قليــــ دائم ــــل ... خير من ... كثيـــ منقطع ــــر

:+:{فدوة الغاليه}:+:

قليــــ دائم ــــل ... خير من ... كثيـــ منقطع ــــر

هاهو ذا شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والفرقان قد ولى وفات
وانصرفت أيامه وانقضت لياليه كأن شيئاً لم يكن
والمؤمن القوي من يصل الطاعة بالطاعة ولا يتوقف

ويدرك بأن الأعمال التي كان يتقرب بها إلى ربه في شهر رمضان
لا تنقطع بإنقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حيا
لقول المولى عز وجل..
{ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

البقرة 185
وإن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب
والصائمين يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز
فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة

ولا شك أن أفضل المسلمون جميعا مطالبون بفعل الطاعات والمداومة عليها

فقليل دائم خير من كثير منقطع

وهي جملة نسمعها كثيرا وحكمة مأخوذ ة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
"أحب الأعمال إلى الله ... أدومها وإن قل"
أخرجه البخاري في صحيحه 3/31

إن هذه القاعدة النبوية الذهبية كما جاءت في الحديث الشريف
يجب ان تكون لنا نبراسا ومنهجا لحياتنا

فرب رمضان هو رب الشهور جميعاً
وهو الذي أمرنا بطاعته في رمضان وغيره
ولكن وإن كان رمضان يتميز عن غيره من الشهور
بفضائله الجمة وتنوع أبواب الخير فيه
فبقية الشهور أيضاً فرص للاستزادة من أبواب الخير

ونعلم جميعاً إن الكثير منا ليشعر بالتقصير ويؤنبه ضميره دائما لتقصيره في العبادات
وهذه فرصة مناسبة نذكر فيها أنفسنا بالاستمرار في الطاعة
وإن قلت فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها

ومن الافضل ان نجعل لأنفسنا برنامجا مناسبا
نحاول أن نلتزم به في حياتنا اليومية

بحيث نحاسب أنفسنا كلما قصرت ولنجتهد كلاً حسب استطاعته
وأن نداوم على اعمال البر والتقوى والخير
ولو كانت بسيطة يسيرة ولا نقطعها ابداً ما دمنا أحياء مقيمين

وحرص المرء على اتقان العمل ولو قل والمداومة عليه
كأنه يمضي بخطىً ثابتة ونحو هدف محدد
وإن كان سيرة بطيء لكنة حتماً سيصل بإذن الله تعالى
مادام على طريق الحق وبنية صادقة

واستناداً لقولة تعالي ...
{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } الذاريات 55
أذكرك غاليتي ببعض الأمثلة للقيام بأعمال سهلة وبمتناول استطاعتك
تجنين منها الخير الكثير لك ولأسرتك بإذن الله

وحين تعتادين عليها يجازيك الله عليها حتى ولو لم تفعليها
وتجدي نفسك والحمد لله متماشية مع القاعدة الذهبية
وسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

{ أن خير العمل أدومه وإن قل }

وأفضل الأعمال ما كانت بسرية تامة بينك وبين ربك العلي القدير
لأن أعمال السر الصالحة هي أشد أعمال المرء على الشيطان
وهي زينة الخلوات بين العبد وربه لا يعلم بها أحد غيره
لا يثبت عليها إلا الصادقون و لا يستطيعها المنافقون أبدًا
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال
( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر
فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي وغيرهم

صلاة النوافل ...

عن أم حبيبة رضي الله عنها ، أنها سمعـت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يقول( ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة،
إلا بنى الله له بيتًا في الجنة ) [ رواه مسلم: 1696 ].

الصيام ....

المواظبة إن امكن وحسب المستطاع على صيام الاثنين والخميس
وثلاثة ايام من كل شهر والأيام الفاضلة كستة أيام من شوال ويوم عرفة وغير ذلك
فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال (( من صام رمضان، ثم أتبعه ستًا من شوال، كان كصيام الدهر )) رواه مسلم

قيام الليل ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم :
( أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل). رواه مسلم.

العلـــم ...

الورد اليومي من القرآن الكريم
كان الصحابة رضوان الله عليهم يختمون القرآن كل جمعة مرة
يبدأن من عصر الجمعة ويختمون عصر الخميس بمعدل خمسه أجزاء يوميا

الورد اليومى من التسبيح والاستغفار
قال سبحانه وتعالى (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) النصر3
فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب أحواله
فعليه بالتوحيد والإستغفار ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص
وتنفيذ وصيّة النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ) رواه الترمذي

حفظ حديث شريف كل أسبوع والعمل على تطبيقه قدر الأمكان

الصدقات ...

الصدقة مهمة للمسلم ولها قيمة عظيمة لقوله تعالى ...
{ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم}
البقرة 271
فتخصيص مبلغ شهري ولو كان يسيراً ينفق على الفقراء
وخاصة صدقة السر يُعَود الإنسان نفسه على أعمال السر وتركن إليها نفسه

وطريقة الحصالة في المنزل وتعويد نفسك بوضع درهماً او فلس يومياً بها
تجني لك الخير الكثير وبطريقة سهلة غير مكلفة للتصدق به يوما ما

صلة الرحم والجيران ...

قال رسول الله علية افضل الصلاة والسلام ...
( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه )
فبزيارة للأهل والأقارب أسبوعياً أوالاتصال بأحدً منهم بالهاتف مع استحضار النية تكسبين طاعة الله ورضاه

وكذلك إعانة المحتاجين منهم وإعطائهم الأولوية في زكاتك وصدقاتك
والدعاء لهم عن ظهر غيب بالخير والهناء وديمومة الصحة

أيضاُ زيارة أسبوعية لأحد الجيران ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم ما تيسر ذلك
تريح البال وتفرح الجار

أبناؤك ...

اجعلي بجدولك جلسة أسبوعية مع أبناؤك وخاصة الصغار منهم
لتدبر معنى آية كريمة أو حديث شريف أو ذكر من الأذكار الصحيحة
وتعليمهم إحدى المهارات المناسبة كلاً حسب جنسه ولو مرة شهرياً
واغرسي بقلوبهم حب التبرع والصدقة والمعاملة الطيبة مع كافة الناس

الدعوة إلى الله ...

قومي بإهداء شريط أو كتيب أو ملصق لمن يحتاجه من المحيطين بك
واحرصي على مزاولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب الأصول
وحاولي حضور مجالس الخير والمحاضرات الدينية المفيدة وتذكير زملاء العمل والأقارب بها

التخلص من العادات السيئة ...

من اغبط الصفات الغيبة والنميمة فحاولي غاليتي التخلص منها والأبتعاد عنها
والتخلي عن سماع الأغاني ومتابعة المسلسلات والأفلام تجعلك
ملتزمة بأمورك الدينية وحريصة على تأدية الطاعات وملتزمة بلباسك وحجابك .

هذا القليل من الكثير ولكنة أهم ما قيل
ولا تنسى أخيه أن تحاسبي نفسك من وقت لآخر
فيما وفقك الله إليه من أعمال البر هذه
فإن وجدتي خيراً فاحمدي الله على استدرك ما فاتك قبل مرور الوقت

نسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا كلها صالحة وان يتقبلها منا خالصة لوجهه الكريم

وخير الدعاء بكلام الله العزيز القدير ...
{ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً
كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
البقرة 286

تقبلوا مني كل الود وخالص التحية ...