طيف بلا ملامح

:+:{فدوة الغاليه}:+:

طيف بلا ملامح

استيقظت من نومها بنفس الموعد تماما كما كل يوم , وكأن ساعتها البيولوجية وقتت هكذا , فاليوم عطلة رسمية مسحت عيونها بيديها وكأنه تحاول ابعاد الكسل خلف الشمس , كما تقول دائما , حملت نفسها متوجهة الى المطبخ لاعداد فنجان قهوتها الصباحي .

أخيرا انتهت من اعداده , دخلت غرفتها من جديد وأغلفت خلفها الباب لتدخل في عالمها الخاص الذي صنعته بنفسها , ذلك العالم الذي يحتوي نظرتها المختلفة للامور , زوايا مدركة وغير مدركة للامور , جزئيات اتحدت مع الكليات ……………….

تناولت فنجان قهوتها , قربته من فمها لترتشف بعضا من داخلها , وكأنها تريد ارتشاف مراحل حياتها كاملة فهي في سباق دائم مع الزمن , انسكبت بعضا من قهوتها فوق مكتبها أراد ت احضار أي شيئ لمسحها , لم تمنحها الدقائق فرصة للذهاب

تحولت القهوة سريعا الى دخان كبير عبق غرفتها نظرت بخوف باتجاه الباب الصغير تذكرت انها اغلقته قبل قليل

جلست على طرف كرسي موجود في الغرفة , حاولت فك رموز تلك المعادلة الصعبة تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 720 * 540 و حجم 67KB.

صمتت قليلا , ونظرت من جديد باتجاه المكتب فوجدت طيفا قد

خرج من بين الدخان, ربما جاء ليحل تلك الرموز, انتفضت قليلا تراجعت للخلف وكادت أن تسقط فوق الكرسي

ناداها بصوت خافت : لا تخافي مني , اقتربي يا سيدتي فانا جزء من كيانك , أنا ضميرك الماضي والحاضر والمستقبل , جلس فوق مكتبها تناول سيجارته أشعلها, وبدأ يطمئن عليها وكأنه خرج من بحر سبات عميق

تقدمت منه بعينان تملأهما نظرات التعجب , وكأنها تقول له أين أنت من زمن ؟ أجابها قبل نطقها بكلمة واحدة وكأنه قرأ افكارها أنا معك منذ لحظة ولادتك الاولى أشاهدك , أقرأك أرى ماتقومين به ,وأنتظر حصادك .

تساءلت بنظرة يملؤها الذهول : حصادي أي حصاد تقصد ؟؟؟؟ نفث دخان سيجارته بعيدا عن وجهها وضحك بصوت مجلجل في أنحاء الغرفة , وقال : حصاد اعمالك التنموية ياسيدتي ………….. فأنا أراك تنثرين بذور الرقي والتطوير في كل مكان تمرين فيه

ومعك انتظر موسم الحصاد فعملية التنمية ياسيدتي كالزراعة تماما , كلما راعيتي وجودي معك, و أعطيتي مجهودا أكبر لأرضك حصلتي على نتاج أكبر ,
ابتسمت له وكأنها وافقته الرأي , نظر اليها وطبع فوق جبينها قبلة وسارفي طريقه

انقشع بعده دخان الغرفة , ومضت هي ترتشف فنجان قهوتها
محتفظة بكل حرف نطقه وكأنه جوهرة ثمينة , مكملة لما بدأته من مشوار في عملية التنمية البشرية