حسن الظن بالآخرين

[ :+:{عضو ملكي}:+: ] الموقع :

حفاظاً على تماسك المجتمع وتلاحم أفراده وحرصاً على المصلحةالعامة ودرءاً للمفاسد والشرور وسداً للمنافذ التي يلج منها الشيطان للإيقاع بين الناس ، نهى الإسلام عن إساءة الظن بالآخرين والنظر إلى أعمالهم ومواقفهم وأقوالهم بنظرة سوداء قاتمة مقيتة ، وعدّ ذلك سلوكاً شائناً وخلقاً ذميماً مقبوح . قالتعالى ( ياآيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)

وأجمع علماء الأمةالسابقين والمعاصرين بكافة مذاهبهم ومعتقداتهم على حرمة إساءة الظن بالناس ، وبينواأن الأصل هو إحسان الظن بالآخرين والتماس الأعذار لهم وحمل أقوالهم وأعمالهم وجميع ما يصدر منهم على أحسن الوجوه . وذلك لما يترتب على هذا الخلق الذميم والداء الخبيث من آثار سيئة على الأفراد والمجتمعات، فهو سبب في إثارة مشاعر الحقد والكراهية وزرع الشكوك والضغا ئن وهدم الروابط الاجتماعية ، فتنعدم بذلك الثقة بين أبناء المجتمع فيحدث التدابر والتنافر والتباغض والتقاطع مما يؤدي إلى القضاء على روح التعاون والتكافل الاجتماعي.

يقول الإمام النووي رحمه الله ( اعلم أن سوء الظن حرام مثل القول فكما يحرم أن تحدث غيرك بمساوئ إنسان يحرم أن تحدث نفسك بذلك وتسيء الظن به )ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك إلاخيراً وأنت تجد لها في الخير محملا )

وقد انتشر سوء الظن في هذا الزمن فأصبح الكثير من مرضى القلوب والذمم الضعيفة والضمائر الدنيئة ديدنه تأويل الألفاظ وليّ المعاني وتصيد الزلات والفرح بالعثرات والمسارعة في اتهام الآخرين وإساءة الظن بهم دون البحث عن الأسباب والتماس الأعذار لهم، وذلك لأنهم ينظرون إلى الآخرين بمنظارأسود قاتم على أساس الاتهام والإدانة.

قال بعض أهل العلم (
وكل من رأيته سيءالظن بالناس طالباً لإظهار عيو بهم فاعلم أنه لخبث باطنه
وسوء طويته ، فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه والمنافق يطلب العيوب
لخبث باطنه ) ويقول عبدالله بن المبارك ( المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب الزلات ) والمسلم الصادق الواعي أمر دينه والمستنير بهديه ينأى بنفسه عن تأويل الألفاظ وليّ المعاني وتتبع العثرات ومعاملة الناس بسوء الظن ورجمهم بالغيب ، وذلك لصفاء نفسه وسلامةصدره والتزامه بآداب الإسلام وتعاليمه السمحة ، ولأنه يدرك بما فقه من دينه، إن الإنسان ليس له من أخيه إلا الظاهر ، ويعلم أن السرائر وخبايا النفوس والمحاسبة عليها هو من اختصاص علام الغيوب الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء . عن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، قال : (
سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : إنّ ناساً كانوا يأخذون بالوحي في
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الوحي قد انقطع ، وإنما نأخذكم
الآن بما ظهر من أعمالكم ، فمن أظهر لنا خيراً آمناه وقربناه وليس إلينا
من سريرته شيء ، الله يحاسبه على سريرته ، ومن أظهر لنا شراً لم نأمنه ولم
نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة ) ، ويقول بعض السلف الصالح ( إني لألتمس لأخي المعاذير من عذر إلى سبعين ، ثم أقول : لعل له عذراً آخر لا أعرفه ) فلنحسن الظن ببعضنا، ونبتعد عن اتهام النيات والمعتقدات ، وعن كل ما يؤذي الآخرين ويثيرالأحقاد والضغائن في النفوس .

:+:{فدوة الغاليه}:+:

[ :+:{عضو ملكي}:+: ] الموقع :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

+{تمون على الإداره }+

[ :+:{عضو ملكي}:+: ] الموقع :

:+:{راعية الحلال}:+: