إنهم يكيدون كَيدًا وأكيدُ كيدا

{ احد مؤسسي المنتدى}

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

إنهم يكيدون كَيدًا وأكيدُ كيدا

يقول سيد قطب –رحمه الله-

في الظلال في تفسيره لقوله تعالى من سورة الطارق :

"إنَّهم يَكِيدُونَ كَيْدًا وأَكِيدُ كَيدًا فمَهِّل الكافِرينَ أَمهِلهُم رُوَيْدًا"

إنهم هؤلاء ؛ الذين خُلقوا من ماءٍ دافق يخرج من بين الصُّلبِ والتَّرائب ،

بلا حَولٍ ولا قوَّةٍ ولا قُدرةٍ ولا إرادة ولا معرفةٍ ولا هداية ،

والذين تولَّتهم القُدرة في رحلتهم الطويلة ، والذين هم صائرون إلى رجعة

تُبلى فيها السرائر حيث لا قُوَّة لهم ولا ناصر ، إنهم هؤلاء يكيدون كيدا..

أنا المُنشئ، الهادي ، الحافظ ، المُوجِّه ، المُعيد ، المُبتلِي

القادر ، القاهر ، خالق السماء والطارق ، وخالق الماء الدافق ،

والإنسان الناطق ، وخالق السماء ذات الرَّجْع والأرض ذات الصَّدع ،

أنا الله .. أكيدُ كيدا..

فهذا كيدٌ وهذا كيد ، وهذه هي المعركة ذات طَرفٍ واحد في الحقيقة ،

وإن صُوِّرَت ذات طَرَفين لمُجرَّد السُّخرية والهَزْء.

ونلحظ في التعبير الإيناس الإلهي للرسول:

"فمَهِّل الكَافِرِينَ أَمهِلْهُم رُوَيدًا"

كأنه هو –صلى الله عليه وسلم- صاحب الأمر ، وصاحب الإذن ،

وكأنه هو الذي يأذن بإمهالهم أو يوافق على إمهالهم ،

وليس مِن هذا كله شيء للرسول –صلى الله عليه وسلم- ؛

إنما هو الإيناس والود في هذا الموضع الذي تنسَّمُ نسائمُ الرحمة على قلبه

–صلى الله عليه وسلم- ،

الإيناس الذي يخلط بين رغبة نفسه وإرادة ربه ،

ويشركه في الأمر كأن له فيه شيئًا ،

ويرفع الفوارق والحواجز بينه وبين الساحة الإلهية التي يُقضى فيها الأمر ويبرم ،

وكأنما يقول له ربُّه:

إنك مأذون فيهم ؛

ولكن أمهلهم ، أمهلهم رويدا

:+:{فدوة الغاليه}:+:

:+:{راعية الحلال}:+:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

+:{كنز المنتدى}:+