا بالله الظن الباطل، وأنه لا ينصر رسوله،
    وأن أمره سيضمحل، وأن الأمر لو كان إليهم وكان الرسول –صلى الله عليه وسلم-
    وأصحابه تبعاً لهم يسمعون منهم؛ لما أصابهم القتل، ولكان النصر والظفر
    لهم؛ فأكذبهم الله عز وجل في هذا الظن، وبين أنه لا يكون ولا يحدث إلا ما
    سبق به قضاؤه وقدره وجرى به كتابه السابق وأنه لا راد لقضائه.

    ما يستفاد من الآية:
    1- أن من ظن أن الله يديل الباطل على الحق إدالة مستمرة يضمحل معها الحق اضمحلالاً لا يقوم بعده فقد ظن بالله غير الحق ظن الجاهلية.
    2- إثبات الحكمة فيما يُجريه الله من ظهور الباطل أحياناً.
    3- بيان خبث طويّة المنافقين، وأنهم عند الشدائد يظهر ما عندهم من النفاق.
    4- إثبات القضاء والقدر.
    5- وجوب تنزيه الله عما لا يليق به سبحانه.
    6- وجوب حسن الظن بالله تعالى.




    وقوله: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [الفتح: 6].
    الظانين: أي: المسيئين الظن بالله من المنافقين والمنافقات.
    ظن السوء: بفتح السين وضمها، أي: ظن الأمر السوء وهو: أن لا ينصر رسوله والمؤمنين.
    عليهم دائرة السوء: أي: دائرة العذاب والذل لازمة لهم لا تتخطاهم.
    وغضب الله عليهم ولعنهم: أي: سخط عليهم وأبعدهم من رحمته.
    وأعدّ لهم: أي: هيّأ لهم في الآخرة.
    جهنم: أي: النار الشديدة العذاب.



    وساءت مصيراً: أي: منزلاً يصيرون إليه يوم القيامة.
    \



    المعنى الإجمالي للآية:
    يقول
    تعالى: على الذين يتّهمون الله في حكمه، ويظنون أنه لا ينصر رسوله –صلى
    الله عليه وسلم- وأصحابه وأتباعه، -على أعدائهم- دائرة العذاب وأبعدهم الله
    من رحمته، وهيأ لهم في الآخرة ناراً يصيرون إليها هي شر ما يُصار إليه.

    مناسبة الآية للباب:
    أن فيها أن من ظنّ أن الله لا ينصر حزبه على أعدائه فقد ظن به ظن السوء.
    ما يستفاد من الآية:
    1- التحذير من سوء الظن بالله ووجوب حسن الظن به.
    2- أن من ظن أن الله لا ينصر رسوله ودينه فقد ظن به ظن السوء.
    3- وصف الله بأنه يغضب على أعدائه ويلعنهم.
    4- بيان عاقبة الكفار والمنافقين.



    قال ابن القيم –رحمه الله- في الآية الأولى:
    "فُسِّر
    هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحِلّ، وأن ما أصابهم لم
    يكن بقدر الله وحكمته، ففُسِّر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن
    يتم أمر رسوله وأن يظهره الله على الدين كله. وهذا هو ظن السوء الذي ظنه
    المنافقون والمشركون في سورة الفتح، وإنما كان هذا ظن السوء؛ لأنه ظن غير
    ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق.

    فمن
    ظن أنه يُديل الباطل على الحق إدالة مستقرّة يضمحلّ معها الحق، أو أنكر أن
    يكون ما جرى بقضائه وقدره، أو أنكر أن يكون قدَّرَه بحكمة بالغة يستحق
    عليها الحمد، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة، فـ {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}
    [سورة ص: 27]. وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما
    يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته ومُوجب
    حكمته وحمده ووعده الصادق.

    فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا، وليتب إلى الله ويستغفره من ظنه بربه ظن السوء.
    ولو
    فتَّشت من فتشت لرأيت عنده تعنتاً على القدر وملامة له، وأنه كان ينبغي أن
    يكون كذا وكذا، فمستقلٌّ ومستكثر، وفتِّش نفسك هل أنت سالم؟

    فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة
    وإلا فإني لا إخالك ناجياً
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    قال ابن القيم: أي:
    في زاد المعاد في الكلام على ما تضمنته وقعةُ أحُد، ومناسبة ذكر كلامه هنا توضيح معنى الآية الكريمة.
    فُسر هذا الظن: أي المذكور في قوله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ} [آل عمران: 154].
    سيضمحلّ: أي: يذهب ويتلاشى حتى لا يبقى له أثر. والاضمحلال: ذهاب الشيء.
    ففُسِّر: أي: فسر هذا الظن بثلاثة تفاسير.
    بإنكار الحكمة: أي: أن ما أجراه في وقعة أحد لم يكن لحكمة بالغة وهي التي أشار إليها بقوله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154].
    وإنكار القدر: أي: أنهم لو أطاعونا ولم يخرجوا ما قتلوا.
    وإنكار أن يتم أمر رسولِه: حيث ظنوا أن المشركين لما ظهروا تلك الساعة أنها الفاصلة وأن الإسلام قد باد أهلُه.
    في سورة الفتح: أي: الظن الذي ذكره الله عن المنافقين والمشركين في سورة الفتح في قوله تعالى: {... الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ...} [الفتح: 6].
    يُديل الباطل: أي: يجعل له الدولة والغلبة.
    تعنتاً على القدر: أي: اعتراضاً وافتراضاً عليه.
    فمستقلّ ومستكثر: أي: من هذا الاعتراض على القدر.
    فإن تنج منها: أي: من هذه الخِصلة.
    تنج من ذي عظيمة: أي: من أمرٍ ذي مصيبة عظيمة.
    إخالك: بكسر الهمزة أي أظنك.
    ناجياً: من الاعتراض على القدر.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:41 am

    [size=21]باب ما جاء في منكري القدر
    وقال
    ابن عمر: "والذي نفس ابن عمر بيده؛ لو كان لأحدهم مثل أحد ذهباً، ثم أنفقه
    في سبيل الله: ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر". ثم استدل بقول النبي -
    صلى الله عليه وسلم-: "الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
    الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره""1". رواه مسلم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
    أنه
    لما كان توحيد الربوبية لا يتم إلا بإثبات القدر، والإيمان به ذكر المصنف
    ما جاء في الوعيد في إنكاره؛ تنبيهاً على وجوب الإيمان به.

    ما جاء في منكري القدر: أي: من الوعيد الشديد. والقدَر: بفتح القاف والدال: ما يقدِّره الله من القضاء وما يجري في الكون.
    أحُد: بضمَّتين جبلٌ بقرب مدينة النبي –صلى الله عليه وسلم- من جهة الشام.
    ثم استدلّ بقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: أي:
    لما سأله جبريل عن الإيمان. ووجه الاستدلال: أن النبي –صلى الله عليه
    وسلم- عدّ الإيمان بالقدر من أركان الإيمان فمن أنكره لم يكن مؤمناً متقياً
    والله لا يقبل إلا من المتقين.



    المعنى الإجمالي للأثر:
    أن
    عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- لما بلغه أن قوماً ينكرون القدر، بين
    أنهم بهذا الاعتقاد الفاسد قد خرجوا من الدين؛ حيث أنكروا أصلاً من أصوله،
    واستدل على ذلك بحديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- الذي ورد فيه أن الإيمان
    بالقدر أَحد أركان الإيمان الستة التي يجب الإيمان بها جميعاً؛ فمن جحد
    بعضَها فهو كافرٌ بالجميع.

    مناسبة الأثر للباب:
    بيان حكم منكري القدر.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- أن إنكار القدر كفرٌ.
    2- أن الأعمال الصالحة لا تُقبل إلا من المؤمن.
    3- الاستدلال على الأحكام من الكتاب والسنة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه مسلم برقم "8" وأبو داود برقم "4695"، والترمذي برقم "2613"، وابن ماجه برقم "63".



    وعن
    عبادة بن الصامت: أنه قال لابنه: يا بُنَيَّ إنك لن تجد طعم الإيمان حتى
    تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله -
    صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب،
    فقال: رب، وماذا أكتب؟ قال: أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة". يا بنيّ،
    سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "من مات على غير هذا فليس
    مني".

    وفي رواية لأحمد: "إن أول ما خلق الله تعالى القلم، فقال له: اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة".
    وفي رواية لابن وهب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره؛ أحرقه الله بالنار".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:
    1- قال لابنه: هو: الوليد بن عُبادة، وُلد في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو من كبار التابعين، ومات بعد السبعين رحمه الله.
    2- ابن وهب: هو عبد الله بن وهب بن مسلم المصري الثقة الفقيه صحاب مالكٍ وُلد سنة 125هـ توفي سنة 197هـ رحمه الله.
    طعم الإيمان: أي: حلاوته؛ فإن له حلاوة وطعماً من ذاقَهما تسلّى عن الدنيا وما عليها.
    ما أصابك لم يكن ليخطئك... إلخ: أي: أن ما قُدِّر عليك من الخير والشر فلن يتجاوزك وما لم يقدَّر عليك فلن يصيبك.
    سمعت رسول الله... إلخ: هذا استدلالٌ من عبادة على ما سبق.
    إن أول ما خلق الله القلم: أي: هو أول شيء خلقه الله قبل خلق السماوات والأرض، وليس هو أول المخلوقات مطلقاً.
    من مات على غير هذا: أي: على غير الإيمان بالقدر.
    فليس مني: أي: أنا بريءٌ منه؛ لأنه منكِر لعلم الله القديم بأفعال العباد ومن كان كذلك فهو كافر.
    من لم يؤمن بالقدر: أي: بما قدره الله وقضاه في خلقه.
    أحرقه الله بالنار: لكفره وبدعته؛ لأنه جحد قدرة الله التامة ومشيئته النافذة وخلقه لكل شيء وكذّب بكتبه ورسله.

    المعنى الإجمالي للأثر:
    أن
    عبادة بن الصامت –رضي الله عنه- يوصي ابنه الوليد بالإيمان بالقدر خيره
    وشره، ويبين له ما يترتب على الإيمان به من الثمرات الطيبة والنتائج الحسنة
    في الدنيا والآخرة، وما يترتب على إنكار القدر من الشرور والمحاذير في
    الدنيا والآخرة، ويستدلّ على ما يقول بسنة الرسول –صلى الله عليه وسلم-
    التي تثبت أن الله قدّر المقادير وأمر القلم بكتابتها قبل وجود هذه
    المخلوقات، فلا يقع في الكون شيءٌ إلى قيام الساعة إلا بقضاءٍ وقدر.

    مناسبة الأثر للباب:
    أن فيه وجوب الإيمان بالقدر، والتحذير من إنكاره والكفر به، وبيان الوعيد المترتب على ذلك.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- وجوب الإيمان بالقدر.
    2- الوعيد الشديد المترتب على إنكار القدر.
    3- إثبات القلم وكتابة المقادير الماضية والمستقبلة به إلى قيام الساعة.


    وفي
    المسند والسنن عن ابن الديلمي قال: "أتيت أبي بن كعب، فقلت: في نفسي شيء
    من القدر؛ فحدثني بشيء، لعل الله يذهبه من قلبي. فقال: لو أنفقت مثل أحد
    ذهباً؛ ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن
    ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا؛ لكنت من أهل النار.
    قال: فأتيت عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت؛ فكلهم حدثني
    بمثل ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم-""1" حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:

    ابن الديلمي هو: عبد الله بن فيروز الديلمي ثقة من كبار التابعين. وأبوه فيروز قاتل الأسود العنسي الكذاب.
    وفي المسند والسنن: أي: في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود وابن ماجه.
    في نفسي شيء من القدر: أي: شكٌّ واضطراب يؤدّي إلى جحد.
    لو أنفقت... إلخ: هذا تمثيلٌ لا تحديد.
    حتى تؤمن بالقدر: أي: بأن جميع الأمور كائنةٌ بقضاء الله وقدره.
    ولو مت على غير هذا: أي: على غير الإيمان بالقدر.

    لكنت من أهل النار: أي: لأنك جحدت ركناً من أركان الإيمان، ومن جحد واحداً منها فقد جحد جميعها.
    المعنى الإجمالي للأثر:
    يخبر
    عبد الله بن فيروز الديلمي أنه حدَث في نفسه إشكال في أمر القدر، فخشي أن
    يُفضي به ذلك إلى جحوده، فذهب يسأل أهل العلم من صحابة رسول الله؛ لحل هذا
    الإشكال –وهكذا ينبغي للمؤمن أن يسأل العلماء عما أُشكل عليه عملاً بقول
    الله تعالى: {..فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ..} [سورة النحل: 43] فأفتاه هؤلاء العلماء كلهم بأنه لا بد من الإيمان بالقضاء والقدر. وأن من مات وهو لا يؤمن به كان من أهل النار.

    مناسبة ذكر الأثر في الباب:
    بيان أن الإيمان بالقدر أمرٌ حتمٌ، وأنه هو الذي رواه الصحابة عن نبيهم –صلى الله عليه وسلم-.
    ما يستفاد من الأثر:
    1- الوعيد الشديد على من لم يؤمن بالقدر.
    2- سؤال العلماء عما أشكل من أمور الاعتقاد وغيره.
    3- أن من وظيفة العلماء كشفَ الشبهات ونشر العلم بين الناس.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1"
    أخرجه أبو داود برقم "4699"، وابن ماجه برقم "77"، وأحمد في المسند "5/182،
    183، 185، 189"، وابن حبان في موارد الظمآن برقم "1817".


    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:42 am

    [size=21]باب ما جاء في المصورين

    عن
    أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "قال
    الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؛ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة،
    أو ليخلقوا شعيرة""1" أخرجاه.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    لما كان التصوير وسيلة الشرك المضاد للتوحيد، ناسب أن يعقد المؤلف هذا الباب؛ لبيان تحريمه وما ورد فيه من الوعيد الشديد.
    ما جاء في المصورين: أي: من الوعيد الشديد.
    ومن أظلم: أي: لا أحد أظلم منه.
    يخلق كخلقي: أي: لأن المصور يضاهي خلق الله.
    فليخلقوا: أمرُ تعجيز وتحدّ وتهديد.

    ذرة: هي: النملة الصغيرة.
    أو ليخلقوا: تعجيزٌ آخر.
    حبة: أي: حبة حنطةٍ فيها طعم ومادة نبات وإنتاج.
    أو ليخلقوا: تعجيزٌ آخر.
    شعيرة: نوع آخر من الحبوب.

    المعنى الإجمالي للحديث:
    يروي
    النبي –صلى الله عليه وسلم- عن ربه عز وجل أنه يقول: لا أحد أشد ظلماً ممن
    يصور الصور على شكل خلق الله؛ لأنه بذلك يحاول مشابهة الله في فعله، ثم
    يتحداه الله –عز وجل- ويبين عجزه عن أن يخلق أصغر شيء من مخلوقاته وهو
    الذرة، بل هو عاجز عن أن يخلق ما هو أدنى من ذلك وهو الجماد الصغير، ومع
    ذلك لا قدرة لهم على ذلك كله؛ لأن الله هو المتفرد بالخلق.

    مناسبة ذكر هذا الحديث في الباب:
    أنه يدل على تحريم التصوير، وأنه من أظلم الظلم.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم التصوير، وبأي وسيلة وجد وأن المصور من أظلم الظالمين.
    2- وصف الله أنه يتكلم.
    3- أن التصوير مضاهاةٌ لخلق الله، ومحاولةٌ لمشاركته في الخلق.
    4- أن القدرة على الخلق من خصائص الله سبحانه وتعالى.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "5953"، ومسلم برقم "2111".


    ولهما عن عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله""1".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ولهما: أي: البخاري ومسلم.
    يضاهئون بخلق الله: أي: يشابهون بما يصنعونه ما يصنعه الله.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر
    – صلى الله عليه وسلم- خبراً معناه: النهي والزجر، أن المصورين أشد الناس
    عذاباً في الدار الآخرة، لأنهم أقدموا على جريمة شنعاء وهي صناعتهم ما
    يشابه لخلق الله في صناعة الصور.

    مناسبة الحديث للباب:
    أنه يدل على شدة عقوبة المصورين، مما يفيد أن التصوير جريمة كبرى.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم التصوير بجميع أشكاله وبأي وسيلة وُجد، وأنه مضاهاة لخلق الله.

    2- أن العذاب يوم القيامة يتفاوت بحسب الجرائم.
    3- أن التصوير من أعظم الذنوب، وأنه من الكبائر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "2479"، ومسلم برقم "2107".


    ولهما
    عن ابن عباس -رضي الله عنهما- سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول:
    "كل مصوِّر في النار، يُجعل له بكل صورة صوَّرها نفس يُعذَّب بها في
    جهنم""1". ولهما عنه مرفوعاً: "من صوّر صورة في الدنيا؛ كُلِّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ""2".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كل مصوّر: أي: لذي روح.
    في النار: لتعاطيه ما يشبه ما انفرد الله به من الخلق والاختراع.
    يجعل له بكل صورة نفسٌ يعذّب بها: الباء بمعنى "في" أي: يُجعل له في كل صورة روحٌ تعذِّبه نفس الصورة التي جُعلت فيها الروح.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- أن مآل المصورين يوم القيامة إلى النار، يعذَّبون
    فيها بأشد العذاب بأن تُحضر جميع الصور التي صوَّروها في الدنيا، فيُجعل في
    كل صورة منها روحٌ ثم تُسلّط عليه بالعذاب في نار جهنم، فيعذب بما صنعت
    يده والعياذ بالله. ومن تعذيبه أيضاً أن يكلّف ما لا يطيق وهو نفخ الروح في
    الصورة التي صورها.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه دليلاً على تحريم التصوير ووعيد المصورين.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم التصوير وأنه من الكبائر.
    2- تحريم التصوير بجميع
    أنواعه: تماثيل أو نقوش، وسواء كان رسماً باليد أو التقاطاً بآلة التصوير
    الفوتوغرافية، إذا كانت الصورة من ذوات الأرواح، إلا ما دعت إليه الضرورة.

    3- تحريم التصوير لأي غرض كان إلا لدفع ضرورة.
    4- في الرواية الأخيرة دليلٌ على طول تعذيب المصورين وإظهار عجزهم.

    5- فيها أن الخلق ونفخ الروح لا يقدر عليهما إلا الله تعالى.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "2225"، ومسلم برقم "2110".
    "2" أخرجه البخاري برقم "5963"، ومسلم برقم "2110/100".

    ولمسلم
    عن أبي الهيَّاج؛ قال: قال لي عليّ –رضي الله عنه-: "ألا أبعثك على ما
    بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ألا تدع صورة إلا طمستها ولا
    قبراً مُشْرِفاً إلا سويته""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:

    أبو الهيّاج هو: حيَّان بن حُصين الأسدي تابعيّ ثقة.
    ألا: أداة تنبيه.
    أبعثك: أوجِّهك.
    لا تدع: لا تترك.
    إلا طمستها: أي: أزلتها ومحوتها.
    مشرفاً: أي: مرتفعاً.
    إلا سوَّيته: أي: جعلته مساوياً للأرض.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يعرض
    أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- على أبي الهياج أن يوجهه
    إلى القيام بالمهمة التي وجّهه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- للقيام بها
    وهي: إزالة الصور ومحوُها؛ لما فيها من المضاهاة لخلق الله والافتتان بها
    بتعظيمها؛ مما يؤول بأصحابها إلى الوثنية.

    وتسوية القبور العالية حتى تصير مساوية للأرض؛ لما في تعلِيتها من الافتتان بأصحابها واتخاذهم أنداداً لله في العبادة والتعظيم.
    مناسبة الحديث للباب:
    أنه يدل على وجوب طمس الصور وإتلافها.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم التصوير ووجوب إزالة الصور ومحوها بجميع أنواعها.
    2- التواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبليغ العلم.
    3- تحريم رفع القبور ببناءٍ أو غيره؛ لأنه من وسائل الشرك.
    4- وجوب هدم القباب المبنية على القبور.
    5- أن التصوير مثل البناء على القبور وسيلة إلى الشرك.

    "1" أخرجه مسلم برقم "969"، وأبو داود برقم "3218"، والترمذي برقم "1049"، وأحمد "1/96، 129".

    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:43 am

    [size=21]باب ما جاء في كثرة الحلف
    وقول الله تعالى: {..وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ..} [المائدة: 89].


    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "الحلِف مَنْفَقَة للسلعة مَمْحقة للكسْب""1" أخرجاه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    أن من كمال التوحيد احترام اسم الله وعدم امتهانه بكثرة الحلف؛ لأن ذلك يدل على الاستخفاف به وعدم التعظيم له.
    ما جاء في كثرة الحلف: أي: من النهي عنه، والحلِف: بفتح الحاء وكسر اللام: اليمين.
    واحفظوا أيمانكم: أي: لا تحلفوا، وقيل: لا تتركوها بغير تكفير، وقيل: لا تحنثوا.
    منفَقَة: بفتح الميم والفاء مفعَلةٌ من النَّفاق بفتح النون وهو: الرواج.
    للسلعة: بكسر السين: المتاع.
    ممحَقة: بفتح الميم والحاء من المحق وهو: النقص والمحو.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يحذر
    –صلى الله عليه وسلم- من التهاون بالحلف وكثرة استعماله؛ لترويج السلع
    وجلب الكسب، فإن الإنسان إذا حلف على سلعة أنه أُعطي فيها كذا وكذا أو أنه
    اشتراها بكذا وهو كاذب فقد يظنه المشتري صادقاً فيما حلف عليه فيأخذها
    بزيادة على قيمتها تأثراً بيمين البائع، وهو إنما حلف طمَعاً في الزيادة؛
    فيكون قد عصى الله، فيعاقب بمحق البركة.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه التحذير من استعمال الحلف؛ لأجل ترويج السلع، وبيان ما يترتب على ذلك من الضرر.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- التحذير من استعمال الحلف؛ لأجل ترويج السلع؛ لأن ذلك امتهانٌ لاسم الله تعالى وهو ينقص التوحيد.
    2- بيان ما يترتب على الأيمان الكاذبة من المضارّ.
    3- أن الكسب الحرام وإن كثُرت كمّيته فإنه منزوع البركة لا خير فيه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "2087"، ومسلم برقم "1606".

    وعن
    سلمان -رضي الله عنه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا
    يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أُشَيْمِط زانٍ، وعائل مستكبِر،
    ورجل جعل اللهَ بضاعتَه، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه""1" رواه الطبراني بسند صحيح.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:

    سلمان
    لعله أبو عبد الله: سلمان الفارسي، أصله من أصبهان أو رام هرمز، أسلم عند
    قدوم النبي –صلى الله عليه وسلم- المدينة وشهد الخندق وغيرَها توفي سنة
    36هـ رضي الله عنه.


    لا يكلِّمهم الله: هذا وعيد شديدٌ في حقهم؛ لأنه سبحانه يكلم أهل الإيمان.
    ولا يزكِّيهم: أي: لا يثني عليهم ولا يطهرهم من دنَس الذنوب.
    ولهم عذاب أليم: مُوجِع؛ لأنهم لما عظُم ذنبهم عظُمت عقوبتهم.
    أُشيمِط: تصغير أشمط وهو الذي في شعره شمَطٌ أي شيْبٌ وصغِّر تحقيراً له.
    زانٍ: أي: يرتكب فاحشة الزنا مع كِبَر سنِّه.
    وعائلٌ مستكبِر: العائل: الفقير أي: يتكبَّر مع أنه فقير، والكِبر: بطَر الحق وغمط الناس.
    جعل الله بضاعتَه: أي: جعل الحلف بالله بضاعةً له؛ لكثرة استعماله في البيع والشراء.
    المعنى الإجمالي:
    يخبر –صلى الله عليه وسلم- عن ثلاثة أصنافٍ من العصاة يُعاقبون أشد العقوبة، لشناعة جرائمهم.
    أحدهم:
    من يرتكب فاحشة الزنا مع كِبَر سنه؛ لأن داعي المعصية ضعيفٌ في حقّه، فدل
    على أن الحامل له على الزنا محبة المعصية والفجور، وإن كان الزنا قبيحاً من
    كل أحد، فهو من هذا أشد قُبحاً.

    الثاني:
    فقيرٌ يتكبر على الناس، والكِبْر وإن كان قبيحاً من كل أحد، لكن الفقير
    ليس له من المال ما يدعوه إلى الكِبْر فاستكباره مع عدم الداعي إليه يدل
    على أن الكِبْر طبيعةٌ له.

    الثالث: من يجعل الحلف بالله بضاعةً له يكثر من استعماله في البيع والشراء فيمتَهِن اسم الله ويجعله وسيلةً لاكتساب المال.
    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه التحذير من كثرة الحلف في البيع والشراء.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- التحذير من كثرة استعمال الحلف في البيع والشراء، والحث على توقير اليمين واحترام أسماء الله سبحانه.
    2- إثبات الكلام لله وأنه يكلِّم من أطاعه ويكرمُه بذلك.
    3- التحذير من جريمة الزنا لا سيما من كبير السن.
    4- التحذير من الكِبْر لا سيما في حق الفقير.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" قال الهيثمي في مجمع الزوائد "4/78": رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله رجال الصحيح.


    وفي
    الصحيح عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله
    عليه وسلم-: "خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال عمران:
    فلا أدري أذكر بعد قرنِه مرتين أو ثلاثاً. "ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا
    يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن""1".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في الصحيح: أي في صحيح مسلم.
    قرني: أي: أهل قرني وهم الصحابة، والقرن: كل طبقة من الناس مقترنين في وقت.
    ثم الذين يلونهم: وهم التابعون.
    ثم الذين يلونهم: وهم تابعو التابعين.
    يشهدون: أي: شهادة الزور.
    ولا يُستشهدون: أي: لا يُطلب منهم الشهادة؛ لفسقِهم أو لاستخفافهم بأمرها وعدم تحرِّيهم الصدق.
    ويخونون: أي: يخونون من ائتمنهم.
    ولا يُؤتمنون: أي: لا يأتمنهم الناس لظهور خيانتهم.
    وينذُرون لا يوفون: أي: لا يؤدون ما وجب عليهم بالنذر.
    ويظهر فيهم السمن: السمن كثرة اللحم، وذلك لتنعمهم وغفلتهم عن الآخرة.




    المعنى الإجمالي:
    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- أن خير هذه الأمة القرون الثلاثة وهم: الصحابة،
    والتابعون، وأتباع التابعين؛ لظهور الإسلام فيهم، وقُربهم من نور النبوة.
    ثم بعد هذه القرون المفضلة يحدث الشر في الأمة، وتكثر البدع، والتهاون
    بالشهادة، والاستخفاف بالأمانة والنذور، والتنعم في الدنيا، والغفلة عن
    الآخرة؛ وظهور هذه الأعمال الذميمة يدل على ضعف إسلامهم.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه ذم الذين يتساهلون بالشهادة وهي نوعٌ من اليمين.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- فضل القرون الثلاثة أو الأربعة: الصحابة والتابعين وأتباعهم.
    2- ذم التسرع في الشهادة.
    3- ذم التهاون بالنذور ووجوب الوفاء بها.
    4- ذم الخيانة في الأمانة والحث على أدائها.
    5- ذم التنعم والرغبة في الدنيا والإعراض عن الآخرة.
    6- علَم من أعلام نبوته –صلى الله عليه وسلم- حيث أخبر بالشيء قبل وقوعه فوقع كما أخبر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "2651"، ومسلم برقم "2535".

    وفيه
    عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "خير
    الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادةُ
    أحدهم يمينَه، ويمينُه شهادتَه""1"
    .

    قال إبراهيم: "كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التراجم:

    إبراهيم هو: أبو عمران إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي من التابعين ومن فقهائهم، مات سنة 96هـ رحمه الله.
    تسبق شهادة أحدهم يمينه... إلخ: أي: يجمع بين اليمين والشهادة، فتارةٌ تسبق هذه وتارةٌ تسبق هذه.
    كانوا: أي: التابعون.
    يضربوننا على الشهادة... إلخ: أي: لئلا يعتادوا إلزام أنفسهم بالعهود؛ لما يلزم الحالف من الوفاء، وكذا الشهادة لئلا يسهل عليهم أمرها.

    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- أن خير هذه الأمة القرون الثلاثة، ثم يأتي من بعدهم
    قوم يتساهلون في الشهادة واليمين؛ لضعف إيمانهم، فيخفّ عليهم أمر الشهادة
    واليمين تحمّلاً وأداءً؛ لقلة خوفهم من الله وعدم مبالاتهم بذلك"2".

    ويخبر إبراهيم النخَعي عن التابعين أنهم يلقِّنون صغارهم تعظيم الشهادة والعهد؛ لينشأوا على ذلك ولا يتساهلوا فيهما.
    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه التحذير من التساهل باليمين والشهادة.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- أن القرون المفضلة ثلاثةٌ، وأنهم خير هذه الأمة.
    2- ذمّ التسرع في الشهادة واليمين.
    3- علمٌ من أعلام نبوّته –صلى الله عليه وسلم- فإنه وُجد ما أخبر به.
    4- عناية السلف بتربية الصغار وتأديبهم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "2652"، ومسلم برقم "2533".
    "2"
    فعن أنس –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يأتي
    على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقَوا ربكم" أخرجه البخاري برقم
    "7068".



    يتبع باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه
    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:44 am

    باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه



    وقول الله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} الآية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تمام الآية: {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل: 91].
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    التنبيه على أن الوفاء بالعهود تعظيمٌ لله، وعدم الوفاء بها عدم تعظيمٍ له؛ فهو قدحٌ في التوحيد.
    ما جاء في ذمة الله: ذمةُ الله هي: العهد، وفيه الحث على حفظها والوفاء بها إذا أُعطيت لأحد.
    وأوفوا بعهد الله: بالالتزام بمُوجِبه من عقود البيعة والأيمان وغيرها.
    ولا تنقُضُوا الأيمان: أي: أيمان البيعة أو مطلَق الأيمان.
    بعد توكيدها: أي: بعد توثيقها بذكر الله تعالى.
    وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً: أي: شاهداً عليكم بتلك البيعة.
    إن الله يعلم ما تفعلون: أي: من نقض الأيمان والعهود وهذا تهديد.
    المعنى الإجمالي للآية:
    يأمر
    تعالى بالوفاء بالعهود والمواثيق؛ والمحافظة على الأيمان المؤكّدة بذكره؛
    لأنهم بذلك جعلوه سبحانه شاهداً ورقيباً عليهم؛ وهو سبحانه يعلم أفعالَهم
    وتصرفاتِهم وسيُجازيهم عليها.

    مناسبة الآية للباب:
    أنها تدل على وجوب الوفاء بالعهود، ومنها ما يجري بين الناس من إعطاء الذمة؛ فإنها يجب الوفاء بها؛ لأنها فردٌ من أفراد معنى الآية.
    ما يستفاد من الآية:
    1- وجوب الوفاء بالعهود والمواثيق.
    2- تحريم نقض العهود والأيمان الداخلة في العهود والمواثيق.
    3- إثبات العلم لله سبحانه وأنه لا يخفى عليه شيء.
    4- وعيد من نقض العهود والمواثيق.



    عن
    بريدة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أمَّر
    أميراً على جيش أو سَرِيَّة؛ أوصاه بتقوى الله –تعالى- ومن معه من المسلمين
    خيراً، فقال: "اغزُوا بسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله،
    اغزوا، ولا تغُلُّوا، ولا تغدِروا، ولا تُمَثِّلوا، ولا تقتلوا وليداً.

    وإذا
    لقِيت عدوك من المشركين، فادعهم إلى ثلاث خلال "أو خصال" فأيَّتُهُنَّ ما
    أجابوك: فاقبل منهم وكُفَّ عنهم: ثم ادعُهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل
    منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبِرهم أنهم إن
    فعلوا ذلك؛ فلهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن
    يتحولوا منها؛ فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله
    الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيءٌ، إلا أن
    يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا؛ فاسألهم الجزية، فإن هم أجابوك؛ فاقبل
    منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا؛ فاستعن بالله وقاتلهم.

    وإذا
    حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعل ذمة الله وذمة نبيه؛ فلا تجعل لهم ذمة
    الله وذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك؛ فإنكم إن تخفروا ذممكم
    وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة نبيه.

    وإذا
    حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله؛ فلا تنزلهم على حكم الله،
    ولكن أنزلهم على حكمك؛ فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم
    أم لا""1" رواه مسلم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أمَّر أميراً: أي: جعل شخصاً أميراً.
    على جيشٍ: أي: جنود كثيرة.
    أو سرية: هي: القطعة من الجيش تخرج منه وتغير وترجع إليه.
    ومن معه: أي: بمن معه.
    خيراً: أي: أن يفعل بهم خيراً.
    اغزوا: أي: اشرعوا في فعل الغزو.
    في سبيل الله: أي: في طاعته ومن أجله.
    من كفر بالله: أي: لأجل كفرهم وخص منه من لا يجوز قتلُه من الكفار كالنساء ومن له عهد... إلخ.
    ولا تغلوا: الغلول: الأخذ من الغنيمة قبل قسمها.
    ولا تغدروا: أي: لا تنقضوا العهد.
    ولا تمثِّلوا: التمثيل: تشويه القتيل بقطع أعضائه.
    وليداً: هو: الصبيّ والعبد.
    ثلاث خلال أو خصال: شكٌّ من الراوي ومعناهما واحد.
    فاقبل منهم: أي: اقبل منهم الإسلام وكفّ عنهم القتال.
    دار المهاجرين: يعني: المدينة إذ ذاك.
    فلهم ما للمهاجرين: أي: في استحقاق الفيء والغنيمة.
    ما على المهاجرين: من الجهاد وغيره.
    كأعراب المسلمين: الساكنين في البادية من غير هجرة ولا غزو.
    فاسألهم الجزية: أي: اطلب منهم أن يدفعوا الجزية، وهي مالٌ يؤخذ من الكفار على وجه الصغار والذلة لهم، واشتقاقها من الجزاء كأنها جزاءٌ عن القتل.
    فإن أبَوا: أي امتنعوا عن الدخول في الإسلام ودفع الجزية.

    حاصرت أهل حصن: الحصن: كل مكان محميّ محرز، وحاصرتهم: ضيقت عليهم وأحطت بهم.
    ذمة الله وذمة نبيه: الذمة هنا العهد.
    أن تُخفروا ذممكم: أي: تنقضوا عُهودكم.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يذكر
    لنا هذا الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب رضي الله عنه ما كان يفعله النبي
    –صلى الله عليه وسلم- عندما يرسل الجيوش والسرايا للقتال في سبيل الله، أنه
    كان يوصي القواد بالتحرز بطاعة الله من عقوبته بالتزام التقوى، ويأمرهم
    بالشروع في الغزو مستعينين بالله ليقاتلوا الكفار؛ لإزالة كفرهم حتى يكون
    الدين كله لله، وينهاهم عن الخيانة في العهود والأخذ من المغانم قبل
    قسمتها، وعن تشويه القتلى وقتل من لا يستحق القتل من الولدان. وعندما
    يلاقون عدوهم فإنهم يخيِّرونهم بين ثلاثة أمور: إما أن يدخلوا في الإسلام،
    وإما أن يؤدوا الجزية، وإما أن يقاتلوهم. فإن دخلوا في الإٍسلام خُيروا بين
    أمرين: إما الانتقال إلى دار الهجرة، ولهم ما للمهاجرين وعليهم ما على
    المهاجرين، وإما البقاء مع أعراب المسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. ثم
    يوصي –صلى الله عليه وسلم- القواد عندما يحاصرون الكفّار في معاقِلهم؛
    فيطلب الكفّار منهم أن يجعلوا لهم عهد الله وعهد نبيه أن لا يجعلوا لهم
    ذلك، ولكن يجعلوا لهم عهدهم هم؛ فإنّ نقض عهد الله وعهد رسوله أعظم جُرماً
    من نقض عهودهم. وإذا طلبوا منهم النزول على حكم الله فلا يجيبوهم بل
    ينزلونهم على حكمهم هم واجتهادهم؛ خشية أن لا يُصيبوا حكم الله تعالى،
    فينسبون إلى الله ما هو خطأ.

    مناسبة ذكر الحديث في الباب:
    أن
    فيه النهيَ عن إعطاء ذمة الله وذمة رسوله للكفار؛ خشية عدم الوفاء بذلك،
    فتكون الجريمة عظيمة، ويكون ذلك هضماً لعهد الله، ونقصاً في التوحيد.

    ما يستفاد من الحديث:
    1- مشروعية بعْث السرايا والجيوش للجهاد في سبيل الله.
    2- أنه يجب أن يكون القتال لإعلاء كلمة الله ومحو آثار الكفر من الأرض لا لنيل الملك وطلب الدنيا، أو نيل الشهرة.
    3- مشروعية تنصيب الأمراء على الجيوش والسرايا.
    4- أنه يشرع لولي الأمر أن يوصي القوّاد ويوضح لهم الخطة التي يسيرون عليها في جهادهم.
    5- أن الجهاد يكون بإذن ولي الأمر وتنفيذه.
    6- مشروعية الدعوة إلى الإسلام قبل القتال.
    7- مشروعية أخذ الجزية من جميع الكفار.
    8- النهي عن قتل الصبيان.
    9- النهي التمثيل بالقتلى.
    10 _ النهي عن الغلول والخيانة في العهود.
    11- احترام ذمة الله وذمة نبيه والفرق بينهما وبين ذمة المسلمين.
    12- طلب الاحتياط عن الوقوع في المحذور.
    13- أن المجتهد يخطئ ويصيب والفرق بين حكم الله وحكم العلماء.
    14- الإرشاد إلى ارتكاب أقل الأمرين خطراً.
    15- مشروعية الاجتهاد عند الحاجة.

    "1"
    أخرجه مسلم برقم "1731"، وأبو داود برقم "2612، 2613"، والترمذي برقم
    "1617"، وابن ماجه برقم "4858"، وأحمد في مسنده "5/352، 358".

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:44 am



    [size=21][size=21]باب ما جاء في الإقسام على الله



    عن
    جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم-: "قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي
    يتألَّى عليّ أن لا أغفر لفلان؟! إني قد غفرت له وأحبطت عملَك""1" رواه مسلم.

    وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد"2".
    قال أبو هريرة: "تكلم بكلمة أَوبَقَتْ دنياه وآخرتَه""3".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة ذكر هذا الباب في كتاب التوحيد:
    أن الإقسام على الله إذا كان على وجه الحجر على الله فهو منافٍ للتوحيد؛ لأنه من سوء الأدب مع الله تعالى.
    ما جاء في الإقسام على الله: أي: من الأدلة على تحريم ذلك.
    من ذا الذي؟: استفهام إنكار.
    يتألى علي: أي: يحلف، والأليّة: بتشديد الياء: الحلف.
    أحبطت عملك: أي: أهدرته.
    أوبَقَت: أي: أهلكت.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر
    النبي –صلى الله عليه وسلم- على وجه التحذير من خطر اللسان، أن رجلاً حلف
    أن الله لا يغفر لرجلٍ مذنبٍ؛ فكأنه حكم على الله وحجر عليه؛ لما اعتقد في
    نفسه عند الله من الكرامة والحظّ والمكانة، ولذلك المذنب من الإهانة، وهذا
    إدلالٌ على الله وسوءُ أدب معه، أوجب لذلك الرجل الشقاءَ والخسران في
    الدنيا والآخرة.

    مناسبة ذكر الحديث في الباب:
    أنه يدل على تحريم الإقسام على الله على وجه الحجر على الله والإعجاب بالنفس؛ وذلك نقصٌ في التوحيد.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم الإقسام على الله إلا إذا كان على وجه حسنِ الظنّ به وتأميل الخير منه.
    2- وجوب حسن الأدب مع الله.
    3- شدة خطر اللسان ووجوب حفظه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه مسلم برقم "2621".
    "2"
    فقد روى أبو داود برقم "4901"، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله –صلى الله
    عليه وسلم- يقول: "كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب
    والآخر مجتهِدٌ في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب
    فيقول: أقصِر. فوجده يوماً على ذنب فقال له: أقصر. فقال: خلِّني وربي،
    أبُعثت علي رقيباً! فقال: والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنة فقبض
    أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالماً أو
    على ما في يدي قادراً؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي. وقال للآخر:
    اذهبوا به إلى النار".

    "3"
    فقد أخرج الترمذي برقم "2320" أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن
    الرجل ليتكلم بالكلمة ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى
    يوم يلقاه"، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.




    يتبع باب لا يستشفع بالله على خلقه


    [/size]
    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:45 am

    [size=21]
    [size=21]
    [size=21]باب لا يستشفع بالله على خلقه

    عن
    جُبَير بن مطعِم -رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله
    عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: نُهكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال؛
    فاستسق لنا ربَّك؛ فإنا نستشفع بالله عليك، وبك على الله، فقال النبي -
    صلى الله عليه وسلم-: "سبحان الله! سبحان الله!" فما زال يسبِّح حتى عُرف
    ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "ويحك! أتدري ما
    الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك؛ إنه لا يُستشفع بالله على أحد من خلقه""1" وذكر الحديث. رواه أبو داود.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    بيان
    تحريم الاستشفاع بالله على خلقه؛ لأنه هضمٌ للربوبية وقدحٌ في توحيد
    العبد؛ لأن الشافع يشفع عند من هو أعلى منه والله تعالى منزّه عن ذلك؛ لأنه
    لا أحد أعلى منه.

    التراجم:
    جُبير هو: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القُرَشي كان من أكابر قريش أسلم قبل الفتح ومات سنة 57هـ رضي الله عنه.
    نُهِكت: بضم النون أي: جهدت وضعفت.
    فاستسق لنا ربك: أي: اسأله أن يسقينا بأن ينزل المطر.
    نستشفع بالله عليك: نجعله واسطة إليك.
    سبحان الله: أي: تنزيهاً لله عما لا يليق به.
    عُرف ذلك في وجوه أصحابه: أي: عُرف الغضب فيها؛ لغضب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
    ويحَك: كلمةٌ تقال للزجر.
    أتدري ما الله؟: إشارةٌ إلى قلة علمه بعظمة الله وجلاله.

    المعنى الإجمالي للحديث:
    يذكر
    هذا الصحابي أن رجلاً من البادية جاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- يشكو
    ما أصاب الناس من الحاجة إلى المطر؛ ويطلب من النبي –صلى الله عليه وسلم-
    أن يسأل ربَّه أن ينزله عليهم؛ لكنه أساء الأدب مع الله؛ حيث استشفع به إلى
    النبي –صلى الله عليه وسلم- وهذا جهلٌ منه بحق الله؛ لأن الشفاعة إنما
    تكون من الأدنى إلى الأعلى، ولذلك أنكر عليه النبي –صلى الله عليه وسلم-
    ذلك ونزّه ربه عن هذا التنقّص، ولم ينكر عليه الاستشفاع بالنبي –صلى الله
    عليه وسلم- إلى الله سبحانه بدعائه إياه.

    مناسبة الحديث للباب:
    أنه يدل على تحريم الاستشفاع بالله على أحدٍ من خلقه؛ لأنه تنقّص ينزه الله عنه.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تحريم الاستشفاع بالله على أحدٍ من خلقه؛ لما في ذلك من التنقص لله تعالى.
    2- تنزيه الله عما لا يليق به.
    3- إنكار المنكر وتعليم الجاهل.
    4- جواز الاستشفاع بالرسول –صلى الله عليه وسلم- في حياته، بأن يطلُب منه أن يدعوَ الله
    في قضاء حاجة المحتاج؛ لأنه مستجاب الدعوة، أما بعد موته فلا يُطلب منه ذلك لأن الصحابة لم يكونوا يفعلون ذلك.
    5- التعليم بطريقة السؤال، لأنه أوقع في النفس.

    "1" أخرجه أبو داود برقم "4726".
    [/size]
    [/size]
    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:46 am

    [size=21]
    [size=21][size=21]
    [size=21]باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك

    عن
    عبد الله بن الشِّخِّير -رضي الله عنه- قال: انطلقتُ في وفد بني عامر إلى
    رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقلنا: أنت سيِّدنا. فقال: "السيد الله
    تبارك وتعالى". فقلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً. فقال: "قولوا بقولكم،
    أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان""1" رواه أبو داود بسند جيِّد.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    بيان أن التوحيد لا يتم إلا بتجنُّب كل قول يفضي إلى الغلو في المخلوق، ويُخشى منه الوقوع في الشرك.
    التراجم:
    ابن الشِّخِّير: بكسر الشين وتشديد الخاء هو: عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان الحريشيّ أسلم يوم الفتح وله صحبةٌ ورواية.
    حماية: حماية الشيء صونُه عما يتطرق إليه من مكروه وأذى.
    المصطفى: أي: المختار من الصفوة وهي خالص الشيء.
    حِمى التوحيد: صونُه عما يشوبه من الأعمال والأقوال التي تضاده أو تنقصه.
    السيد الله: أي: السُّؤدد التام لله عز وجل، والخلق كلهم عبيد الله.
    وأفضلُنا فضلاً: الفضل: الخيرية ضد النقيصة –أي: أنت خيرُنا.
    طَولاً: الطوْل: الفضل والعطاء والقدرة والغنى.
    قولوا بقولكم: أي: القول المعتاد لديكم ولا تتكلفوا الألفاظ التي تؤدي الغلو.
    أو بعض قولكم: أي: أو دعوا بعض قولكم المعتاد واتركوه، تجنباً للغلو.
    لا يستجرينكم الشيطان: الجري: الرسول أي: لا يتخذكم جَرِيّاً أي: وكيلاً له ورسولاً.
    المعنى الإجمالي للحديث:

    لما
    بالغ هذا الوفد في مدح النبي –صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن ذلك؛ تأدباً مع
    الله وحمايةً للتوحيد، وأمرهم أن يقتصروا على الألفاظ التي لا غلوّ فيها
    ولا محذور؛ كأن يدعوه بمحمد رسول الله كما سماه الله عز وجل.

    مناسبة الحديث للباب:
    أن فيه النهي عن الغلو في المدح واستعمال الألفاظ المتكلفة التي ربّما توقع في الشرك.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- تواضعه –صلى الله عليه وسلم- وتأدبه مع ربه.
    2- النهي عن الغلو في المدح ومواجهة الإنسان به.
    3- أن السُّؤدد حقيقةٌ لله سبحانه، وأنه ينبغي ترك المدح بلفظ السيد.
    4- النهي عن التكلف في الألفاظ وأنه ينبغي الاقتصاد في المقال.
    5- حماية التوحيد عما يخل به من الأقوال والأعمال.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود برقم "4806"، وأحمد في مسنده "4/25".



    وعن
    أنس -رضي الله عنه- أن ناساً قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا،
    وسيدنا، وابن سيدنا. فقال: "يا أيها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستهوينَّكم
    الشيطان، أنا محمدٌ عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي
    أنزلني الله عز وجل""1". رواه النسائي بسند جيد.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يا خيرَنا: أي: أفضلنا.
    يستهوينكم الشيطان: أي: يُزين لكم هواكم، أو يذهب بعقولكم.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    كره
    –صلى الله عليه وسلم- مدحَه بهذه الألفاظ ونحوها؛ لئلا يكون ذلك وسيلةً إلى
    الغلو فيه والإطراء؛ لأنه قد أكمل الله له مقامَ العبودية، فصار يكره أن
    يُبالغ في مدحه؛ صيانةً لهذا المقام، وإرشاداً للأمة إلى ترك ذلك؛ نصحاً
    لهم وحماية للتوحيد. وأرشدهم أن يصفوه بصفتين هما أعلى مراتب العبد، وقد
    وصفه الله بهما في مواضع وهما: عبد الله ورسوله، ولا يريد أن يرفعوه فوق
    هذه المنزلة التي أنزله الله إياها.

    مناسبة الحديث للباب:
    أنه –صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُمدح بغير ما وصفه الله به؛ صيانةً للتوحيد وسداً لباب الغلو المُفضي إلى الشرك.
    ما يستفاد من الحديث:
    1- النهي عن الغلو في المدح، وتكلف الألفاظ في ذلك؛ لئلا يفضي إلى الشرك.
    2- تواضعه –صلى الله عليه وسلم- وحرصه على صيانة العقيدة عما يخل بها.
    3- أنه عبد الله ورسوله، وليس له من الأمر شيء؛ والأمر كله لله سبحانه.
    4- التحذير من كيد الشيطان؛ وأنه قد يأتي من طريق الزيادة على الحد المشروع.

    "1" أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة برقم "248، 249"، وأحمد في مسنده "3/153، 241".
    [/size]
    [/size]
    [/size]
    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
    :+:{أم صاطي}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:
    :+:{راعية الحلال}:+:




    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ماذا تعرف عن التوحيد ؟!    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!  - صفحة 2 W205410الجمعة مايو 13, 2011 9:47 am

    [size=21]باب قول الله تعالى: {وَمَا
    قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ
    الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ
    وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    } [الزمر: 67].


    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
    أراد
    المصنف –رحمه الله- أن يختم كتابه بهذا الباب المشتمل على النصوص الدالة
    على عظمة الله، وخضوع المخلوقات له؛ مما يدل على أنه هو المستحق للعبادة
    وحده، وأن له صفات الكمال ونعوت الجلال.

    باب قول الله تعالى: أي: ما جاء في معنى هذه الآية الكريمة من الأحاديث والآثار.
    ما قدروا الله حق قدره: أي: ما عظّم المشركون الله حق تعظيمه؛ إذ عبدوا معه غيره.
    والأرض... إلخ: جملةٌ حالية.
    جميعاً: أي: بجميع جهاتها وطبقاتها.
    سبحانه: تنزيهاً له.
    وتعالى عما يشركون: به من الأصنام والأنداد العاجزة الحقيرة.
    المعنى الإجمالي للآية:
    يخبر
    الله تعالى أن المشركين ما عظّموا الله حق تعظيمه؛ حيث عبدوا معه غيره،
    وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء
    تحت قهره وقدرته، والمخلوقات كلها بالنسبة إليه صغيرة حقيرة، ثم نزّه نفسه
    عن شرك المشركين وتنقص الجاهلين.

    تنبيه:
    1- مذهب السلف في قوله تعالى: {...وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ...} هو إمراره كما جاء مع اعتقاد ما دل عليه من غير تحريف ولا تكييف. والأحاديث والآثار تفَسِّرها وتوَضِّحها.
    2- ما يستفاد من هذه الآية يأتي بعد ذكر ما يتعلق بها من الأحاديث الواردة في هذا الباب.



    عن
    ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "جاء حَبْر من الأحبار إلى رسول الله - صلى
    الله عليه وسلم- فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على
    أَصبُع، والأرضين على أصبع، والشجر على أصبع، والثرى على أصبع، وسائر الخلق
    على أَصبُع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم- حتى بدت
    نواجِذُه، تصديقاً لقول الحَبْر". ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
    الآية. وفي رواية لمسلم: "والجبال والشجر على أصبع ثم يهزهن فيقول: أنا
    الملك، أنا الله"، وفي رواية للبخاري: "يجعل السماوات على أصبع، والماء
    والثرى على أصبُع، وسائر الخلق على أصبُع""1" أخرجاه.

    ولمسلم
    عن ابن عمر مرفوعاً: "يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده
    اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي
    الأرَضين السبع، ثم يأخذُهن بشِماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟
    أين المتكبرون""2" ورُوي عن ابن عباس قال: "ما السماوات السبع والأرَضون السبع في كفِّ الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    حبر: بفتح الحاء وكسرِها أحد أحبار اليهود وهو العالم بتحبير الكلام وتحسينه سُمّي حبراً؛ لما يبقى له من أثر علومه في قلوب الناس.
    على أَصْبُع: واحد الأصابع يذكّر ويُؤنّث.
    الثرى: التراب النديّ ولعل المراد به هنا الأرض.
    الشجر: ما له ساقٌ صلبٌ كالنخل وغيره.
    وسائر الخلق: أي: باقيهم.
    نواجذه: جمع ناجِذ وهي: أقصى الأضراس، وقيل: الأنياب، وقيل: ما بين الأسنان والأضراس، وقيل: هي الضواحك.
    يهزّهن: هز الشيء تحريكه أي: يحركهن.
    الجبّارون: جمع جبّار وهو العاني المتسلِّط.

    كخردلة: هي حبةٌ صغيرةٌ جداً.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    ذكر
    عالمٌ من علماء اليهود للنبي –صلى الله عليه وسلم- ما يجدونه في كتابهم
    التوراة من بيان عظمة الله، وصغر المخلوقات بالنسبة إليه –سبحانه- وأنه
    يضعها على أصابعه، فوافقه النبي –صلى الله عليه وسلم- على ذلك، وسُرّ به
    وتلا ما يصدِّقه من القرآن الكريم التي أنزله الله عليه.

    ما يستفاد من الآية والحديث برواياته:
    1- بيان عظمة الله سبحانه وصغر المخلوقات بالنسبة إليه.
    2- أن من أشرك به سبحانه لم يُقدِّره حق قدره.
    3- إثبات اليدين والأصابع واليمين والشمال والكف لله سبحانه على ما يليق به.
    4- أن هذه العلوم الجليلة التي في التوراة باقيةٌ عند اليهود الذين في زمن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم ينكِروها ولم يحرِّفوها.
    5- تفرّد الله سبحانه بالملك وزوال كل ملكٍ لغيره.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه البخاري برقم "4811"، ومسلم برقم "2786".
    "2" أخرجه مسلم برقم "2788".
    وقال
    ابن جرير: حدثني يونس، أنبأنا ابنُ وهب، قال: قال ابنُ زيد: حدَّثَني أبي
    قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "ما السماوات السبع في
    الكُرْسيّ إلا كدراهم سبعة ألقيت في تُرْس" قال: وقال أبو ذر: سمعت رسول
    الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد
    أُلقيت بين ظَهْرَيْ فلاة من الأرض".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تُرْس: بضم التاء: القاع المستدير المتسع، والترس أيضاً صفحة فولاذ تُحمل لاتِّقاء السيف والمراد هنا المعنى الأول.
    فلاة: هي الصحراء الواسعة.
    المعنى الإجمالي للحديثين:
    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- عن عظَمة الكرسي والعرش، وأن السماوات السبع على
    سِعتها، وكثافتها، وتباعد ما بينها بالنسبة لسعة الكرسي، كسبعة دراهم وُضعت
    في قاعٍ واسعٍ، فماذا تشغل منه؟! إنها لا تشغل منه إلا حيِّزاً يسيراً.

    كما
    يخبر –صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي ذرّ أن الكرسي مع سعته وعظمته
    بالنسبة للعرش كحلقة حديد وُضعت في صحراء واسعة من الأرض؛ وهذا يدل على
    عظمة خالقها وقدرته التامة.

    مناسبة ذكر الحديثين في الباب: أنهما يدلان على عظمة الله وكمال قدرته وقوة سلطانه.
    ما يستفاد من الحديثين:
    1- أن الكرسي أكبر من السماوات، وأن العرش أكبر من الكرسي.
    2- عظمة الله وكمال قدرته.
    3- أن العرش غيرُ الكرسي.
    4- الرد على من فسّر الكرسي بالمُلك أو العلم.


    وعن
    ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: "بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة
    عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام،
    وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا
    يخفى عليه شيء من أعمالكم". أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زرّ
    عن عبد الله.

    ورواه بنحوه عن المسعوديّ عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله. قاله الحافظ الذهبي رحمه الله، قال: وله طرق.
    وعن
    العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
    وسلم-: "هل تدرون كم بين السماء والأرض؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. قال:
    "بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة،
    وكِثَفُ كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحرٌ، بين
    أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله فوق ذلك؛ لا يخفى عليه شيء من
    أعمال بني آدم""1". رواه أبو داود وغيره.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هل تدرون؟: أخرج الأخبار بصيغة الاستفهام؛ ليكون أبلغ في النفوس.

    الله ورسوله أعلم: إسناد العلم إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- إنما يكون في حياته، أما بعد وفاته فيقال: الله أعلم فقط.
    كثف كل سماء: الكثف هو: السمك والغلظ.
    المعنى الإجمالي للحديث:
    يخبر
    –صلى الله عليه وسلم- عن المخلوقات العلوية، من حيث عظمتها وسعتها وتباعد
    ما بين أجرامها، فيخبر أن السماوات سبع طباقٍ بعضُها فوق بعض، وأن مسافة
    ارتفاعها عن الأرض مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء والتي تليها مسافة
    خمسمائة عام، وسمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وفوق السماء السابعة الكرسي،
    وفوق الكرسي البحر، بينه وبينه مسيرة خمسمائة عام، وعمق البحر كما بين
    السماء والأرض، وفوق البحر العرش، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيءٌ من
    أعمال بني آدم.

    مناسبة هذين الحديثين للباب:
    بيان عظمة الله سبحانه وقدرته الباهرة وعلوه على مخلوقاته وعلمه بأحوالهم.
    ما يستفاد من الحديثين:
    1- فيهما بيان عظمة الله وقدرته ووجوب إفراده بالعبادة.
    2- فيهما بيان صفة الأجرام العلوية وعظمتها واتِّساعها وتباعد أقطارها.
    3- فيها الرد الواضح على
    أهل النظريات الحديثة الذين لا يؤمنون بوجود السماوات والكرسيّ والعرش
    ويزعمون أن الكون العلوي فضاءٌ وكواكبٌ فقط.

    4- فيهما إثبات علو الله على خلقه بذاته المقدسة؛ خلاف ما تزعمه الجهمية والمعتزلة والأشاعرة الذين ينفون علو الله على خلقه.
    5- فيها إثبات علم الله المحيط بكل شيء مع علوه فوق مخلوقاته.
    6- فيها مشروعية بيان هذه الحقائق العظيمة للناس؛ ليعرفوا عظمة الله وقدرته والله أعلم.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    "1" أخرجه أبو داود برقم "4723"، والترمذي برقم "3317"، وابن ماجه برقم "193"، وأحمد في مسنده "1/206، 207".

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



    انتهى بحمد الله شرح الكتاب
    [/size]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://fakta-14.yoo7.com
     
    ماذا تعرف عن التوحيد ؟!
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    ارحــــــــبو يــــــــــــالله حيـــــــــــهم أقلطــــــــــو فيــــــــذا :: رٌٌٌٍٍٍفْْْيَََـِِِِِِّّّـِِِِِِِِّّّّـِِِِِّّـِِِِِِّّّـِِِِِِّّّدًًًٍٍٍهٍٍٍَََ :: آلفْكَرٌٍ آلآسٌِِّلآمًيَ-
    انتقل الى: